أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 93

العَرَبِ يرومُها منّي، ثمّ نَزَلَ فَعَقَرَ فَرَسَهُ - وقيل: ضَرَبَ وَجْهَهُ فَفَرَّ - وتجاوَلا، فَثارَتْ لهما غَبْرةٌ وارَتْهما عن العُيُون، إلى أنْ سَمِعَ الناسُ التكبيرَ عالياً من تحت الغبرة، فعلموا أنّ عليّاً قَتَلَهُ، وانْجَلَت الغَبْرَةُ عنهما، و عَلِيٌّ راكبٌ صَدْرَهُ يَحُزُّ رأسه، وَفَرَّ أصحابُهُ ليعبُروا الخندق، فطفرتْ بهم خيلُهم إلاّ نوفل بن عبدالله، فإنّه قصر فرسه، فَوَقَعَ في الخندق، فرماهُ المسلمون بالحجارة، فقال: يا معاشرَ الناس، قتلةٌ أكرم من هذه، فَنَزَلَ إليه عَلِيٌّ عليه السّلام فقتله، وأدركَ الزبيرُ هُبيرةَ بن أبي وهب ؛ فضربه فقطعَ ثفر فرسه وسقطت درعٌ كان حَمَلَها من ورائه، فأخَذَها الزُبيرُ، وألقى عكرمة رُمحه، وناوَشَ عُمر بن الخطاب ضرارَ بن عمرٍو، فَحَمَلَ عليه ضرارٌ حتى إذا وَجَدَ عمرُ مسَّ الرُمح رَفَعَهُ عنه، وقال: إنّها لنعمةٌ مشكورةٌ، فاحفظها يا بنَ الخطّاب، إنّي كنتُ آليتُ ألاّ تُمكنني يداي من قتل قُرشيٍّ فأقتله. وانصرف ضرارٌ راجعاً إلى أصحابه، وقد كان جرى له معه مثلُ هذه في يوم أُحُدٍ.

وقد ذكر هاتين القصّتين مَعَاً محمّدُ بنُ عمر الواقديّ في كتاب المغازي.
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (19/62).

۰.وفي رواية أخرى:قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : مَنْ لهذا الكلب ؟ فلم يُجِبْهُ أَحَدٌُ فَوَثَبَ إليه أمير المؤمنين صلّى الله عليه و آله فقال: أنَا لَهُ يا رسولَ اللهِ، فقال: يا عَلِيُّ ؛ هذا عمرُو بنُ عبد وُدٍّ فارس يليل ! فقال: أَنَا عَلِيّ بن أبي طالبٍ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله : ادْنُ منّي، فدنا منه، فَعَمَّمَهُ بِيَدِهِ، وَدَفَعَ إليه سيفَه « ذا الفقار » وقال له: اذْهَبْ وقاتِلْ بهذا، وقال: اللهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، فمرَّ أميرُ المؤمنين عليه السّلام يُهَرْوِلُ في مشيِهِ، وهو يقول:
لاتعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجِزْ-ذو نيّةٍ وبصيرةٍ والصدقُ منجٍ كلِّ فائِزْ
إنّي لأرجُو أَنْ أُقِيْمَ عليك نائِحَةَ الجنائِزْ-من ضربةٍ نَجْلاءَ يبقى صِيْتُها عِنْدَ الهزاهزْ

الصفحه من 164