الولادة المكرّمة في الكعبة المعظّمة - الصفحه 35

أرقام اليقين

إنّ ما ذكره أصحاب الاتّجاه الثاني معارض بإجماع أهل البيت عليهم السّلام وعلماء الطائفة، واعتراف كثير من المحدّثين والمحقّقين العامّة، وتصريح كثير من النسّابة والمؤرّخين والشعراء في إثبات هذه الفضيلة لأمير المؤمنين عليه السّلام على الجزم واليقين.
وقد أجاد الشيخ الحجّة محمد علي الأردوبادي (ت 1380) في كتابه (علي عليه السّلام وليد الكعبة) في تحقيق هذه المسألة، وكونها معتمدة عند العلماء وثابتة عند المؤرّخين والنسابة، ومتواترة مشهورة بين الأمّة. وفي ما يلي نذكر أرقام اليقين التي تدفع أوهام الشكّ وإثارات أصحاب الاتّجاه الثاني.

أولاً : الولادة المعظّمة في حديث أهل البيت عليهم السّلام

نقل عن أهل البيت عليهم السّلام الكثير من الأخبار والروايات التي تحدّثوا فيها عن طبيعة تلك الولادة ومحلّها وملابساتها، وقد حكى السيد هاشم البحراني (ت 1107 هـ) تواتر حديث الولادة في الكعبة حيث قال: رواية أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام ولد في الكعبة بلغت حدّ التواتر، وهي معلومة في كتب العامّة والخاصّة ۱ . وفي ما يلي نذكر بعض رواياتهم عليهم السّلام :

۱.روى ابن الفتال عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السّلام يقول:«إنّ فاطمة بنت أسد ضربها الطلق وهي في الطواف، فدخلت الكعبة، فولدت أمير المؤمنين عليه السّلام فيها» ۲ .

۲.وروى ابن المغازلي الشافعي بالإسناد عن الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام ، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السّلام قال:«كنت جالساً مع أبي ونحن زائرون قبر جدّنا صلّى الله عليه و آله وهناك نسوان كثيرة، إذ أقبلت امرأة منهنّ، فقلت

1.غاية المرام / البحراني: ۱۳.

2.روضة الواعظين / ابن الفتال: ۸۱، بحار الأنوار۳۵: ۲۳ / ۱۷.

الصفحه من 62