121
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

تَوضيحٌ حَولَ الإِجمالِ وَالاِعتِدالِ في طَلَبِ الدُّنيا

من الضروريّ أن نبيّن في هذا الفصل آفات الرفاه الاقتصادي وطرق الوقاية منها على ضوء إرشادات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، كي لا يكون الرفاه الاقتصادي على حساب تشويه معنويّات الإنسان وحياته الاُخرويّة ، لكن كما أشرنا في مقدّمة هذا القسم من أنّنا تعرّضنا لهذا المبحث بتفصيل أكثر في كتاب التنمية الاقتصاديّة في الكتاب والسنّة ۱ ، فلسنا بحاجة هنا إلى التكرار ، غير أنّه ومن أجل توضيح الأحاديث الواردة في هذا الباب رأينا من اللاّزم الإشارة إلى النقطة التالية : إنّ النظر إلى الدنيا بمنظور إلهيّ هو العامل الأساسي في اجتناب آفات الرخاء المادّي ؛ لأنّ الارتباط بخالق الوجود والإيمان بالحياة الخالدة ، ممّا يمنع الإنسان من التورّط في الأعمال غير المشروعة ، ويردعه عن استخدام الوسائل غير الصحيحة لأجل الحصول على الأهداف الاقتصاديّة والرخاء المادّي غير المشروع ، وبذلك لا يصبح الإنسان صيدا لفخّ الدنيا المذمومة .
على ضوء هذا الفكر التوحيديّ ، يمكن القول إنّ الإيمان بالتقدير بمفهومه الصحيح البنّاء ، إلى جانب حسن الإدارة والعمل ، هما السبب في راحة الإنسان

1.راجع : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنّة : القسم الخامس : آفات التنمية .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
120

۲۹۵.عنه عليه السلام :الدُّنيا دُوَلٌ ، فَاطلُب حَظَّكَ مِنها بِأَجمَلِ الطَّلَبِ حَتّى تَأتِيَكَ دَولَتُكَ . ۱

1.الخصال : ص ۶۳۳ ح ۱۰ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، كنز الفوائد : ج ۱ ص ۶۱ ، أعلام الدين : ص ۱۷۳ وليس فيهما «حتّى تأتيك دولتك» ، غرر الحكم : ح ۱۹۱۳ وفيه «فأجمل في طلبها واصطبر» بدل «فاطلب حظّك منها بأجمل الطلب» ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۸۱ ح ۴۳ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    المساعدون :
    الموسوي، السيد رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 387910
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي