مِنْ فِعْلِي، إِلاَّ أَنْ يَكْفِىَ الله مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَك بِهِ مِنِّي فَإنَّمَا أَنَا وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لاَ رَبَّ غَيْرُهُ، يَمْلِك مِنَّا مَا لاَ نَمْلِك مِنْ أَنْفُسِنَا، وَأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ إِلَى مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ، فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضلاَلَةِ بِالْهُدَى، وَأَعْطَانَا البصِيرَةَ بَعْدَ العَمَى.
نهج البلاغة (ص 335) من الخطبة 216.
۲۴۳.أَنَا (إذا) خرجتُ من عندكم بغير راحلتي، ورحلي وغلامي فلان، فأنا خائِنٌ.
شرح نهج البلاغة (2/200) و بحار الأنوار (34/356)ب35.
۲۴۴.أَنَا رَجُلٌ منكم لي ما لكم، وعليّ ما عليكم.
۰.قال عليه السّلام :أما بعد، فإنه لما قبض رسول الله صلّى الله عليه و آله استخلف الناس أبا بكر، ثم استخلف أَبُو بكر عمر، فعمل بطريقه، ثم جعلها شورى بين ستة، فأفضي الأمر منهم إلى عثمان، فعمل ما أنكرتم وعرفتم، ثم حصر وقتل، ثم جئتموني طائعين فطلبتم إليّ، وإنما أَنَا رَجُلٌ مِنْكُم لي ما لَكُم، وعَلَيَّ ما عَلَيْكُم، وقد فتح الله الباب بينكم وبين أهل القبلة، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، ولا يحمل هذا الأمر إلاّ أهل الصبر والبصر والعلم بمواقع الأمر، وإني حاملكم على منهجِ نبيّكم صلّى الله عليه و آله ومنفّذٌ فيكم ما أمرتُ به، إن استقمتم لي وبالله المستعان.
ألا إنّ موضعي من رسول الله صلّى الله عليه و آله بعد وفاته كموضعي منه أيّام حياته، فامضوا لما تؤمرون به، وقفوا عند ما تنهون عنه، ولا تعجلوا في أمرٍ حتى نبيّنه لكم، فإنّ لنا عن كلّ أمرٍ تُنكرونه عذراً، ألا وإنّ الله عالم من فوق سمائه وعرشه أني كنتُ كارهاً للولاية على أمّة محمّد، حتى اجتمع رأيُكم على ذلك، لأني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله يقول: «أيّما والٍ وَلِيَ الأمر من بعدي، أقيمَ على حدّ الصراط ونشرت الملائكةُ صحيفته، فإنْ كان عادلاً أنجاه الله بعدله، وإن كان جائراً انتفض به الصراط حتى تتزايل مفاصله، ثمّ يهوي إلى النار، فيكون أَوَّلُ ما يتّقيها به أنفه وحرّ وجهه».
ولكني لّما اجتمع رأيكم لم يسعني ترككم.