أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 148

وغيرهم، فاستقبله أهلُ الكوفة، وفيهم قرّاؤُهم وأشرافُهم، فدعَوا له بالبركة، وقالوا: يا أميرالمؤمنين، أين تنزلُ؟ أتنزلُ القصر؟ قال: لا، ولكني أنزلُ الرحبة، فنزلها، وأقبل حتى دخل المسجد الأعظم، فصلّى فيه ركعتين، ثم صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه وصَلّى على رسوله، ثم قال: أمّا بعد، يا أهلَ الكوفة، فإنّ لكم في الإسلام فضلاً ما لم تُبدّلوا وتُغيّروا، دعوتُكم إلى الحقّ فأجبتُم، وبدأتُم بالمنكر فغيّرتم، ألا إنّ فضلكم في ما بينكم وبين الله، فأمّا في الأحكام والقسم فأنتم أسوةُ غيركم ممن أجابكم، ودخلَ في مادخلتم فيه. ألا إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم اتّباعُ الهوى، وطولُ الأمل، أمّا اتّباعُ الهوى فيصدُّ عن الحقّ، وأمّا طولُ الأمل فينسي الآخرة، ألا إنّ الدنيا قد ترحّلتْ مدبرةً، وإن الآخرة قد ترحّلتْ مقبلةً، ولكلّ واحدةٍ منهما بنُون، فكونوا من أبناء الآخرة.
اليوم عملٌ ولا حسابَ، وغداً حسابٌ ولا عملَ، الحمد لله الذي نَصَرَ وليّه، وخَذَلَ عدوَّه، وأعزَّ الصادق المحقَّ، وأذلَّ الناكثَ المبطلَ ، عليكم بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيّكم، الذين هم أولى بطاعتكم في ما أطاعوا الله فيه من المستحلّين المدّعين المقابلين إلينا، يتفضّلون بفضلنا، ويجاحدوننا أمرنا، وينازعوننا حقّنا، ويباعدوننا عنه، فقد ذاقوا وبالَ ما اجترحوا فسوف يلقَون غيّاً. ألا إنه قد قَعَدَ عن نصرتي رجالٌ منكم، و أَنَا عليهم عاتبٌ زارٍ، فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون، حتى يعتبوا ليعرف بذلك حزب الله عند الفرقة.
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(3/102-103).

البُغاة أصحاب صِفِّين

۲۹۷.أَنَا مُرْقِلٌ نَحْوَك في جَحْفَل مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالاَْنْصَارِ، وَالتابِعِينَ بِإِحْسَان.

۰.كَتَبَ عليه السّلام إلى معاوية:وَقُلْتَ: أنّي كُنْتُ أُقَادُ كَمَا يُقَادُ الجَمَلُ الـمَخْشُوشُ

الصفحه من 164