على حساب فقدان القيم المعنوية والراحة الأبدية في الحياة الآخرة.
إنّ الدنيا في المفهوم الأوّل هي من الآيات الإلهية الدالّة على حكمة الخالق وقدرته ، وهي في المفهوم الثاني ممدوحة ، وفي المفهوم الثالث مذمومة.
إنّ القسم الأوّل من هذه المجموعة يعالج المفهوم الأوّل والثاني للدنيا ، والقسم الثاني يعالج المفهوم الثالث ، والقسم الثالث ـ في الواقع ـ دعوة إلى محاربة الرغبة في الدنيا بمفهومها الثالث .
ويتضمّن القسم الأوّل خمسة فصول نستعرضها في أربع نقاط :
أولاً : بيان حقيقة الدنيا وعالَم ما قبل الموت
تناول الفصل الأوّل بحث حقيقة تسمية عالَم ما قبل الموت بالدنيا من وجهة نظر القرآن والحديث ، وكون تلك التسمية منسجمة مع المفهوم اللغوي لمصطلح الدنيا.
ثمّ وضّحنا خصائص عالَم ما قبل الموت ومميّزاته ، تلك الخصائص التي تعرّف الباحث على حقيقة الدنيا والهدف من خلقها من وجهة نظر الإسلام ، وعزّزنا ذلك بإيراد الأمثلة عن حقيقة الدنيا والحياة فيها ، وتعرّضنا في آخر الفصل الأوّل إلى ذكر الروايات التي تتحدّث عن عمر الدنيا ، وأخضعناها للبحث والنقد.
ثانيا : بيان أهمية الدنيا وفضلها
لقد أوردنا في الفصل الثاني الآيات والأحاديث التي جاءت لإثبات أهمية الدنيا وفضلها ودورها في بناء عالَم ما بعد الموت ، وقد صرّحت تلك النصوص بأنّ الإسلام هو برنامج التكامل المادّي والمعنوي للإنسان ، وأنّه دين الدنيا والآخرة ، وأنّ الدنيا مزرعة الآخرة ، وأنّ المسلم هو الذي يولي الدنيا والآخرة أهمية على حدّ سواء ، وأنّ المجتمع الإسلامي حينما يصل إلى النقطة المطلوبة في الإسلام ، فإنّه