273
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

1 . تقوية الاُسس المعرفيّة

كلّما كان الإنسان أعقل وأعرف باللّه والدنيا والآخرة ، كانت رغبته بالدنيا المذمومة أقلّ ، كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
العاقِلُ مَن يَزهَدُ فيما يَرغَبُ فيهِ الجاهِلُ .۱
وفي أعلى مراتب المعرفة لا يرغب الإنسان عن الدنيا وحسب ، بل ينفر عنها ويبغضها ۲ .

2 . تقوية القيم الدينيّة

إنّ تقوية الإيمان باللّه والبرامج الدينيّة في الحياة تؤدّي بالتدريج إلى الزهد وعدم الرغبة في الدنيا المذمومة ، كما جاء في حديث أمير المؤمنين عليه السلام :
الزُّهدُ ثَمَرَةُ الدّينِ .۳

3 . تقوية الشخصيّة الأخلاقيّة

إنّ كرامة الروح من أهمّ الموانع التي تحول دون الوقوع في أحابيل الدنيا المذمومة وهوسها ، كما يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام :
مَن كَرُمَت نَفسُهُ صَغُرَتِ الدُّنيا في عَينِهِ .۴
إذ كلّما شعر الإنسان بقوّة شخصيّته وكرامتها ابتعد عن كلّ ما يلحق الضرر بكرامته ؛ من الهوى واللذائذ الضارّة ، من هنا فإنّ أحد طرق ترويج ثقافة الزهد في

1.راجع : ص ۳۲۵ ح ۱۰۱۶ .

2.راجع : ص ۱۹۱ (مطلّقة الأكياس) وص ۲۱۷ (الحثّ على بغض الدنيا) .

3.راجع : ص۳۳۲ ح۱۰۵۱ .

4.راجع : ص۳۳۶ ح۱۰۶۴ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
272

الحياة ، ويمنحُ العزّة للإنسان ، ويجعل الدنيا في خدمته ۱ .
كما لا يقتصر دوره على مجال الحياة الفرديّة ، بل يمتدّ إلى المجالات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة ؛ إذ أنّ ثقافة الزهد تُحرق كلَّ جذور الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين ، وتهيّئ الأرضيّة المناسبة للمواساة والإيثار ، وفي مقابل ذلك فإنّ عبادة الدنيا تسبّب جميع ما نشاهده من اختلافات سياسيّة واقتصاديّة وحروب وسفك دماء ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في بيان هدف الخلافات والحروب التي اندلعت خلال فترة حكومته القصيرة ، وذلك في خطبته الشقشقيّة الشهيرة :
فَلَمّا نَهَضتُ بِالأَمرِ نَكَثَت طائِفَةٌ ، ومَرَقَت اُخرى ، وقَسَطَ آخَرونَ ، كَأَنَّهُم لَم يَسمَعُوا اللّهَ سُبحانَهُ يَقولُ :«تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الاْءَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَ الْعَـقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ »۲، بَلى وَاللّهِ لَقَد سَمِعوها ووَعَوها ، ولكِنَّهُم حَلِيَتِ الدُّنيا في أعيُنِهِم ، وراقَهُم زِبرِجُها.۳
إنّ ما يمكن أن يكون سببا لإنهاء الحروب التي سبّبت الدمار والتشريد والجوع في أنحاء العالَم ، ويجعل الحياة جميلة رائقة لسكان العالم ، هو زهد القادة السياسيّين ، وبدونه تبقى كلّ المساعي والمحاولات والخطط الرامية لتأمين حقوق البشر عقيمة لا أهمّيّة لها ، وتجربة التاريخ تثبت أيضا صدق هذا المدّعى.

سادسا ـ طرق تحصيل الزهد

لأجل تحصيل صفة الزهد وإشاعة ثقافتها في أوساط المجتمع ، قدّم أئمّة الإسلام تعاليم قيّمة يأتي ذكرها في الفصل الرابع ، ويمكن تلخيصها في خمسة عناوين ، كما يلي:

1.راجع : ص ۳۱۲ (بركات الزهد / رفاه العيش) .

2.القصص : ۸۳ .

3.راجع : ص۲۲۸ ح۶۷۵ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    المساعدون :
    الموسوي، السيد رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 387885
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي