أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 154

ملحاً، والذي فلقَ الحبّة وبرئَ النسمةَ أن لو قد فقدتموني ونزلت بكم كراهيّة الأمور وحقايق البلاء، لقد أطرق كثيرٌ من السائلين، وفشل كثيرٌ من المسؤولين، وذلك إذا قلصتْ حربكم وشمّرت عن ساقٍ، وكانت الدنيا بلاءً عليكم وعلى أهل بيتي حتى يفتح الله لبقيّة الأبرار.
وفيه: ولو فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور، وحوازب الخطوب لأطرق كثيرٌ من السائلين فانصروا أقواماً كانوا أصحاب رايات يوم بدرٍ ويوم حنينٍ تُنْصَرُوا وتُؤْجَروا، ولا تسبقوهم فتصرعكم البليّة.

بحار الأنوار(33/ 365-367) ح 599 والغارات للثقفيّ ح1.

۰.ومن خطبة له عليه السّلام :أما بعد أيها الناس فأَنَا فَقَأْتُ عَيْنَ الفِتْنَة، و لم يكن ليجترِئَ عليها أحدٌ غيري، بعد أن ماجَ غيهبُها واشتدّ كلبُها، فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألونني عن شيٍ في ما بينكم وبين الساعة ولا عن فئةٍ تهدي مائةً وتضلّ مائةً إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها ومحطّ رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلاً ويموت منهم موتاً، ولو قد فقدتموني و نزلت كرائهُ الأمور وحوازبُ الخطوب لأطرق كثيرٌ من السائلين وفشل كثيرٌ من المسؤولين، وذلك إذا قلصت حربُكم وشمّرت عن ساقٍ، وضاقت الدنيا عليكم ضيقاً تستطيلون أيّام البلاء عليكم، ثم يفتح الله لبقيّة الأبرار منكم، إن الفتن إذا أقبلت شبّهت، وإذا أدبرت نبّهت، يُنْكَرن مقبلاتٍ، ويُعْرَفنَ مُدْبِراتٍ، يَحُمْنَ حومَ الرياح يُصِبنَ بلداً ويُخْطِئنَ بلداً، ألا إن أخوفَ الفتن عندي عليكم فتنةُ بني أميّة فإنّها فتنةٌ عمياء. مظلمةٌ، عمّتْ خطّتها وخصّت بليّتها، وأصاب البلاءُ من أبصرَ فيها، وأخطأ البلاء من عمي عنها، وايم الله، لتجدنَّ بني أميّة لكم أرباب سوءٍ بعدي، كالناب الضروس تعذمُ بفيها وتخبط بيدها وتزبن برجلها وتمنع درّها، لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلاّ نافعا لهم أو غير ضائرٍ، ولا يزال بلاؤُهم حتى لا يكون انتصارُ أحدكم منهم إلاّ مثل انتصار العبد من ربّه والصاحب من مستصحبه، تردُ عليكم

الصفحه من 164