أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 155

فتنتُهم شوهاء مخشية وقطعاً جاهليّةً، ليس فيها منارُ هدىً ولا علم يرى، نحن أهلُ البيت منها بمنجاةٍ ولسنا فيها بدعاةٍ، ثم يفرّجها الله عنهم كتفريج الأديم ، بمن يسومُهم خسفاً ويسوقهم عنفاً ويسقيهم بكأس مصبرة، لا يعطيهم إلا السيف ولا يحلسهم إلا الخوف، فعند ذلك تودّ قريش بالدنيا وما فيها لو يرونني مقاماً واحداً ولو قدر جزر جزورٍ، لأقبلَ منهم ما أطلبُ اليوم بعضَه فلا يعطونني.

بحار الأنوار (41/348 ـ 367) ح61 عن، وقد رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (7/44) بلفظ: «إنّي فقأتُ».

۳۰۹.أَنَا (إنْ) وُلّيتُ عليهم ألاّ يكونُ لهم من الأمر نصيبٌ ما بقوا.

۰.قال عليه السّلام :يامعشر قريش، إنَا أهل البيت أحقُّ بهذا الأمر منكم ما كان فينا من يقرأُ القرآن، ويعرف السُنّة، ويدينُ بدين الحقّ. فخشي القومُ إن أَنَا وُلِيّتُ عليهم ألاّ يكون لهم من الأمر نصيبٌ ما بقوا، فأجْمَعوا إجماعاً واحداً، فصرفوا الولايةَ إلى عثمان، وأخرجوني منها رجاء أن ينالُوها، ويتداولوها إذْ يئسوا أنْ ينالوا بها من قِبَلي، ثم قالوا: هلمّ فبايعْ وإلاّ جاهدناك، فبايعتُ مستكرَها، وصبرتُ محتسباً، فقال قائلهم: يابن أبي طالب، إنّك على هذا الأمر لحريصٌ، فقلت: أنتم أحرصُ منّي وأبعدُ، أينا أحرص، أَنَا الذي طلبتُ ميراثي وحقّي الذي جعلني الله ورسوله أولى به، أم أنتم؟ إذْ تضربُون وجهي دُونه، وتحولُون بيني وبينه! فبُهتوا والله لايهدي القوم الظالمين،
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيك عَلَى قُرَيْشٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَأَكْفَأُوا إنَائِي، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي حَقّاً كُنْتُ أَوْلَى بِهِ مِنْ غَيْرِي، وَقَالُوا: « أَلاَ إِنَّ في الحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَفي الحَقِّ أَنْ تُمْنَعَهُ، فَاصْبِرْ مَغْمُوماً، أَوْ مُتْ مُتَأَسِّفاً».
فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي رَافِدٌ، وَلاَ ذَابٌّ وَلاَ مُسَاعِدٌ، إِلاَّ أَهْلَ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهِمْ عَنِ المَنِيَّةِ، فَأَغْضَيْتُ عَلَى القَذى، وَجَرِعْتُ رِيقِي عَلَى الشجَا، وَصَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الغَيْظِ عَلى أَمَرَّ مِنَ العَلْقَمِ، وَآلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ خَزِّ الشِّفَارِ.

الصفحه من 164