تحت عناوين : تعريف الدنيا ، خصائص الدنيا ، مَثَلُ الدنيا وتمثّل الدنيا ، وبذلك استطعنا في الواقع تحديد مفهوم الدنيا المذمومة ، وبيّنّا أخيرا كيفيّة إقبال الدنيا وإدبارها.
إنّ خلاصة الكلام في تحديد مفهوم الدنيا المذمومة يتمثّل في ترجيح الدنيا على الآخرة ، والتعلّق بالدنيا ، والانخداع بالمشتهيات النفسانيّة والحطام الدنيويّ ، والإسراف ، والاعتداء على حقوق الآخرين ۱ . وبعبارة موجزة : الانتفاع غير الصحيح وغير المشروع من الدنيا ، فإذا تجاوز أحدٌ هذه الحدود فقد وقع في فخّ الدنيا المذمومة ، وأصبح أسير هوى نفسه ومشتهياتها اللاّمشروعة ، وصار هلاكه قطعيّا.
2 . حَقارَةُ الدُّنيَا المَذمومَةِ
ما جاء في الفصل الثاني في بيان قيمة الدنيا المذمومة ۲ ـ مثل كونها لا تساوي جناح بعوضة ، أو أحقر المخلوقات عند اللّه ، أو كونها أتفه من الميتة وأحقر ـ يوحي بأنّه ينطوي على نوعٍ من المبالغة ، لكن عند التأمّل في كون هذه التعابير وردت في بيان قيمة الاستمتاع بالمنافع الدنيويّة الفانية لقاء فقدان المنافع الأبديّة في الآخرة ، يدفعنا إلى الاعتقاد بكونها دقيقة ومعتبرة.
3 . التَّحذيرُ مِنَ السُّقوطِ في فَخِّ الدُّنيا
لقد جاء في الفصل الثالث تفسير لذّات الدنيا ، مع التنبيه على ألاّ ينخدع المسلمون بحلاوة الدنيا ونضارتها ؛ لأنّ حبّ الدنيا مبدأ أنواع المصائب وسبب للانحطاط الأخلاقيّ والسلوكيّ ، وجاء أيضا أنّ التعلّق بالدنيا المذمومة خَطر على صاحبه ،