أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 92

فقام عَلِيٌّ عليه السّلام فقال: يا رسولَ الله، اءْ ذنْ لي في مُبارَزَتِهِ، فقال: ادْنُ، فدنا فَقَلَّدَهُ سيفَه، وعَمَّمَهُ بعمامته، وقال: امْضِ لشأنكَ، فلمّا انصرف، قال صلّى الله عليه و آله : اللهمّ أَعِنْهُ عليه، فلمّا قَرُبَ منهُ، قال له مُجيباً إيّاهُ عن شعره:
لا تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَاكَ مُجِيْبُ صَوْتِكَ غَيرَ عاجِزْ-ذُو نِيَّةٍ وبَصِيْرَةٍ يَرْجُو بِذاكَ نَجاةَ فائِزْ
إِنّي لآملُ أنْ أُقِيمَ عَلَيْكَ نائحةَ الجَنائِزْ-من ضَرْبةٍ فَوهاءَ يَبْقى ذِكْرُها عِنْدَ الهَزاهِزْ
فقال عمرٌو: مَنْ أنتَ !؟ وكانَ عمرٌو شيْخاً كَبِيراً قد جاوَزَ الثمانينَ، وكانَ نديمَ أبي طالب بن عبدالمطّلِب في الجاهليّة، فانْتَسَبَ عَلِيٌّ عليه السّلام له: وقالَ: أَنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ، فقال:أجَلْ،لقدكانَ أَبُوكَ نَدِيماً لي وصَدِيقاً، فارجعْ فإنّي لاأُحِبُّ أنْ أقتلَكَ
[قال ابن أبي الحديد: كانَ شيخُنا أَبُو الخير، مصدّق بن شبيب النحويّ، يقول ـ إذا مَرَرْنا في القراء ة عليه بهذا الموضع ـ: والله، ما أَمَرَهُ بالرجوع إبْقاءً عليه، بَلْ خَوْفاً منهُ، فقد عَرَفَ قتلاهُ بِبَدْرٍ و أُحُدٍ، وعَلِمَ أنّهُ إنْ نْاهَضَهُ قَتَلَهُ، فاستحيا أنْ يُظْهِرَ الفَشَلَ، فأظْهَرَ الإبْقاءَ والإرْعاءَ، وإنّهُ لكاذِبٌ فيهما].
قالوا: فقال له عَلِيٌّ عليه السّلام لكنّي أُحِبُّ أنْ أقتلَكَ، فقال: يابنَ أخي، إنّي لأكرهُ أنْ أقتلَ الرجلَ الكريمَ مثلَكَ، فارجعْ وراءَ كَ خيرٌ لَكَ، فقال عَلِيٌّ: إنّ قُريشاً تتحدّثُ عنكَ أنّك قلتَ: لايدعُوني أحَدٌ إلى ثلاثٍ إلاّ أجبتُ ولو إلى واحدةٍ منها.
قال: أَجَلْ، فقال عَلِيٌّ عليه السّلام : فإنّي أدعوكَ إلى الإسلام.
قال: دَعْ عنكَ هذه.
قال: فإنّي أدعوكَ إلى أنْ ترجعَ بِمَنْ تبعكَ من قُريشٍ إلى مَكَّةَ.
قال: إذَنْ تتحدّثُ نِساءُ قُريشٍ عنّي أنَّ غُلاماً خَدَعَني.
قال: فإنّي أدعوكَ إلى البِراز، فحمي عمرٌو وقال: ما كنتُ أَظُنُّ أنّ أحَداً من

الصفحه من 164