المارقُون أصحابُ النَهْرَوَانِ
۳۰۱.أَنَا وَأَنْتُمْ كَما قالَ أَخُو هَوازِن.
۰.خطب عليه السّلام حين كان من أمر الحَكَمين ما كان، فقال:اَلْحَمْدُ لِلّهِ وَإِنْ أَتَى الدهْرُ بِالخَطْبِ الفادِحِ، وَالْحَدَثِ الْجَلِيْلِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا الله ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.أَمّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَعْصِيَةَ الشيْخِ الْعالِمِ المُشْفِقِ الُمجَرِّبِ تُوْرِثُ الْحَسْرَةَ، وَتُعْقِبُ الندامَة، وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ في هذِهِ الْحُكُوْمَةِ بِأَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَكُمْ رَأْيِي لَوْ كانَ يُطاعُ لِقَصِيْرٍ أَمْرٌ ! وَلكِنَّكُمْ أِبَيْتُم، وَكُنْتُ أَنَا وَأَنْتُمْ كَما قالَ أَخُو هَوازِن:
أمرتُكُم أمري بمنعرج اللوى-فلم تستبينوا النُصْحَ إلاّ ضُحَى الغدِ
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (2/204).
۰.وقال عليه السّلام :أَلا إِنَّ هذَيْنِ الرجُلينِ اختَرْتُمُوهُما حَكَمَيْنِ، وَقَدْ نَبَذا حُكْمَ الْقُرآنِ وَراءَ ظُهُورِهِما فَأَماتا ما أَحْيَا القُرآنُ، وَأَحْيَيا ما أَماتَ، وَاتَّبَعَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما هَواهُ، يَحْكُمُ فيه بِغَيْرِ حُجَّةٍ بَيِّنَةٍ، وَلا سُنَّةٍ ماضِيَةٍ، وَاخْتَلَفا في حُكْمِهِما، فَكِلاهُما لَمْ يُرْشِدْهُ الله، اسْتَعِدُّوا لِلْجِهادِ، وَتَأَهَّبُوا لِلْمَسِيْرِ، وَأَصْبِحُوا في مُعَسْكَرِكُمْ يَوْمَ كَذا.
المعيار والموازنة للاسكافي (ص96) أنساب الأشراف (2/365)ح (436).
۳۰۲.أَنَا صاحِبُ النَهْرَوان.
عُيُون المواعِظِ والحِكَم.
۳۰۳.أَنَا أَوَّلُ من دَعا إلى كتاب الله.
جاء ه من أصحابه زهاء عشرين ألفاً مقنّعين في الحديد، شاكي السلاح سيوفُهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباهُهم من السُجُود، يتقدّمُهم مسعر بن فدكي، وزيد بن حصين وعصابةٌ من القُرّاء الذين صاروا خوارج من بعدُ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: «يا عَلِيّ، أجِبِ القومَ إلى كتاب الله إذْ دُعِيتَ إليه، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فوالله لنفعلنّها إن لم تُجِبْهم!».
فقال لهم: وَيْحَكُمْ! أَنَا أَوَّلُ من دعا إلى كتاب الله، وأَوَّلُ من أجاب إليه، وليس يحلّ لي، ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فلا أقبله، إنّي إنّما قاتلتُهُم ليَدينوا