مسائل حول الفضائل - الصفحه 209

أحاديث مناقب عليٍّ عليه السّلام في شرح الترمذيّ.
والموضع الثاني، في كلامه على حديث: «مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه» وقد بيّنّا مافيه في المسألة السابقة.
والموضع الثالث، في كلامه على حديث: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيَّ بعدي» ۱ .
فقد أبى أن يأخذ هذا الحديث على عمومه، فقال: أراد به أنت خليفتي بالمدينة عند سفره قبلها، كما كان هارون خليفة موسى حين سفره إلى المواعدة، قال ذلك له النبيّ صلّى الله عليه و آله تأنيساً وبياناً لفضله، حتّى قال أهل النفاق: خلّفه كراهيةً فيه.
فإن قيل: فقد قال: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، فلمّا كان هارون أفضل الناس بعد موسى كان عليٌّ أفضل الناس بعد النبيّ صلّى الله عليه و آله .
قلنا: إنّما كان هارون أفضل الناس لأنّه كان نبيّاً، وعليٌّ ليس بنيّ.
فإن قيل: فيلزم أن يكون خليفةً بعده.
قلنا: مات هارون في حياة موسى، وكان الخليفة بعد موسى يوشع بن نون، وإنّما المراد استخلافه المتقدّم ـ كما بيّناه ـ.
فإنّ قيل: فقد قال النبيّ صلّى الله عليه و آله : «مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ مَنْ والاه» الحديث.
قلنا: هذا حديث [ضعيف] مطعونٌ فيه ۲ (انتهى).
فانظر كيف ردّ فضيلة حديث: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» بكلّ ما استطاع من مُراوغة، وتحويل النصوص وصرفها عن معناها العامّ إلى معنىً بعيدٍ عن ظاهرها يجعلها معطّلةً عن الفائدة تماماً.

1.أنظر : فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ۱/۳۴۷ ـ ۳۶۴ .

2.عارضة الأحوذيّ : ۱۳/۱۷۲ ـ ۱۷۳ .

الصفحه من 212