يوم الأَحْزابِ
۷۰.أَنَا ضاربُ ابن عبد وُدٍّ ـ لعنه اللهُ تعالى ـ يومَ الأحزابِ.
الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).
۷۱.أَنَا أُبارِزُهُ يا رسولَ الله صلّى الله عليه و آله .
۰.حَضَرَ عمرُو بنُ عبد وُدٍّ يومَ الخندق ـ وقد كان شهد بدراً فارْتُثَّ جريحاً ـ ولم يشهد أحداً، فَحَضَرَ الخندقَ شاهراً سيفه معلماً، مدلاً بشجاعته وبأسه، وخرج معه ضرارُ بن الخطّاب الفهري، وعكرمة بن أبي جهل، وهبيرة بن أبي وهب، ونوفل بن عبدالله بن المغيرة المخزوميّون، فطافُوا بخيولهم على الخندق إصعاداً وانحداراً، يطلبون موضعاً ضيّقاً يعبرونه، حتّى وقفوا على أضيق موضعٍ فيه، في المكان المعروف بالمزار، فأكرهوا خيولهم على العُبُور فَعَبَرَتْ، وصارُوا مع المسلمين على أرضٍ واحدةٍ، ورسول الله صلّى الله عليه و آله جالسٌ وأصحابه قيامٌ على رأسه، فتقدّم عمرُو ابن عبد وُدٍّ فدعا إلى البراز مراراً، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فلمّا أكثرَ، قام عَلِيٌّ عليه السّلام فقال:أَنَا أبارِزُهُ يا رسولَ الله، فأمره بالجلوس، وأعاد عمرٌو النداءَ، و الناس سكوتٌ كأنَّ على رؤوسهم الطير، فقال عمرٌو: أيّها الناس، إنّكم تزعُمُون أنّ قتلاكم في الجنة وقتلانا في النار، أفما يُحِبُّ أحدُكم أنْ يقدم على الجنة أو يقدم عدوّاً له إلى النار! فلم يقم إليه أحدٌ، فقام عَلِيٌّ عليه السّلام دفعةً ثانيةً، وقال: أَنَا له يارسول الله، فأمره بالجلوس، فجال عمرٌو بفرسه مقبلاً ومدبراً، وجاء ت عُظماء الأحزاب فوقفتْ من وراء الخندق، ومدّتْ أعناقها تنظُرُ، فلمّا رأى عمرٌو أنّ أحداً لا يجيبه، قال:.
ولقد بححتُ من النداءِ بِجَمْعِهم هلْ من مُبارِزْ!-ووقفتُ مُذْ جبن المشيع موقفَ القرن المُناجِزْ
إنّي كذلكَ لم أزَلْ مُتسرّعاً قبلَ الهَزاهِزْ-إنّ الشجاعةَ في الفَتى والجُودَ من خيرِ الغَرائِزْ