99
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۳.الحسينُ بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن حمّاد بن عثمانَ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«إذا أرادَ اللّه ُ بعبد خيرا فَقَّهَه في الدين» .

۴.محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعِيّ بن عبداللّه ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :قال : «الكمالُ كلُّ الكمالِ : التفقّهُ في الدين ، والصبرُ على النائبة ، وتقديرُ المعيشة» .

و «المبطلين»: الّذين جاؤوا بالباطل، وقرّروه، وذهبوا بالحقّ، وضيّعوا الحقَّ، وأخفَوْه .
و «تأويل الجاهلين»: تنزيلهم الكلامَ على غير الظاهر، وتبيينُ مرجعه، ۱ وهذا إنّما يجوز ويصحّ من العالم ، بل الراسخِ في العلم .
فإن قيل: إنّما ۲ في زمان ظهور الحجّة يُتمكّن من الأخذ عنه، وفي زمان الغيبة لا يتمكّن من الأخذ عن الحجّة، فما يصنع الطالب؟
قلنا: في حال الغيبة يتمكّن الطالب من الأخذ عن العدول الظاهرين في القرون السابقة، وإن لم يتمكّن من الأخذ عن الغائب فيأخذ عنهم عليهم السلام . ومالم يكن له فيه سبيل إلى الأخذ يتوقّف فيه، ولا يصير إلى الأخذ عن الجاهل، وإنّما وقع أهل هذه الأعصار فيما وقعوا فيه من سوء اختيارهم وغلبة الأهواء فيهم على العقول، فجاءهم الضرر من أنفسهم .
قوله: (والصبر على النائبة وتقدير المعيشة) . ۳
«النائبة»: ما ينزل بالإنسان من المهمّات والحوادث. و «تقدير الشيء»: التفكّر في تسوية أمره .

1.في حاشية «ت»: أي تبيين مرجعه الذي ليس مرجعا له في الواقع، والجاهل كذلك .

2.في «خ»: + «هو» .

3.في حاشية «ت، م، ل» : هذا إذا جعل قوله: «تقدير المعيشة عطفا على قوله: «والصبر». وإن جعل عطفا على «النائبة» . فالمعنى: والصبر على تقدير المعيشة؛ من قَدَّرَ بمعنى قتر. (منه رحمه اللّه ) .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
98

۰.فانظُروا عِلْمَكم هذا عمّن تأخذونه؟ فإنَّ فينا ـ أهلَ البيت ـ في كلّ خَلَفٍ عُدولاً يَنفون عنه تحريفَ الغالين ، وانتحالَ المبطلين ، وتأويلَ الجاهلين» .

المأخوذ وفضيلته؛ حيث إنّه ممّا آثره خيرُ الناس ومن مواريثه التي تركها لأُمّته، ولا نجاة للأُمّة إلاّ بها، ولا غنى لهم عنها، وما كان هذا شأنَه فينبغي أن يُهتمّ بأمره، ويؤخذَ من مأخذه، ولا يساهَل فيه، فنبّه عليه السلام عليه بقوله: (فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه) فإنّ التساهل في معرفة الطريق إلى المأخوذ به تساهلٌ في المأخوذ .
وقوله عليه السلام : (فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) ناظر إلى ما روي عنه صلى الله عليه و آله : «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين». ۱ أي العدول ـ الذين ذكرهم النبيّ صلى الله عليه و آله ـ فينا أهلَ البيت . يدلّك عليه قوله صلى الله عليه و آله : «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتابَ اللّه ، وعترتي» الحديث. ۲ تمّ الفحص عن أحوال أهل البيت وأحوال المخالفين لهم .
والمراد بكلّ خلف، كلّ قرن من القرون بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
والمراد بالعدول، الملتزمون للطريقة الفُضلى التي هي التوسّط ۳ الحدَّ .
و «الانتحال» : أن يدّعي لنفسه ما لغيره، كأَنْ يدّعي الآية أو الحديث في غيره أنّه فيه .

1.معاني الأخبار، ص ۳۵، باب معنى الصراط، ح ۴؛ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ، ص ۴۷، ح ۲۱؛ الجعفريّات، ص ۲۴۵، كتاب الطبّ والمأكول؛ دعائم الإسلام، ج ۱، ص ۸۱، ذكر الرغائب في العلم .

2.الكافي، ج ۲، ص ۴۱۴ ، باب أدنى ما يكون به العبد مؤمنا، ح ۱؛ الأمالي، للصدوق، ص ۴۱۵، المجلس ۶۴، ح ۱۵؛ معاني الأخبار، ص ۹۰، باب معنى الثقلين، ح ۱ ـ ۴؛ كمال الدين، ج ۱، ص ۲۳۴، باب ۲۲، ح ۴۴ ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲، ص ۳۰، باب ۳۱، ح ۴۰ ؛ الأمالي، للطوسي، ص ۱۶۱، المجلس ۶، ح ۲۶۸ / ۲۰ .

3.في «خ»: «الواسطة» .بين الإفراط والتفريط. و «التحريف»: صَرْف الكلام عن وجهه . و «الغالين»: المجاوزين كذا في النسخ، والصحيح «المجاوزون» لأنّه خبر .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 106979
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي