257
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

جيفَةٍ مُريحَةٍ ۱ ، وعَن قَليلٍ يَتَبَرَّأُ التّابِعُ مِنَ المَتبوعِ ، وَالقائِدُ مِنَ المَقودِ ، فَيَتَزايَلونَ بِالبَغضاءِ ، ويَتَلاعَنونَ عِندَ اللِّقاءِ . ۲

۷۸۷.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ اللّهَ ثَقَّلَ الخَيرَ عَلى أهلِ الدُّنيا كَثِقلِهِ في مَوازينِهِم يَومَ القِيامَةِ ، وإنَّ اللّهَ خَفَّفَ الشَّرَّ عَلى أهلِ الدُّنيا كَخِفَّتِهِ في مَوازينِهِم يَومَ القِيامَةِ . ۳

راجع :ص 414 (خصائص أبناء الآخرة) وص 436 ح 1368 .

6 / 2

مَثَلُ عَبيدِ الدُّنيا

۷۸۸.الإمام عليّ عليه السلام ـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ :يا عَبيدَ الدُّنيا ، كَيفَ تُخالِفُ فُروعُكُم أصولَكُم ، وعُقولُكُم أهواءَكُم ، قَولُكُم شِفاءٌ يُبرِئُ الدّاءَ ، وعَمَلُكُم داءٌ لا يَقبَلُ الدَّواءَ ؛ ولَستُم كَالكَرمَةِ ۴ الَّتي حَسُنَ وَرَقُها ، وطابَ ثَمَرُها ، وسَهُلَ مُرتَقاها ؛ ولكِنَّكُم كَالشَّجَرَةِ الَّتي قَلَّ وَرَقُها ، وكَثُرَ شَوكُها ، وخَبُثَ ثَمَرُها ، وصَعُبَ مُرتَقاها .
جَعَلتُمُ العِلمَ تَحتَ أقدامِكُم ، وَالدُّنيا فَوقَ رُؤوسِكُم ؛ فَالعِلمُ عِندَكُم مُذالٌ مُمتَهَنٌ ۵ ، وَالدُّنيا لا يُستَطاعُ تَناوُلُها ؛ فَقَد مَنَعتُم كُلَّ أحَدٍ مِنَ الوُصولِ إلَيها ، فَلا أحرارٌ كِرامٌ أنتُم ، ولا عَبيدٌ أتقِياءُ .
وَيحَكُم يا اُجَراءَ السَّوءِ! أمَّا الأَجرُ فَتَأخُذونَ ، وأمَّا العَمَلُ فَلا تَعمَلونَ ؛

1.أراحَ اللحمُ : أي أنتَنَ ، وأروَحَ الماءُ وغيره : تغيّرت ريحُه (الصحاح : ج ۱ ص ۳۶۹ «روح») .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۱ .

3.الكافي : ج ۲ ص ۱۴۳ ح ۱۰ ، الخصال : ص ۱۷ ح ۶۱ كلاهما عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۲۲۵ ح ۳۹ .

4.الكَرْم : العِنَب (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۷۰ «كرم») .

5.امتَهَنتُ الشيءَ : ابتذَلته . ورَجلٌ مَهين : أي حقير (الصحاح : ج۶ ص۲۲۰۹ «مهن») .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
256

[قالَ:] ۱ يا أحمَدُ ، إنَّ أهلَ الدُّنيا كَثيرٌ فيهِمُ الجَهلُ وَالحُمقُ ، لا يَتَواضَعونَ لِمَن يَتَعَلَّمونَ مِنهُ ، وهُم عِندَ أنفُسِهِم عُقَلاءُ ، وعِندَ العارِفينَ حُمَقاءُ . ۲

۷۸۴.عنه عليه السلام :حُكِمَ عَلى مُكثِري أهلِ الدُّنيا بِالفاقَةِ ، واُعينَ مَن غَنِيَ عَنها بِالرّاحَةِ . ۳

۷۸۵.عنه عليه السلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يُبَيِّنُ فيها عِصيانَ الخَلقِ ـ :سُبحانَكَ خالِقا ومَعبودا! بِحُسنِ بَلائِكَ عِندَ خَلقِكَ خَلَقتَ دارا ، وجَعَلتَ فيها مَأدُبَةً ؛ مَشرَبا ومَطعَما ، وأزواجا وخَدَما ، وقُصورا ، وأنهارا ، وزُروعا وثِمارا ، ثُمَّ أرسَلتَ داعِيا يَدعو إلَيها ، فَلاَ الدّاعِيَ أجابوا ، ولا فيما رَغَّبتَ رَغِبوا ، ولا إلى ما شَوَّقتَ إلَيهِ اشتاقوا .
أقبَلوا عَلى جيفَةٍ قَدِ افتَضَحوا بِأَكلِها ، وَاصطَلَحوا عَلى حُبِّها ، ومَن عَشِقَ شَيئا أعشى ۴ بَصَرَهُ ، وأمرَضَ قَلبَهُ ؛ فَهُوَ يَنظُرُ بِعَينٍ غَيرِ صَحيحَةٍ ، ويَسمَعُ بِاُذُنٍ غَيرِ سَميعَةٍ ، قَد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ ، وأماتَتِ الدُّنيا قَلبَهُ ، ووَلِهَت ۵ عَلَيها نَفسُهُ ، فَهُوَ عَبدٌ لَها ، ولِمَن في يَدَيهِ شَيءٌ مِنها ، حَيثُما زالَت زالَ إليها ، وحَيثُما أقبَلَت أقبَلَ عَلَيها ، ولا يَزدَجِرُ مِنَ اللّهِ بِزاجِرٍ ولايَتَّعِظُ مِنهُ بِواعِظٍ . ۶

۷۸۶.عنه عليه السلام ـ في وَصفِ الظَّلَمَةِ ـ :يَتَنافَسونَ في دُنيا دَنِيَّةٍ ، ويَتَكالَبونَ ۷ عَلى

1.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

2.إرشاد القلوب : ص ۱۹۹ ـ ص ۲۰۱ ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۲۳ ح ۶ .

3.غرر الحكم : ح ۴۹۳۸ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۲۳۳ ح ۴۴۷۱ وفيه «بالقناعة بالراحة» .

4.العَشَا : سوء البصر ، وقيل : هو ذهاب البصر (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۵۶ «عشا») .

5.الوَلَهُ : ذهاب العقل والتحيّر من شدّة الوجد (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۵۶ «وله») .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۹ .

7.يتكالبون : أي يتواثبون (المصباح المنير : ص ۵۳۷ «كلب») .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    المساعدون :
    الموسوي، السيد رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 387959
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي