أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 110

۲۰۸.أنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله وَمَوْضِعُ سِرِّه.

عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

۲۰۹.أَنَا أَحَقُّ بِهذا الأَمْرِ مِنْكُمْ، لا أُبايِعُكُمْ وأَنْتُمْ أَوْلى بِالبَيْعَةِ لِي.

۰.جاء وا بِعَلِيٍّ عليه السّلام يقول:أَنَا عبدُاللهِ وأَخُو رسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله حتّى انتهوا به إلى أبي بكرٍ، فقيل له: بايع، فقال: أَنَا أَحَقُّ بِهذا الأَمْرِ مِنْكُمْ، لا أُبايِعُكُمْ وأَنْتُمْ أَوْلى بِالبَيْعَةِ لِي، أخذتُم هذا الأَمْرَ من الأَنْصارِ، واحْتَجَجْتُمْ عليهِمْ بِالقَرابَةِ من رسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله فأعطوكم المَقادَةَ، وسَلَّمُوا إليكم الأَمارَةَ، وأَنَا أَحْتَجُّ عليكم بِمِثلِ ما احْتَجَجْتُم بِهِ على الأَنصارِ؛ فأَنْصِفُونا ـ إنْ كُنْتُم تَخافُون اللهَ ـ من أَنْفُسِكُم، واعرفوا لنا من الأمر مثلَ ما عَرَفَت الأَنْصارُ لَكُم، وإلاّ فَبُوؤُوا بِالظُلْمِ وِأَنْتُمْ تَعْلَمُون.
فقال عمر: إنّكَ لَسْتَ مَتْرُوكاً حتّى تُبايِعَ!.
فقال له عَلِيٌّ عليه السّلام : احْلِبْ ـ يا عمرُ ـ حَلْباً لَكَ شَطْرُهُ! اشْدُدْ لَهُ اليومَ أَمْرَهُ؛ لِيَرُدَّ عليك غداً! أَلا ـ واللهِ ـ لا أَقْبَلُ قولَكَ ولا أُبايِعُهُ.

شرح نهج البلاغة (6/1

السقيفة

۲۱۰.أَنَا غادٍ ـ إنْ شاءَ اللهُ ـ إلى جَماعَتِكُم ۱ .

1.هذا الكلام أورده ابن أبي الحديد ضمن كلام قال في نهايته: قلت: الذي يغلب على ظني أن هذه المراسلات والمحاورات والكلام كلّه مصنوعٌ موضوعٌ، وأنّه من كلام أبي حيّان التوحيدي، لأنه بكلامه ومذهبه في الخطابة والبلاغة أشبه، وقد حفظنا كلام عمر ورسائله، وكلام أبي بكر وخطبه، فلم نجدهما يذهبان هذا المذهب، ولايسلكان هذا السبيل فى كلامهما، وهذا كلامٌ عليه أثر التوليد ليس بخفى. وأين أبوبكر وعمر من البديع وصناعة المحدثين! ومن تأمّل كلام أبى حيّان عرف أن هذا الكلام من ذلك المعدن خرج، ويدلّ عليه أنّه أسنده إلى القاضي أبى حامد المروروذي وهذه عادته في كتاب البصائر يسند إلى القاضي أبي حامد كلّ مايريد أن يقوله هو من تلقاء نفسه، إذا كان كارهاً لأن ينسب إليه، وإنما ذكرناه نحن في هذا الكتاب، لأنه وإن كان عندنا موضوعاً منحولاً، فإنه صورة ماجرت عليه حال القوم، فهم وإن لم ينطقوا به بلسان المقال، فقد نطقوا به بلسان الحال. ومما يوضح لك أنّه مصنوعٌ، أن المتكلّمين على اختلاف مقالاتهم من المعتزلة والشيعة والأشعرية وأصحاب الحديث، وكلّ من صنّف في علم الكلام والإمامة لم يذكر أحدٌ منهم كلمة واحدةً من هذه الحكاية، ولقد كان المرتضى رحمه الله يلتقط من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام اللفظة الشاذّة، والكلمة المفردة الصادرة عنه عليه السّلام في معرض التألّم والتظلّم، فيحتجّ بها، ويعتمد عليها، نحو قوله: «مازلت مظلوماً مذ قبض رسول الله صلّى الله عليه و آله حتى يوم الناس هذا». وقوله عليه السّلام : « لقد ظلمتُ عدد الحجر والمدر ». وقوله عليه السّلام : « إنّ لنا حقّاً إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل، وإن طال السُرى ». وقوله عليه السّلام : « فصبرت وفي الحلق شجاً، وفى العين قذىً». وقوله عليه السّلام : « اللهمّ إنّي أستعديك على قريشٍ فإنّهم ظلموني حقّي، وغصبوني إرثي ». وكان المرتضى إذا ظفرَ بكلمةٍ من هذه، فكأنّما ظفرَ بملك الدنيا ويودعها كتبه وتصانيفه . فأين كان المرتضى عن هذا الحديث! وهلاّ ذكر في كتاب الشافي في الإمامة كلام أمير المؤمنين عليه السّلام هذا، وكذلك مَن قبلَه من الإمامية كابن النُعمان، وبني نوبخت، وبني بابويه، وغيرهم، وكذلك من جاء بعده من متأخّري متكلّمي الشيعة وأصحاب الأخبار والحديث منهم إلى وقتنا هذا!. وأين كان أصحابنا عن كلام أبي بكر وعمر ، له عليه السّلام !؟ وهلاّ ذكره قاضي القضاة في «المغني» مع احتوائه على كلّ ماجرى بينهم، حتى إنه يمكن أن يجمع منه تاريخ كبيرٌ مفردٌ في أخبار السقيفة! وهلاّ ذكره من كان قبل قاضي القضاة من مشايخنا وأصحابنا ومن جاء بعده من متكلّمينا ورجالنا! وكذلك القول في متكلّمي الأشعريّة وأصحاب الحديث؛ كابن الباقلاني وغيره. وكان ابن الباقلاني شديداً على الشيعة، عظيم العصبيّة على أمير المؤمنين عليه السّلام فلو ظفرَ بكلمةٍ من كلام أبي بكر وعمر في هذا الحديث لملأ الكتب والتصانيف بها، وجعلها هِجّيراهُ ودأبَه. والأمر في ماذكرناه في وضع هذه القصّة ظاهرٌ لمن عنده أدنى ذوقٍ من علم البيان، ومعرفة كلام الرجال، ولمن عنده أدنى معرفةٍ بعلم السير، وأقلّ أُنسٍ بالتواريخ. انتهى كلام ابن أبي الحديد. والخبرُ فى صبح الأعشى(۱/۲۳۷-۲۴۷)ونهاية الإرب(۷/۲۱۳- ۲۲۹) ومحاضرة الأبرار(۲/۱۰۲-۱۱۵) ونشره إبراهيم الكيلاني مع رسالتين لأبي حيّان في دمشق ۱۹۵۱م. فراجع.

الصفحه من 164