فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحدٌ من المسلمين في أبي تراب؛ إلا وتأتوني بمناقضٍ له في الصحابة، فإنّ هذا أحبّ إليّ، وأقرّ لعيني، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته).
قال الراوي: فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها، فظهر حديث كثير موضوع، وبهتان منتشر ۱ .
ولكن ما زاد ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام إلا رفعةً وسموّاً (وكان كالمسك كلّما ستر انتشر عرفه، وكلّما كتم تضوّع نشره، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حُجِبت عنه عينٌ واحدة أدركته عيون كثيرة) ۲ .
وعلى تقدير صحّة الرواية بولادة حكيم بن حزام في الكعبة المشرّفة، فقد يكون ذلك لمحض المصادفة والاتّفاق، وقد صرّح بذلك عبدالرحمن الصفوري الشافعي ت 894 في (نزهة المجالس2: 204 ـ القاهرة) حيث قال: وأمّا حكيم بن حزام فولدته أمّه في الكعبة اتّفاقاً لا قصداً ۳ .
ويدلّ على ذلك أيضاً ما جاء في الرواية من لفظ (أعجلها الولاد) و(ولدت على النطع) كما جاء في رواية مصعب بن عثمان التي يقول فيها: دخلت أُمّ حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش، وهي حامل مُتمّ بحكيم بن حزام، فضربها المخاض في الكعبة، فأُتيت بنطع حيث أعجلها الولاد، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع ۴ .
ولو تهيّأت أمّ حكيم للولادة لما جُعلت ثيابها لَقىً، كما جاء في رواية عبدالله بن أبي سليمان عن أبيه، قال: إن فاختة ابنة زهير بن الحارث بن أسد بن
1.شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد۱: ۱۷.
2.شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد۱۱: ۴۶.
3.علي وليد الكعبة / الأردوبادي: ۴۰.
4.جمهرة نسب قريش / ابن بكار۱: ۳۵۳.