179
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

وعَزَّ ـ أصغَرَها عَن أن يَجعَلَ خَيرَها ثَوابا لِلمُطيعينَ ، وأن يَجعَلَ عُقوبَتَها عِقابا لِلعاصينَ ۱ . ۲

2 / 3

أهوَنُ الخَلقِ عَلَى اللّهِ

۴۷۲.تنبيه الخواطر :قيلَ : مَكتوبٌ في صُحُفِ إبراهيمَ عليه السلام : يا دُنيا ما أهوَنَكِ عَلَى الأَبرارِ الَّذينَ تَزَيَّنتِ وتَصَنَّعتِ لَهُم ، إنّي قَذَفتُ في قُلوبِهِم بُغضَكِ وَالصُّدودَ عَنكِ ، وما خَلَقتُ خَلقا أهوَنَ عَلَيَّ مِنكِ ، كُلُّ شَأنِكِ صَغيرٌ ، وإلَى الفَناءِ تَصيرينَ . قَضَيتُ عَلَيكِ يَومَ خَلَقتُكِ ألاّ تَدومي لاِءَحَدٍ ولا يَدومُ أحَدٌ لَكِ ، وإن بَخِلَ بِكِ صاحِبُكِ وشَحَّ عَلَيكِ . ۳

۴۷۳.صحيح مُسلِم عن جابر بن عبد اللّه :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِالسّوقِ داخِلاً مِن بَعضِ العالِيَةِ ۴ ، وَالنّاسُ كَنَفَتهُ ۵ ، فَمَرَّ بِجَديٍ أسَكَّ ۶ مَيِّتٍ فَتَناوَلَهُ فَأَخَذَ بِاُذُنِهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّكُم يُحِبُّ أنَّ هذا لَهُ بِدِرهَمٍ ؟ فَقالوا : ما نُحِبُّ أنَّهُ لَنا بِشَيءٍ ، وما نَصنَعُ بِهِ؟!
قالَ : أتُحِبّونَ أنَّهُ لَكُم؟ قالوا : وَاللّهِ لَو كانَ حَيّا كانَ عَيبا فيهِ ؛ لاِءَنَّهُ أسَكُّ ، فَكَيفَ وهُوَ مَيِّتٌ؟

1.جواب «لو» محذوف وتقديره : «لكفى» كما في بحار الأنوار .

2.دستور معالم الحكم : ص ۳۷ و ص ۳۹ ؛ بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۰۸ و ۱۱۰ ح ۱۰۹ نقلاً عن عيون الحكم والمواعظ وفيه «الغدّارة» بدل «الغرّارة» .

3.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۳۰ ؛ إحياء علوم الدين : ج ۳ ص ۳۰۰ عن داوود بن هلال .

4.العاليَة والعَوالي : أماكن بأعلى أراضي المدينة ، وأدناها من المدينة على أربعة أميال ، وأبعدُها من جهة نجد ثمانِية (النهاية : ج ۳ ص ۲۹۵ «علا») .

5.الكَنَف : الجانب . واكتَنَفهُ القوم : كانوا مِنه يَمْنَةً ويَسْرَة (المصباح المنير : ص ۵۴۲ «كنف») .

6.الأسكّ : أي مصطلم الاُذنين مقطوعهما (النهاية : ج ۲ ص ۳۸۴ «سكك») .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
178

۴۶۹.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ نَعيمَ الدُّنيا أقَلُّ وأصغَرُ عِندَ اللّهِ مِن خُرءِ بُعَيضَةٍ ، ولَو عَدَلَت عِندَ اللّهِ جَناحَ ذُبابٍ لَم يَكُن لِمُسلِمٍ بِها لَحاقٌ ، ولا لِكافِرٍ خَلاقٌ ۱ . ۲

۴۷۰.حِلية الأَولياء عن زيدِ بن ثابِت :نامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى حَصيرٍ فَأَثَّرَ في جَنبِهِ ، فَقالَت لَهُ عائِشَةُ : يا رَسولَ اللّهِ هذا كِسرى وقَيصَرُ في مُلكٍ عَظيمٍ ، وأنتَ رَسولُ اللّهِ لا شَيءَ لَكَ ؛ تَنامُ عَلَى الحَصيرِ وتَلبَسُ الثَّوبَ الرَّديءَ!
فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا عائِشَةُ ، لَو شِئتُ أن تَسيرَ مَعِيَ الجِبالُ ذَهَبا لَسارَت ، ولَقَد أتاني جِبريلُ بِمَفاتيحِ خَزائِنِ الدُّنيا فَلَم اُرِدها . اِرفَعِي الحَصيرَ !
فَرَفَعَتهُ ، فَإِذا تَحتَ كُلِّ زاوِيَةٍ مِنها قَضيبٌ مِن ذَهَبٍ ما يَحمِلُهُ الرَّجُلُ ، فَقالَ : اُنظُري إلَيها يا عائِشَةُ ، إنَّ الدُّنيا لا تَعدِلُ عِندَ اللّهِ مِنَ الخَيرِ قَدرَ جَناحِ بَعوضَةٍ . ثُمَّ غارَتِ القُضبانُ . ۳

2 / 2

ما لَها قَدرٌ ولا وَزنٌ

۴۷۱.الإمام عليّ عليه السلام :اِحذَروا هذِهِ الدُّنيا الخَدّاعَةَ الغَرّارَةَ . . . فَما لَها عِندَ اللّهِ قَدرٌ ولا وَزنٌ ، ولا خَلقٌ ـ فيما بَلَغَنا ـ خَلقا أبغَضَ إلَيهِ مِنها ، وما نَظَرَ إلَيها مُذ خَلَقَها . ولَقَد عُرِضَت عَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله بِمَفاتيحِها وخَزائِنِها لا يَنقُصُهُ ذلِكَ مِن حَظِّهِ مِنَ الآخِرَةِ فَأَبى أن يَقبَلَها ؛ لِعِلمِهِ أنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ثَناؤُهُ ـ أبغَضَ شَيئا فَأَبغَضَهُ ، وصَغَّرَ شَيئا فَصَغَّرَهُ ، وألاّ يَرفَعَ ما وَضَعَ اللّهُ ـ جَلَّ ثَناؤُهُ ـ وألاّ يُكثِرَ ما أقَلَّ اللّهُ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ ، ولَو لَم يُخبِركَ عَن صِغَرِها عِندَ اللّهِ ، إلاّ أنَّ اللّهَ ـ جَلَّ

1.الخَلاق : النَّصيب (المصباح المنير : ص ۱۸۰ «خلق») .

2.تاريخ المدينة : ج ۲ ص ۵۵۷ عن الشعبي .

3.حلية الأولياء : ج ۷ ص ۲۶۲ وراجع الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۴۶۶ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    المساعدون :
    الموسوي، السيد رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 379798
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي