عن عبداللّه بن محمّد بن الحجّال وأحمد بن محمّد بن أبينصر ومحمّد بن سنان وعلي بن الحكم ، عن الحسين بن المختار ، قال : خرجت إلينا ألواح من أبيإبراهيم موسى عليه السلام وهو في الحبس ، فإذا فيها : «عهدي إلى أكبر ولدي ... ۱ ».
وفي حديث آخر : عن الحسين بن المختار قال : لمّا مرّ بنا أبوالحسن بالبصرة خرجت إلينا منه ألواح مكتوب فيها بالعرض : «عهدي إلى أكبر ولدي» ۲ .
وقاعدة الصدوق ذكر الإنكار إذا كان الراوي بالنصّ واقفيّا كما في زياد القندي ، وحيث ذكر الروايتين عن الحسين بن المختار لم ينبّه بشيء ، وهو دليل [ على ] أنّه ليس من الواقفة عنده ، وبعد ما ذكر النصّ عن زياد هكذا :
عن زياد بن مروان القندي قال : دخلت على أبيإبراهيم عليه السلام وعنده علي ابنه فقال [ لي ] : يا زياد هذا كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي ، وما قال فالقول قوله ۳ .
قال في العيون :
قال مصنّف هذا الكتاب : إنّ زياد بن مروان [ القندي ] روى مثل هذا الحديث ثمّ أنكره بعد مضيّ موسى [ بن جعفر عليه السلام ] وقال بالوقف وحبس ما كان عنده من مال موسى بن جعفر عليه السلام ۴ ، انتهى .
ذكرت ذلك لئلاّ يذهب عنك أنّهم كيف يقولون على حسب فهمهم واجتهادهم وأسند الإنكار إليه مع ما تقدّم في رواية محمّد بن إسماعيل بن أبيسعيد ، واستنبط أنّ حبس المال منه كان حرصا والقول بالوقف لأجله كما قالوا في غيره .
ثمّ لا يخفى أنّ الواقفة ذكروا أخبارا كثيرة في الوقف ، ومنها ما أشرنا إليه على عنوان عثمان بن عيسى ، ومنهم من كان في شكّ وتحيّر ، ومنهم من قال : قد وقد كما في عنوان إبراهيم بن شعيب ومحمّد بن علي بن إبراهيم بن موسى وزرعة والحسين بن قياما وحيدر في الملحق وإبراهيم وإسماعيل ابنا أبيسمّال ، وعلى عنوان زكريّا بن إدريس وغيرهم ، وقد أطلنا الكلام في ذلك لأنّ معرفته من المهمّات .
وحاصل كلام المحشّي في آخر الحاشية أنّ الفاسق قد يجتنب عن بعض المعاصي قطعا ، ولعلّ الرجل كان يجتنب عن الكذب في الرواية فهو ثقة بتوثيق الثقتين . وفيه : أنّه يقول بالوقف ومعناه أنّه عليه السلامحيّ وهو يعلم أنّه مات ، والفرق بين الكذب في الرواية وبين الكذب في غيرها بأن يكون الرجل مرتكبا
1.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۳۹ ، ح ۲۳ .
2.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۳۹ ، ح ۲۴ .
3.الإرشاد للمفيد ، ج ۲ ، ص ۲۵۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۹ ، ص ۱۹ ، ح ۲۳ .
4.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۳۹ ، ح ۲۵ .