فَقُلْتُ: بَلْ أَنْتُمْ ـ والله ـ أحْرَصُ وَأَبْعَدُ، وَأَنَا أَخَصُّ وَأَقْرَبُ، وَإِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً لِي وَأَنْتُمْ تَحُولُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَتَضْرِبُونَ وَجْهِي دُونَهُ، فَلَمَّا قَرَّعْتُهُ بِالْحُجَّةِ في الْملأ الْحَاضِرِينَ هَبَّ كَأَنَّهُ بُهِتَ لاَ يَدْرِي مَا يُجِيبُنِي بِهِ!
اللَّهُمَّ إنَّي أَسْتَعْدِيك عَلى قُرَيْش وَمَنْ أَعَانَهُمْ! فَإِنَّهُمْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَصَغَّرُوا عَظِيمَ مَنْزِلَتِي، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي أَمْراً هُوَ لِي. ثُمَّ قَالُوا: أَلاَ إنَّ في الحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَفي الحَقِّ أَنْ تَتْرُكَهُ!.
فَخَرَجُوا يَجُرُّونَ حُرْمَةَ رَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله كَمَا تُجَرُّ الاَْمَةُ عِنْدَ شِرَائِهَامُتَوَجِّهِينَ بِهَا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَحَبَسَا نِسَاءَ هُمَا في بُيُوتِهِمَا، وَأَبْرَزَا حَبِيس رَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله لَهُمَا وَلِغَيْرِهِمَا، في جَيْش مَامِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَقَدْ أَعْطَانِي الطاعَةَ، وَسَمَحَ لِي بِالْبَيْعَةِ، طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ، فَقَدِمُوا عَلَى عَامِلِي بِهَا وَخُزَّانِ بَيْتِ مَالِ المُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبْراً، وَطَائِفَةً غَدْراً. فَوَ الله لَوْ لَمْ يُصِيبُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً مُتَعَمِّدِينَ لِقَتْلِهِ، بِلاَ جُرْم جَرَّهُ، لَحَلَّ لي قَتْلُ ذلك الْجَيْشِ كُلِّهِ، إِذْ حَضَرُوهُ فَلَمْ يُنْكِرُوا، وَلَمْ يَدْفَعُواعَنْهُ بِلِسَان وَلاَ يَد. دَعْ مَا أَنَّهُمْ قَدْ قَتَلُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ الْعِدَّةِ التِي دَخَلُوا بِهَا عَلَيْهِمْ!
نهج البلاغة (ص 246 -247)الخطبة 1
۲۱۲.أَنَا إِذن أَحَقُّ بِها مِنْ جَماعَتِهِمْ.
۰.وقال عليه السّلام في كلام له أنفذه إلى معاوية:فَما راعَنيْ إِلاّ وَالأَنْصارُ قَدِ اجْتَمَعَتْ فَمَضى إِلَيْهِمْ أَبُوبَكْرٍ فِيمَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْمُهاجِريْنَ فَحاجَّهُمْ بِقُرْبِ قُرَيْشٍ مِنْ رَسُوْلِ الله، فَإِنْ كانَتْ حُجَّتُهُ عَلَيْهِمْ بِذلك ثابِتَةً فَقَدْ كُنْتُ أَنَا إِذنْ أَحَقُّ بِها مِنْ جَماعَتِهِمْ لأَِنِّي أَقْرَبُهُمْ مِنْهُ ؛ وَأَمَسُّهُمْ بِه رَحِماً، وَإِنْ لَمْ تَجِبْ لِي بِذلك فَالأَنْصارُ عَلى حُجُّتِهِمْ.
الكراجكي: ص13.
۲۱۳.أَنَا هُوَ.
۰.قال عليه السّلام :فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟ و أَنَّى تُؤْفَكُونَ! وَالأَعْلاَمُ قَائِمَةٌ، وَالآيَاتُ وَاضِحَةٌ، وَالْمَنَارُ مَنْصُوبَةٌ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ؟ بَلْ كَيْفَ تَعْمَهُونَ وَبَيْنَكُمْ عِتْرَةُ نَبِيِّكُمْ؟ وَهُمْ أَزِمَّةُ