43
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۱.أخبرنا أبو جعفر محمّد بن يعقوب قال :حدّثني عدَّةٌ من أصحابنا منهم : محمّد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : «لمّا خلقَ اللّه ُ العقلَ استنطَقَه ،

بذاته ويشمل ما يتوصّل إليه بتفكّر وغيره .
ولو قيل: المعرفة إدراك صفات الشيء وآثاره إدراكا لو وصل إليه أدرك أنّه هو لكونه ۱ موصوفا بتلك الصفات، فإدراك صفات الشيء وآثاره على هذا النحو معرفة لذلك الشيء، والعلم بالشيء قد لا يكون بمعرفة صفاته ، لكن يعتبر في العلم الإحاطة بالمعلوم وحصوله للعالم ، ولا يعتبر في المعرفة، ولذلك يقال: عرفتُ اللّه ، ولا يقال: علمته، و يقال: علم اللّه ، ولا يقال: عرف اللّه ، لكان أوجَه .
ويفارقان العقل بأنّ العقل إدراك كلّي بإشراق من المبادى ء ، غيرُ مختصّ بماهيةِ معلومٍ خاصّ ، بل متعلّق بكثرة في وحدة يتفرّع عليه ۲
والعقل قد يفارق الذكاء والفطنة ، وإن كان الكامل منه لا يفارقهما.

1.في «خ، م»: «بكونه» .

2.في «م»: «ويتفرّع عليها» .تفصيلها و تجزيتها إلى معلومات خاصّة ، فإذا أدركَ مهيّة بخصوصها، كان إدراكها علما بها، فالعقل يتبعه العلم والمعرفة، وقد يوجد الناقص منهما مفارقا للعقل . ويحصل أيضا عن العقل المشرق على النفس الذكاءُ والفهم والفطنة. أمّا الذكاء ، فسرعة القطع بالحقّ ـ ويقال له: الذهن ـ فيما وقع فيه النزاع والخلاف. وأمّا الفطنة ، فسرعة إدراك المشكلات واستنباط الرموز والدقائق. وأمّا الفهم ، فإدراك الاُمور الجزئيّة والتميز بين المتميّزات منها . والفهم من مقدّمات العقل، والعقل لا يفارقه وهو يفارق العقل كما في النَكْرة . في «خ»: «النكر» .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
42
  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 155848
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي