69
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.فلا تجتمعُ هذه الخصالُ كُلُّها من أجنادِ العقلِ إلاّ في نبيّ أو وصيّ نبيّ ، أو مؤمن قد امتحَنَ اللّه ُ قلبَه للإيمان ، وأمّا سائرُ ذلك من موالينا فإنّ أحدَهم لا يخلو من أن يكونَ فيه بعضُ هذه الجنودِ حتّى يَستكملَ ، ويَنْقى من جنود الجهل ، فعند ذلك يكونُ في الدرجة العُليا مع الأنبياء والأوصياء ، وإنّما يُدْرَكُ ذلك بمعرفة العقل وجنوده ، وبُمجانبة الجهل وجنودِه ؛ وَفَّقنا اللّه ُ وإيّاكم لطاعته ومَرضاتِه» .

۱۵.جَماعةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«ما كَلَّمَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله العبادَ بكُنْهِ عقله قطُّ» . وقال : «قال رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : إنّا ـ معاشِرَ الأنبياء ـ اُمِرْنا أن نُكَلِّمَ الناسَ على قَدْر عقولهم» .

۱۶.عليُّ بن محمّد ، عن سهل بن زيادٍ ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلامقال :«قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إنَّ قلوبَ الجُهّالِ تَستفِزُّها الأطماعُ ، وتَرتهنُها المنى ،

(والسخاءُ، وضدّه البخل) فالعاقل يسخي ويجود بماله ، فيعطي ما يزكو به ماله، والجاهل يمنعه ويبخل به.
قوله: (امتحن اللّه قلبه للإيمان) .
يقال: امتحن اللّه قلوبهم، أي شرحها ووسّعها.
قوله: (ما كلّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله العباد بكنه عقله) أي بنهاية ما يدركه بعقله.
وقوله: (اُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم) أي بما يكون على قدرٍ يصل إليه عقولهم.
قوله: (إنّ قلوب الجهّال تستفزّها الأطماع) أي تستخفّها وتخرجها من مقرّها (وترتهنها المُنى) وهي إرادة ما لا يتوقّع حصوله، أو المراد به ما يعرض للإنسان من أحاديث النفس وتسويل الشيطان، أي تأخذها وتجعلها مشغولةً بها ، ولا تتركها إلاّ


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
68

۰.والوقارُ ، وضدّه الخِفّةَ ؛ والسعادةُ ، وضدّها الشقاوةَ ؛ والتوبةُ ،وضدّها الإصرارَ ؛ والاستغفارُ ، وضدّه الاغترارَ ؛ والمحافَظَةُ ، وضدّها التهاونَ ؛ والدعاءُ ، وضدَّه الاستنكافَ ؛ والنشاطُ ، وضدّه الكَسَلَ ؛ والفَرَحُ ، وضدَّه الحَزَنَ ؛ والأُلْفَةُ ، وضدَّها الفُرْقَةَ ؛ والسخاءُ ، وضدَّه البخْلَ .

(والوقار) وهو الثقل والرزانة. (وضدّها الخفّة) فإنّ العاقل لا يزول عمّا هو عليه بكلّ ما يرد عليه، ولا يحرّكه إلاّ ما يحكم العقل بالحركة له أو إليه لرعاية خير وصلاح، والجاهلَ يتحرّك للتوهّمات والتخيّلات واتّباع القوى الشهوانيّة والغضبيّة، فمحرّك العاقل قليل الحصول، عزيزُ الوجود، ومحرّك الجاهل كثير التحقّق ، قلّما يخلو عنه الأوقات والأزمان.
(والسعادة وضدّها الشقاوة) فإنّ العاقل يختار ما يوجب حسن العاقبة وينتهي إليه، والجاهل بخلافه.
(والتوبة وضدّها الإصرار) فالعقل يوجب الندامة على القبيح ويأمر بالانتهاء عنه، والجهل بخلافه.
(والاستغفار وضدّها الاغترار) فالعاقل لا يغترّ لما يعلمه فيستغفر، والجاهل يغترّ لجهله .
(والمحافظة) أي على ما كلّف به (وضدّها التهاون).
(والدعاء) والطلب من بارئه على جهة التذلّل (وضدّها الاستنكاف).
(والنشاط) في العمل للآجل (وضدّها الكسل).
(والفرح) فلا يحزن للأُمور الدنيويّة؛ للعلم بزوالها وعدم ثباتها، وللرضا بالقدر والقضاء فيها. (وضدّه الحزن) فالجاهل يحزن لها ولا يترتّب على حزنه إلاّ زيادة مكروه .
(والأُلفة، وضدّها الفُرقه) فالعاقل يألف الموافق والمخالف بعقله، والجاهل يفارقهما بجهله.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 135265
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي