553
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.يَجِبُ على اُولئك حَقُّ معرفتكم؟ قال : «نعم ، أليس هؤلاء يَعْرِفونَ فُلانا وفلانا؟» قلتُ : بلى ، قال : «أترى أنّ اللّه َ هو الّذي أوْقَعَ في قلوبهم معرفةَ هؤلاء؟ واللّه ما أوقَعَ ذلك في قلوبهم إلاّ الشيطانُ ، لا واللّه ِ ، ما ألْهَمَ المؤمنينَ حَقَّنا إلاّ اللّه ُ عزّ وجلّ».

۴.عنه ، عن أحمدَ بن محمّد، عن الحسن بن محبوب ، عن عَمْرِو بن أبي المِقْدامِ ، عن جابرٍ ، قال :سمعتُ أبا جعفرٍ عليه السلام يقول : «إنّما يَعْرِفُ اللّه َ ـ عزّ وجلّ ـ ويَعبُدُه من عَرَفَ اللّه َ وعَرَفَ إمامَه مِنّا أهلَ البيت ، ومَن لا يَعرِفِ اللّه َ عزّ وجلّ ولا يَعْرِفِ الإمامَ منّا أهلَ البيتِ ، فإنّما يَعْرِفُ ويَعبُدُ غيرَ اللّه ، هكذا واللّه ضَلالاً».

۵.الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور ، عن فَضالَةَ بن أيّـوبَ ، عن معـاويةَ بن وَهْبٍ ، عن ذَريح ، قـالَ :سـألتُ أبـا عبد اللّه عليه السلام عن الأئمّة بعـد النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : «كـان أميـرُ المؤمنين عليه السلام إماما ، ثمّ كـانَ الحسنُ عليه السلام إماما ، ثمّ كانَ

وقوله عليه السلام : (ألَيس هؤلاء يعرفون فلانا وفلانا) إشارة إلى جهة احتياجهم إلى الإمام بعد تصديقهم النبيّ في جميع ما أنزل اللّه ، وهو أنّ هؤلاء العارفين من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله أضلّهم الشيطان حتّى أطاعوا فلانا وفلانا، وانقادوا لهم واتّخذوهم إماما فانجرّ إلى ما انجرّ إليه من الظلم والطغيان والضلال والعصيان، فالمصدّق للنبيّ في جميع ما أنزل اللّه ليس يأمن من الشيطان وإضلالِه، فيحتاج إلى الإمام لرفع الأوهام والشبه الفاسدة التي يلقيها الشيطان في أذهانهم، ويستحسنها نفوسُهم على وفق أهويتها الباطلة وأمانيّها الفاسدة.
قوله: (فإنّما يعرف ويعبد غير اللّه هكذا واللّه ضلالاً) لأنّه إنّما يعبد من يعرفه، وإذ ۱ فرض أنّه لا يعرف اللّه فلا يعبده، إنّما يعبد من يكون مطابق معرفته، وهو غير اللّه ، ومعرفةُ الإمام لا تغني عن معرفة اللّه ، ولا تستلزمها، بل تؤدّي إليها عند طلبها ومراعاة شرائطه على ما هو حقّها.

1.في «ل ، م» : «إذا» .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
552

۰.قال : قلتُ : فما تقولُ فيمن يؤمِنُ باللّه ورسولِه ويُصَدِّقُ رسولَه في جميع ما أنْزَلَ اللّه ُ ،

كلمتهم على غيرهم، فلم تكن مطلوبةً من غيرهم.
ولعلّ المراد أنّ معرفة الإمام مطلوبة لا لذاتها، بل لحفظ الشريعة والاقتداء به فيهما، فوجوبها بالحقيقة على المؤمن باللّه وبرسوله؛ فإنّ المطلوب من غير المؤمن أن يؤمن باللّه ورسوله، ثمّ إذا أسلم فعليه أن يعرف الإمام ويطيعه.
وتلخيصه: أنّ الإمام هو الرئيس المنصوب من جانب اللّه على المسلمين لاجتماعهم واتّفاقهم على الحقّ حتّى يسلموا من الضلال، الموجب للعقاب والنكال والضعفِ بالاختلاف المؤدّي إلى اختلاف ۱ أحوالهم والاستيصال، فيكونوا باجتماعهم صالحين ظاهرين على أعدائهم، فإنّما يجب معرفته عليهم دون أعدائهم؛ فلا تكون مطلوبةً على الإطلاق، وشمولُ التكليف للجميع إنّما هو في المطلوب على الإطلاق. وأمّا المطلوب لرعاية حال جماعة وصلاحها وإتمام النعمة عليهم وإكمالها واللطف بهم وهدايتهم، فلا عموم لوجوبه؛ هذا في التصديق بإمامته.
وأمّا وجوده عليه السلام ففيه رعاية حال الجميع واللطف بالكلّ. وبالجملة فوجوب معرفة الإمام ۲ ثابت بالعقل والنقل، وإنّما ثبت ۳ بهما وجوبه على المسلم المصدِّق للّه ورسوله.
ثمّ قوله: (فما تقول فيمن يؤمن باللّه ورسوله ويصدّق رسوله) سؤال عن أنـّه إذا كان المؤمن مصدّقا للرسول (في جميع ما أنزل اللّه ) أي مفصّلاً أ يجب عليه معرفة الإمام؟ وأيُّ حاجة له إلى الإمام؟

1.في «خ، ل، م»: «الاختلال».

2.في حاشية «ت، ل، م»: ولا يبعد أن يقال: إيجاب معرفة الإمام وإطاعته بالخطاب الصريح مخصوص بالمسلمين، وأمّا وجوبها لتوقّف الواجب من الفروع أو الاُصول عليها ـ إن قلنا بوجوب المقدّمة ـ فلا ينكر شمول الكلّ وعدم اختصاصه بالمسلمين (منه رحمه اللّه تعالى).

3.في «ل»: «يثبت».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 135323
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي