أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 150

بظلاّمٍ للعبيد. أحمده على حسن البلاء، وتظاهر النعماء، وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة، وأتوكّل عليه وكفى بالله وكيلاً. ثمّ إني أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ، ارتضاه لذلك، وكان أهله، واصطفاه لتبليغ رسالته، وجعله رحمةً منه على خلقه، فكان عَلَمَهُ فيه رؤوفاً رحيماً، أكرم خلق الله حَسَباً، وأجملهم منظراً، وأسخاهم نفساً، وأبرّهم لوالدٍ، وأوصلهم لرحمٍ، وأفضلهم علماً، وأثقلهم حلماً، وأوفاهم لعهدٍ، وآمنهم على عقدٍ، لم يتعلّق عليه مسلمٌ ولا كافرٌ بمظلمةٍ قطُّ، بل كان يُظلم فيغفرُ، ويقدرُ فيصفحُ، حتى مضى صلّى الله عليه و آله مطيعاْ لله صابراً على ما أصابه، مجاهداً في الله حقّ جهاده، حتى أتاه اليقينُ صلّى الله عليه و آله فكان ذهابه أعظم المصيبة على أهل الأرض: البرّ والفاجر، ثمّ ترك فيكم كتاب الله يأمركم بطاعة الله، وينهاكم عن معصيته، وقد عهد إليَّ رسولُ الله صلّى الله عليه و آله عهداً فلستُ أحيدُ عنه .
وقد حضرتُم عدوَّكم، وعلمتم أنّ رئيسهم منافقٌ، يدعوهم إلى النار، وابنُ عمّ نبيّكم معكم، وبينَ أظهركم، يدعوكم إلى الجنّة وإلى طاعة ربّكم، والعمل بسُنّة نبيّكم، ولا سواء من صَلّى قبل كلّ ذَكَرٍ، لم يسبقني بصلاةٍ مع رسول الله صلّى الله عليه و آله أحدٌ، وأنا من أهل بَدْرٍ، ومعاويةُ طليقٌ وابن طليقٍ. والله، إنّا على الحقّ وإنّهم على الباطل، فلا يجتمعُنّ على باطلهم وتتفرّقوا عن حقّكم حتى يغلب باطلُهم حقَّكم: (قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم) فإن لم تفعلوا يعذّبهم بأيدي غيركم.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(5/247).

۳۰۰.أَنَا غادٍ عَلَيْهِم بِالغَداةِ أُحاكِمُهُم إِلى اللهِ.

۰.قال عليه السّلام :أيّها الناس، قد بلغ بكم الأمر وبعدوّكم ما قد رأيتم، ولم يبقَ منهم إلاّ آخر نَفَسٍ، وإن الأمور إذا أقبلتْ اعتُبِرَ آخرُها بأوّلِها، وقد صَبَرَ لكم القومُ على غير دِيْنٍ حتى بلغنا منهم ما بلغنا، و أَنَا غادٍ عَلَيْهِم بِالغَداةِ أُحاكِمُهُم إِلى اللهِ.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (2/210).

الصفحه من 164