483
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.وحدودَها ، وأنشأها قبلَ إظهارها ، وبالإرادةِ مَيَّزَ أنفسَها في ألوانها وصفاتها ، وبالتقديرِ قَدَّرَ أقواتَها وعَرَّفَ أوَّلَها وآخرَها ، وبالقضاء أبانَ للناس أماكِنَها ودَلَّهُم عليها ، وبالإمضاءِ شَرَحَ عِلَلَها وأبانَ أمرَها ، وذلك تقديرُ العزيزِ العليمِ» .

باب في أنّه لا يكون شيء في السماء والأرض إلاّ بسبعة

۱.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن

العلم والانكشاف ـ بما هو علم وانكشاف للأشياء ـ إنشاءها وبالمشيّة ومعرفتها بصفاتها وحدودها أنشأها إنشاء قبل الإظهار والإدخال في الوجود العيني، وبالإرادة وتحريك الأسباب نحوَ وجودها العيني ميّز بعضها عن بعض بتخصيص تحريك الأسباب نحو وجود بعض دون بعض، وبالتقدير قدّرها وعيّن وحدّد أقواتها وأوقاتها وآجالها، وبالقضاء وإيجابها بموجباتها أظهر للناس أماكنها، ودلّهم عليها بدلائلها، فاهتدوا إلى العلم بوجودها حسب ما يوجبه الموجب بعد العلم بالموجب، وبالإمضاء والإيجاد أوضح تفصيل عللها (وأبان أمرها) بأعيانها (وذلك تقدير العزيز العليم) فبالعليم أشار إلى مرتبة أصل العلم، وبالعزيز إلى ۱ مرتبة المشيّة والإرادة ، و بإضافة التقدير إلى العزيز العليم إلى تأخّره عن العزّ بالمشيّة والإرادة للقادر اللتين يغلب بهما على جميع الأشياء، ولا يغلبه فيهما أحد ممّا سواه، وبتوسيط العزّ بين التقدير والعلم إلى تأخّره عن مرتبة العلم، وتقدّم مرتبة العلم عليه كتقدّمه على التقدير.

باب في أنّه لا يكون شيء في السماء والأرض ۲ إلاّ بسبعة

أي لا يحدث شيء في الأرض ولا في السماء إلاّ ما يتوسّط ويدخل في كونه سبعة أشياءَ، وكلّ واحد منها يسبقه.

1.في «خ، ل»: + «معرفة».

2.في «خ، ل»: «في الأرض ولا في السماء»؛ وفي «م»: «في الأرض والسماء».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
482

۰.والإرادةُ في المراد قبلَ قيامه ، والتقديرُ لهذه المعلوماتِ قبلَ تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا ، والقضاءُ بالإمضاء هو المبرم من المفعولات ، ذَوات الأجسامِ المدرَكاتِ بالحواسّ من ذَوِي لونٍ وريحٍ ووزنٍ وكَيْلٍ وما دَبَّ ودَرَجَ من إنسٍ وجنٍّ وطيرٍ وسِباعٍ ، وغير ذلك ممّا يُدرَكُ بالحواسّ .
فللّه ـ تبارك وتعالى ـ فيه البداءُ ممّا لا عينَ له ، فإذا وَقَعَ العينُ المفهومُ المدرَكُ فلا بَداءَ ، واللّه ُ يَفعلُ ما يشاء ، فبالعلمِ عَلِمَ الأشياءَ قبلَ كونها ، وبالمشيئةِ عَرَّفَ صفاتِها

(وللّه ۱ تبارك وتعالى ۲ البداء فيما علم متى شاء) فإنّ الدخول في العلم أوّل مراتب السلوك إلى الوجود العيني، وله البداء بعدم الإيجاد فيما علم متى شاء أن يبدو، وفيما أراد وحرّك الأسباب نحو تقديره متى شاء قبل القضاء والإيجاب ، فإذا وقع القضاء والإيجاب متلبّسا (بالإمضاء) والإيجاد (فلا بَداء) فعلم أنّه في المعلوم العلم قبل كون المعلوم وحصولِه في الأذهان والأعيان ، وفي المُشاء المشيّةُ قبل عينه ووجوده العيني.
وفي أكثر النسخ «المنشأ» ولعلّ المراد الإنشاء قبل الإظهار كما في آخر الحديث، وفي المراد الإرادة قبل قيامه والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها وحضورها العيني في أوقاتها (والقضاء بالإمضاء هو المبرم) الذي يلزمه وجودُ المَقْضيّ.
وقوله: (من المفعولات) يحتمل تعلّقه بالمبرم، ويكون قوله: (ذوات الأجسام) ابتداءَ الكلام.
ويحتمل كونه من الكلام المستأنف وتعلّقه بما بعده، والمعنى أنّ هذه الأشياء المحدثة للّه فيه البداء قبل وقوع أعيانها، فإذا وقع العين فلا بداء.
وقوله: (فبالعلم علم الأشياء قبل كونها) وحصولها. وأصل العلم غير مرتبط بنحو من الحصول للمعلوم ولو في غيره بصورته المتحدّدة، ولا يوجب نفس

1.في «خ» والكافي المطبوع: «فللّه».

2.في «ل»: + «وقع».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 106943
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي