597
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.يُشْرِكُونَ » وقالَ عزّ وجلّ: « وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُو أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ » الآية وقال : « مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ* أَمْ لَكُمْ كِتَـبٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَـنٌ عَلَيْنَا بَــلِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَـمَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَ لِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ فَلْيَأْتُواْ بِشُرَكَآلـءِهِمْ إِن

بعد ظهوره عقلاً بما ورد في الكتاب العزيز من قوله عز و جل : « وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَ يَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ » الآية ۱ وسائر الآيات.
ثمّ بيّن أنّ المختار للإمامة ووجوب الطاعة ۲ يجب أن لا يعجز عمّا يُسأل من اُمور الدين، فيجيب بحقّ الجواب ۳ ، وأن لا يميلَ من الحقّ إلى الباطل، ولا يخطأ عن الصواب، وإنّما هو المعصوم ۴ بتأييد اللّه وتوفيقه وتسديده من الخطأ والزلل والعثار، فإنّهما للخطأ من لوازم الآثار.
وفي بعض النسخ بدلَ قوله: «من الخطأ»: «قد أمن الخطأ». ولا يبعد أن يكون مناسبة التأييد للأمن من الخطأ، والتوفيق للأمن من الزلل، والتسديد للأمن من العثار منظورا، فمن اختار للإمامة غير مَن كان بهذه المنزلة أو يجعله بهذه المنزلة كان اختياره اعتداءً وساء سبيلاً، فهل يقدرون على معرفة مَن يكون بهذه الصفة بتأييده سبحانه، فيختارونه لكونه بهذه الصفة، أو يصير باختيارهم بهذه الصفة، فيكون مختارهم لها بهذه الصفة، فيقدّمون الموصوف بهذه الصفة؟
وهذا الاستفهام للإنكار؛ لوضوح بطلان المستفهم عنه بشقَّيه.

1.جمع بين آيتين: القصص (۲۸): ۶۸ وفيه: « وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَ يَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَـنَ اللَّهِ وَ تَعَــلَى عَمَّا يُشْرِكُونَ » وليس فيه « مِنْ أَمْرِهِمْ »؛ والأحزاب (۳۳): ۳۶ وفيه: « وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُو أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ».

2.في «ل»: «طاعته».

3.في «ل»: «بحقّ الحقّ».

4.في «ل» بدل: «من الحقّ إلى الباطل... هو المعصوم»: «إلى الباطل عن الحقّ، وإلى الخطأ عن الصواب؛ فهو المعصوم».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
596

۰.أتظنّونَ أنَّ ذلك يوجَدُ في غير آل الرسولِ محمّدٍ صلى الله عليه و آله كَذَبَتْهم وَاللّه ِ أنفسُهم ، ومَنَّتْهُمُ الأباطيلَ فارتَقَوْا مُرْتَقا صَعْبا دَحْضا ، تَزِلُّ عنه إلى الحضيض أقدامُهم ، راموا إقامةَ الإمام بعقولٍ حائرَةٍ بائرةٍ ناقصةٍ ، وآراءٍ مُضِلَّةٍ ، فلم يَزدادوا منه إلاّ بُعدا ، قاتَلَهُمُ اللّه ُ أنّى يُؤفَكونَ ، ولقد راموا صَعْبا ، وقالوا إفْكا ، وضَلّوا ضَلالاً بعيدا ، ووَقَعوا في الحيرة ، إذ تركوا الإمام عن بصيرة ، وزَيَّنَ لهم الشيطانُ أعمالَهم ، فصَدَّهم عن السبيل وكانوا مستبصرينَ .
رَغِبوا عن اختيار اللّه واختيارِ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهلِ بيته إلى اختيارهم ، والقرآنُ يُناديهم : « وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَ يَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَـنَ اللَّهِ وَ تَعَــلَى عَمَّا

ثمّ نبّه على فساد متوهَّمِ هؤلاء البَطَلَة من تشارك غير آل الرسول من أصحابه وآله وعترته في مرتبة الإمامة وانتظام اُمور الاُمَّة معاشا ومعادا به بقوله: (وأين يوجد مثل هذا؟ أتظنّون أنّ ذلك يوجَد في غير آل الرسول صلى الله عليه و آله كَذَبَتْهم ـ واللّه ـ أنفسهم) أي في أنّ غيرهم مثلهم في الإمامة (ومَنَّتْهم الأباطيلَ، فارتقوا مُرْتقا صعبا و ۱ دحضا) أي زلقا يُحبّ الرئاسة ونَيْلَها، وتولّوا اُمور المسلمين اتّباعا للأهوية وغيلها ۲ .
ولعلّه في عطف الدحض على الصعب ـ على ما في بعض النسخ ـ إشارة إلى تعدّد مرتقاهم صعوبةً وزلقا كتقلّد السلطنة والإمارة، وتصدّي الإفتاء بالجسارة، أو ترك الإمام المنصوب من عند اللّه عن بصيرة (راموا إقامة ۳ الإمام بعقول حائرة) عن طريق الهدى (بائرة) بسلوك مسلك الهلكة والردى (ناقصة) عن الاستضاءة بالنور الذي به يهتدى (وآراء مضلّة) تخرج بها رقبات النفوس عن قلائد الإيمان فيكون ۴ سُدى، فلم يزدادوا به إلاّ عن الحقّ بُعْدا وزيغا عن الهدى.
ثمّ تصدّى لتفضيح فعلتهم ۵ من مخالفة النصّ الوارد في الإمامة، وتوضيح قبحه

1.في الكافي المطبوع: - «و».

2.في حاشية «ت» : أي خدعتها (منه) .

3.في «ل»: «إمامة».

4.في «خ»: «فتكون»؛ وفي «ت، ل»: «فيصير».

5.في «ل»: «مافعلوه».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 132567
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي