أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 122

ألا صفرت يدُ هذا البائع دينَه بالدُنيا، وخزيت أمانة هذا المشتري نصرة فاسقٍ غادرٍ بأموال المسلمين .
وإنّ فيهم مَنْ قد شَرِبَ فيكم الخمرَ وجُلِدَ الحدّ، يُعرف بالفساد في الدين، والفعل السيّئ، وإنّ فيهم من لم يُسلم حتى رضخ له رضيخه، فهؤلاء قادةُ القوم، ومن تركتُ ذكر مساوئه من قادتهم مثل من ذكرتُ منهم، بل هو شرٌّ، ويودُّ هؤلاء الذين ذكرتُ لو وُلُّوا عليكم فأظهروا فيكم الكُفر والفساد والفُجُور والتسلُّط بجبريّة، واتبعوا الهوى وحكموا بغير الحقّ. ولأنتم على ما كان فيكم من تواكُلٍ وتخاذُلٍ خيرٌ منهم وأهدى سبيلاً، فيكم العُلماء والفُقهاء، والنُجباء والحُكماء، وحملةُ الكتاب والمتهجدون بالأسحار، وعمّار المساجد بتلاوة القرآن. أفلا تسخطُون وتهتمّون أن يُنازعكم الولاية عليكم سفهاؤُكُم؟ والأشرارُ الأراذلُ منكم؟ فاسمعوا قولي، وأطيعوا أمري، فوالله لئن أطعتموني لا تغْوَوْن، وإن عصيتموني لا ترشدون، خُذوا للحرب أهبتها، وأعدّوا لها عُدّتها، فقد شبّتْ نارُها، وعلا سنانُها وتجرّد لكم فيها الفاسقون، كى يعذبوا عباد الله، ويُطفئوا نور الله. ألا إنّه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والمكر والجفاء بأولى في الجدّ في غيّهم وضلالتهم من أهل البِرّ والزهادة والإخبات في حقّهم وطاعة ربّهم، إني ـ والله ـ لو لقيتهم فرداً وهم مِلأُ الأرض، ماباليتُ ولا استوحشتُ، وإني من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي نحنُ عليه، لَعَلَى ثقةٍ وبيّنةٍ، ويقينٍ وبصيرةٍ، وإني إلى لقاء ربي لمشتاق، ولحسن ثوابه لمنتظر، ولكن أسفاً يعتريني، وحزناً يخامرني، أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها وفجّارها، فيتخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً، والفاسقين حزباً. وأيم الله لولا ذلك لما أكثرت تأنيبكم وتحريضكم، ولتركتكم إذْ ونيتم وأبيتم حتى ألقاهم بنفسي، متى حمّ لي لقاؤهم. فوالله إني لعلى الحقّ، وإني للشهادة لمحبّ، فانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون. ولا تثّاقلوا إلى الأرض فتقروا بالخسف، وتبوؤوا بالذلّ، ويكن نصيبكم الخسران.إنّ

الصفحه من 164