يوم الدار
۳۷.أَنَا يا رسول الله أكون وزيرك.
۰.قال عليه السّلام :لمّا أنزلت هذه الآية: وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [سورة الشعراء ۲۶: ۲۱۴] على رسول الله صلّى الله عليه و آله دعاني، فقال: يا عَلِيّ، إنّ الله أمرني أنْ: أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ فضِقْتُ بذلك ذَرْعاً، وعلمتُ أني متى أنادهم بهذا الأمر أرَ منهم ما أكره، فصمت حتى جاء ني جبريل عليه السّلام فقال: يا محمّد، إنّك إنْ لم تفعلْ ما أمرتَ به يعذّبك ربّك!
فاصنعْ لنا صاعاً من طعامٍ، واجعلْ عليه رجلَ شاةٍ، واملأ لنا عسّاً من لبنٍ، ثمّ اجمعْ بني عبد المطّلب حتّى أكلّمهم وأبلّغهم ما أمرتُ به.
ففعلتُ ما أمرني به، ثمّ دعوتُهم وهُم يومئذٍ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصونه، وفيهم أعمامه أَبُو طالب، وحمزة، والعبّاس، و أَبُو لهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعتُ لهم، فجئتُ به، فلمّا وضعتُه تناول رسول الله صلّى الله عليه و آله بضعةً من اللحم فشقّها بأسنانه، ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة، ثمّ قال: كُلُوا باسم الله، فأكلوا حتّى ما لهم إلى شيٍ من حاجةٍ، وايم الله الذي نفس عَلِيٍّ بيده إن كان الرجلُ الواحدُ منهم ليأكلُ ما قدّمته لجميعهم، ثمّ قال: اسقِ القومَ ياعَلِيُّ، فجئتُهم بذلك العُسّ فشربوا منه، حتى رَوَوا جميعاً، وايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول الله صلّى الله عليه و آله أن يكلّمهم بدره أَبُو لهب إلى الكلام، فقال: لشدّما سَحَرَكم صاحبُكم فتفرّق القوم، ولم يكلّمهم رسول الله صلّى الله عليه و آله فقال من الغَدِ: يا عَلِيُّ، إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعتَ من القول، فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم، فعُدْ لنا اليوم إلى مثل ما صنعتَ بالأمس، ثمّ اجمعهم لي، ففعلتُ ثمّ جمعتُهم، ثمّ دعاني بالطعام، فقرّبتُه لهم، ففعل كما بالأمس، فأكلوا حتى مالهم بشيٍ حاجةٌ، ثمّ قال: اسقهم، فجئتُهم بذلك العُسّ، فشربوا منه جميعاً، حتى رووا، ثم تكلّم رسول الله صلّى الله عليه و آله فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي ـ والله ـ ما أعلم أنّ شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل مما