عبدالعزّى ـ وهي أمّ حكيم بن حزام ـ دخلت الكعبة وهي حامل، فأدركها المخاض فيها، فولدت حكيماً في الكعبة، فحُمِلت في نطعٍ، وأُخِذ ما تحت مَثْبِرها ۱ ، فغُسِل عند حوض زمزم، وأُخذت ثيابها التي ولدت فيها ، فجُعلت لَقىً ۲ .
وعليه فإنّ ولادة حكيم بن حزام لا يترتّب عليها أدنى فضل أو مكرمة سوى طهارة المكان الذي ولد فيه وشرفِهِ، بينما اكتسبت ولادة أمير المؤمنين عليه السّلام أهميّتها بشرف الاصطفاء الإلهي والمشيئة الربّانية لا بخصوص فضل المكان وحسب ، فإذا كان حكيم بن حزام قد سبق بفضل المكان بمحض المصادفة والاتّفاق، فإنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قد تفرّد بشرف المكان وبكيفية الولادة على وفق الإرادة الإلهية والعناية الربانية.
الاتّجاه الثاني
إنّ أصحاب هذا الاتّجاه قد أمعنوا في إنكار هذه الفضيلة على الرغم من كونها من الحقائق الناصعة والمسلّمة تاريخيّاً، فادّعوا أنّه لم يولد قبل حكيم بن حزام ولا بعده أحد في الكعبة المعظّمة، وأنّ القول بولادة علي بن أبي طالب عليه السّلام هو مزعمة كثير من الشيعة، وهو ضعيف عند العلماء، ولا يعترف به المحدّثون، ولم يثبت عند بعضهم، وفي ما يلي بعض أقوالهم:
1 ـ روى الحاكم في (المستدرك) بالإسناد عن مصعب بن عبدالله في نسب حكيم بن حزام، قال: وأمّه فاخته بنت زهير بن أسد بن عبدالعزّى، وكانت ولدت حكيماً في الكعبة، وهي حامل، فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة، فولدت فيها، فحملت في نطع، وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم، ولم يولد
1.المَثْبِر: الموضع الذي تلد فيه المرأة.
2.أخبار مكّة / الأزرقي۱: ۱۷۴.