جئتُكم به، إني قد جئتُكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيّكم يُوازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القومُ عنها جميعاً، وقلتُ أَنَا ـ وإنّي لأحدثُهم سِنّاً وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً ـ : أَنَا يا رسول الله أكونُ وزيرك عليه، فأعاد القول، فأمسكوا وأعدتُ ما قلتُ، فأخذ برقبتي، ثم قال لهم: هذا أخي ووصيّي و خليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا.
فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمعَ لابنك وتطيعَ.
ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (13/210-211).
۳۸.أَنَا.
۰.إنّ رجلاً قال لِعَلِيّ عليه السّلام :يا أمير المؤمنين، بما ورثتَ ابنَ عمّك ؟
فقال عليه السّلام : يا معشرَ الناس، افتحوا آذانكم واسمعوا،..: جَمَعَ رَسُوْلُ الله صلّى الله عليه و آله بَنِي عَبْدِ المُطّلبْ في بَيْتِ رَجَلٍ مِنّا ـ أَوْ قال: في بَيْتٍ أَكْبَرنا ـ فَدَعا بُمدٍّ وَنِصْفٍ مِنْ طَعَامٍ وَقَدَحٍ لَه يُقالُ لَهُ الغُمَرُ، فَأَكَلْنا وَشَرَبْنا، وَبَقِيَ الطّعَامُ كَما هُوَ والشَرابُ كَما هُوَ، وَفِيْنا مَنْ يَأْكُلُ الجَذَعَةَ وَيَشْرَبُ الفَرَقَ، فَقالَ رَسُوْلُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : إنَّكُمْ قَدْ تَرَوْنَ هذِه الآيَةَ، فَأَيُّكُمْ يُبايِعُنِي عَلى أَنَّهُ أَخِي وَوارِثي وَوَصيّي ؟
فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ ـ وَكُنْتُ أَصْغَرَ القَوْمِ ـ وَقُلْتُ: أَنَا.
قالَ: اجْلسِ، ثُمَّ قالَ ذلك ثَلاثَ مَرّاتٍ، كُلُّ ذلك أَقُوْمُ إِلَيْهِ فيَقُوْلُ: اجْلِسْ، حَتّى كانَ في الثالِثَةَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى يَدِيَ.
فَبِذلك وَرِثْتُ ابْنَ عَمِّي دُوْنَ عَمِّي.
علل الشرائع (1/170) و تاريخ الطبري (2 /321) باب «أَوَّلُ من أسلم من الرجال...» و روى نحوه ابن حنبل في مسند علي عليه السّلام برقم (1372) من المسند: (2/352) والضياء المقدسي في المختارة:(2/71)أَوَّلُ مسندعلي عليه السّلام الحديث: