121
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.وثُلِمَ في الإسلام ثُلمَةٌ لا يَسدُّها شيء ؛ لأنَّ المؤمنين الفقهاءَ حصونُ الإسلام كحِصْن سُورِ المدينة لها» .

۴.وعنه ، عن أحمدَ ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«ما من أحدٍ يَموتُ من المؤمنين أحَبَّ إلى إبليسَ من مَوْت فقيه» .

۵.عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوبَ بن سالم ، عن داود بن فَرْقَدٍ ، قال :قال أبو عبداللّه عليه السلام : «إنّ أبي كان يقول : إنَّ اللّه ـ عزَّ وجلَّ ـ لا يَقْبِضُ العلمَ بعد ما يُهبِطُهُ ، ولكن يموتُ العالمُ فيَذْهَبُ بما يَعلَمُ ، فَتَلِيهِمُ

وبالجملة، يراد بالبكاء الحزن الموجب لجري الدموع فينا، سواء كان هناك مع الحزن جري دموع ۱ أو لا .
وقوله: (لأنّ المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام) أي الحافظون له بحفظ العقائد الصحيحة والشريعة القويمة، المانعون عنه بالمنع عن دخول الشُبَه ۲ والأباطيل والبِدَع فيه .
والحصون جمع حصن بكسر الحاء، وهو كلّ موضع مَنيع لا يوصَل إلى جوفه .
وقوله: (كحُصن سور المدينة لها) الحُصن ـ بضمّ الحاء ـ مصدر حَصُن ـ ككرم ـ أي منع .
لمّا ذكر أنّ الفقيه المؤمن ۳ مانع عن دخول شيء ۴ في الإسلام، شبّه منعه بمنع سور المدينة لها عن الوصول إلى داخله .
قوله عليه السلام : (إنّ اللّه عزّ وجلّ لا يقبض العلم).
يعني لا يقبض العلم من بين الناس بعد هبوطه وإنزاله، بل يبقى فيهم، ويكون فيهم من يعلمه، ولكن يَموت العالم (فيذهب بما يعلم) أي بعلمه الذي كان له

1.في «ل»: «الدموع» .

2.في «خ» : «الشبهة» .

3.في «خ» : «المؤمن الفقيه» .

4.في «خ» : «دخول شبهة» .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
120

۳.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزةَ ، قال :سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول : «إذا ماتَ المؤمنُ بَكَتْ عليه الملائكةُ وبقاعُ الأرض التي كانَ يَعبد اللّه َ عليها ، وأبوابُ السماء التي كانَ يُصعَدُ فيها بأعماله ،

الموجودين في كلّ وقت كلّ منهم كحصن للإسلام في ذلك العصر، فإذا مات ثلم ثلمة لايسدّها شيء؛ لأنّ كلّ واحد من الموجودين حين وفاته كحصنٍ آخَرَ فلا يسدّ هذه الثلمة التي بزوال ۱ هذا الحصن به ، وإذا قيل بحصول كمال لآخر ۲ عند موته فيصير به ذلك الحصن أشدَّ استحكاما .
قوله: (بكت عليه الملائكة) أي الملائكة الموكَّلون ۳ عبادة اللّه عليها . والمراد أهل تلك البقاع من الملائكة والأرواح والناس العابدين للّه .
ولعلّ المراد بأبواب السماء ـ التي كان يصعد فيها بأعماله ـ ما يوصل الأعمال إلى مقرّها من العِلْويّات، ويكون وسيلة لوصولها ودخولها وانضباطها فيها مَلَكا كان، أو روحا، أو نفوسا كاملة شريفة قدسيّة، أو قوّة، أو نفسا علويّة .
ويحتمل أن يكون المراد بها مواضعَ مخصوصةً من الفلك، ويكونَ المراد بكاء الموكَّلين على هذه المواضع من الأرواح والملائكة .

1.في «م» : «يزول» .

2.في «خ، ل» : «الآخر» .

3.في حاشية «م»: المراد بالملائكة الموكّلون به وبأعماله أو جميعهم. وهذا نوع من المجاز والمراد حبّهم له ولأعماله، وإلاّ فالرضاء بقضاء اللّه تعالى من أوجب الواجبات قال تعالى: «لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَـلـكُمْ» . ولا يتصوّر في الملائكة رقّة الجنسية ولا التأثير من مصارفة المألوف، بل لا يتصوّر لهم حقيقةً إلاّ الفرح بانتقال المؤمن إلى دار الكرامة .بالناس وبأعمالهم، أو الملائكة كلّهم . وقوله: (وبقاع الأرض التي كان يعبد اللّه ) أي هذا المؤمن (عليها) إن كان البناء للفاعل . ويحتمل البناء للمفعول أي كلّ بقعة توقع في «خ ، ل ، م» : «يوقع» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 131431
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي