۰.فلم تَزَلْ في ذُرّيّته يَرِثُها بعضٌ عن بعض ، قَرْنا فَقَرْنا حتّى وَرَّثَها اللّه ُ تعالى النبيَّ صلى الله عليه و آله ، فقال جَلَّ وتعالى : « إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَ هِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِىُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُؤْمِنِينَ » فكانَتْ له خاصّةً ، فقَلَّدَها صلى الله عليه و آله عليّا عليه السلام بأمر اللّه تعالى على رسم ما فرض اللّه ، فصارَتْ في ذرّيّته الأصفياء الّذين آتاهم اللّه العلمَ والإيمانَ ، بقوله تعالى : « وَ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَ الاْءِيمَـنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَـبِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ » فهي في
قيل: في صحاح اللغة: القرن ثمانون سنة. ويقال: ثلاثون سنة 1 . وقيل: في القاموس: أربعون سنة، أو عشرة، أو عشرون، أو ثلاثون، أو خمسون، أو ستّون، أو سبعون، أو ثمانون، أو مائة أو مائة وعشرون 2 .
وانتهى تلك الوراثة إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وورّثها اللّه تعالى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال جلّ وعزّ: « إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَ هِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِىُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُؤْمِنِينَ » 3 فكانت الإمامة بعد الذين اتّبعوا إبراهيمَ من ذرّيّته للنبيّ الاُمّيّ عليه السلام من ذرّيّته خاصّةً في زمانه؛ حيث لا يقبل 4 فهي في ولد عليّ عليه السلام خاصّةً إلى يوم القيامة؛ إذ لا نبيّ بعد محمّد صلى الله عليه و آله .
فظهر فساد اختيار الإمام بالآراء والأهوية، وأن ليس سبيل إلى اختيار غيرهم بعد
1.الصحاح ، ج ۶، ص ۲۱۸۰ (قرن).
2.القاموس المحيط ، ج ۲، ص ۱۶۰۶ (قرن).
3.آل عمران (۳): ۶۸.
4.في «ل، م»: «لا تقبل».الرئاسةُ العامّة الشركةَ بأن تكون في وقت واحد بين شريكين، وبعد زمانه صلى الله عليه و آله للذين آمنوا من ذرّيّة إبراهيم، فقلّدها عليّا عليه السلام بأمره سبحانه وتعالى، وبنى الولاية لأهل بيته على رسم ما فرض اللّه بناء الولاية عليه، وهو الصلاح والسداد بعد كونه من ذرّيّته، أي من ذرّيّة مَن قلّده اللّه الإمامة على يد رسوله بأمره، فتقليد الإمامة عليّا عليه السلام كتقليدها إبراهيمَ عليه السلام ، فكما صارت بعد إبراهيم في الصالحين من ذرّيّته صارت بعده في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم العلمَ والإيمان بقوله تعالى: « وَ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَ الاْءِيمَـنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَـبِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ » الروم (۳۰): ۵۶.