الولادة المكرّمة في الكعبة المعظّمة - الصفحه 31

النبلاء) ۱ ، وابن حجر (ت 852) في (الإصابة) ۲ وغيرهم.
والثانية: رواها الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) في (المستدرك) ۳ .
والثالثة: رواها الأزرقي (ت 223 هـ) في (أخبار مكّة) ۴ .
وقد استقصى زميلنا الفاضل شاكر شبع في مقال له بعنوان (الولادة في الكعبة المعظّمة فضيلة لعلي عليه السّلام خصّه بها ربّ البيت) ۵ المصادر الرئيسية لهذه الروايات وفق تسلسلها التاريخي، وأخضعها للبحث والتحقيق، وخرج بنتائج باهرة، أهمها: أنّ تلك الروايات جميعاً مرسلة، ورواتها ضعفاء، ومخالفة للمشهور، وتعرّضت بعض مصادرها للتحريف والتلاعب، ممّا يسقط الاعتماد عليها، فلا نعيد الكلام حول تقييم هذه الروايات هنا، ولكن نذكّر أنّ الإرسال في هذه الروايات ينبئ عن أنّها قد تكون وليدة الفترة الأموية التي اجتهد حكّامها ـ وعلى رأسهم معاوية ـ بكلّ حيلة في (إطفاء نور أمير المؤمنين عليه السّلام ، والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعّدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمّن له فضيلة، أو يرفع له ذكراً، حتى حظروا أن يسمّى أحد باسمه) ۶ .
والرواية تناسب الأسلوب الذي ابتدعه معاوية في التغطية على فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام المتواترة والمتّفق عليها، بنسبتها الى غيره، إنكاراً لتفرّده بها، وقد كتب معاوية ذلك في كتاب عمّمه الى جميع الآفاق، جاء فيه: (إذا جاء كم كتابي هذا،

1.سير أعلام النبلاء۳: ۴۶.

2.الإصابة۲: ۳۲.

3.المستدرك على الصحيحين۳: ۴۸۲.

4.أخبار مكّة۱: ۱۷۴.

5.في مجلّة (تراثنا) العدد (۲۶) ص: ۷ ـ ۴۲.

6.شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد۱: ۱۷.

الصفحه من 62