مسائل حول الفضائل - الصفحه 210

ولغيظه أو تغيّظه من هذه المناقب ينسى النصوص التي ترد عليه وتُبطل كلامه من إساسه، فإنّ قوله ـ في شأن حديث: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» ـ : أراد به أنت خليفتي بالمدينة؛ يُبطله ويردّه استخلافه صلّى الله عليه و آله ابنَ أمّ مكتومٍ ثلاث عشرة مرّةً على المدينة باتّفاق أهل العلم، مع أنّ عليّاً لم يستخلفه عليها إلا مرّةً واحدةً، فكان الأولى بقوله صلّى الله عليه و آله : «أنت منّي بمنزلة هاون من موسى» هو ابن أمّ مكتوم ـ رضي الله تعالى عنه ـ لا عليٌّ عليه السّلام .
مع أنّه لم يقل صلّى الله عليه و آله لابن أمّ مكتومٍ شيئاً من هذا، ممّا يدلّ على بطلان وفساد تأويل ابن العربيّ للحديث، فتنبّه لهذا؟
فهذا ما علّق عليه ابن العربيّ على أحاديث مناقب عليٍّ عليه السّلام ، وبهذا الأسلوب البغيض تكلّم عليها وشرحها، ومرّ بسائرها فلم يتكلّم عليه بشي ءٍ، بخلاف أحاديث مناقب عثمان رضي الله عنه فإنّه تكلّم على غالبها، واشار إلى ما فيها من المزايا والمناقب، فاعلم هذا.

مسألة ۱ :

عليٌّ عليه السّلام أفضل الصحابة، والترتيب الذي وقع في الخلافة لا يدلّ على أفضليّة السابق على اللاحق، لأنّ الترتيب الزمنيّ لا يدلّ على شي ءٍ من الفضل إلا بدليلٍ، بل ربّما كان اللاحق أفضل من السابق.
وهذا نبيّنا صلّى الله عليه و آله هو آخر الأنبياء بَعْثاً، ومع ذلك هو سيّد الأنبياء وأفضلهم بإجماع المسلمين.
ثم إنّ الأحاديث الواردة في تفضيل عليٍّ عليه السّلام بطريق النصّ لا يأتي عليها

1.قد بسط المؤلّف رحمه الله الكلام على هذه المسألة في مقدّمة كتابه (الإفادة بطرق الحديث النظر إلى عليٍّ عبادة) وهو مطبوع في العدد الثالث من مجلّة (علوم الحديث) الغرّاء ـ السنة الثانية ، فراجع صفحة ۲۴۸ ـ ۲۶۱ .

الصفحه من 212