وأحياهم لكتابه، ليس لأحدٍ عندنا فضلٌ إلاّ بطاعة الله وطاعة الرسول.
هذا كتاب الله بين أظهرنا، وعهدُ رسول الله وسيرته فينا، لا يجهلُ ذلك إلاّ جاهلٌ عانِدٌ عن الحقّ، منكِرٌ، قال الله تعالى: يَـأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـكُم مِّن ذَكَرٍ وَ أُنثَى وَ جَعَلْنَـكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَآئِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ... [سُورَةُ الْحُجُرَاتِ۴۹/ ]. ثم صاح بأعلى صوته: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، فإن توليتم فإن الله لا يحبّ الكافرين. ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار، أتمنُّون على الله ورسوله بإسلامكم، بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين.
ثم قال: أَنَا أَبُو الحَسَنِ - وكان يقولها إذا غضبَ -.
ثم قال: ألا إنّ هذه الدنيا التي أصبحتم تمنونها وترغبون فيها، وأصبحت تغضبكم وترضيكم، ليست بداركم ولا منزلكم الذي خلقتم له، فلا تغرّنَّكُم فقد حذرتموها، واستتموا نعم الله عليكم بالصبر لأنفسكم على طاعة الله، والذلّ لحكمه، جلّ ثناؤه، فأمّا هذا الفيُ فليس لأحدٍ على أحدٍ فيه أثرةٌ، وقد فرغ الله من قسمته، فهو مالُ الله، وأنتم عبادُ الله المسلمون، وهذا كتابُ الله به أقررنا وله أسلمنا، وعهد نبيّنا بين أظهرنا فمن لم يرضَ به فليتولَّ كيف شاء، فإنّ العامل بطاعة الله والحاكم بحكم الله لا وحشة عليه. ثم نزل عن المنبر، فصلّى ركعتين،
شرح نهج البلاغة (7/39).
۲۶۳.أَنَا مُخَيَّرٌ في الإحْسانِ إلى مَنْ لَمْ أُحْسِنْ إليْهِ، وَمُرتَهَنٌ بِإتْمَامِ الإحْسانِ إلى مَنْ أحْسَنْتُ إليْهِ، فَإنِّي إذا أتْمَمْتُهُ فَقَد حَفِظْتُهُ، وَإذا قَطَعْتُهُ فَقَدْ أضَعْتُهُ، وَإذا أضَعْتُهُ فَلِمَ فَعَلْتُهُ ؟.
عُيُون المواعظ والحِكَم.
دُعاؤُهُ عليه السّلام
۲۶۴.أَنَا أَسْأَلُ اللهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ.
۰.و هذا من عهده للأشتر، وهو آخره:أَنَا أَسْأَلُ الله بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَة، أَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاك لِمَا فيهِ رِضَاهُ مِنَ الإِقَامَةِ عَلَى العُذْرِ الوَاضِحِ