مَا اتَّسَقَ ، فَأَصبَحَت كَما قالَ اللّهُ : «هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَـحُ وَ كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ مُّقْتَدِرًا»۱ ، اُنظُروا فِي الدُّنيا في كَثرَةِ ما يُعجِبُكم ، وقِلَّةِ ما يَنفَعُكُم . ۲
۸۴.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ هذِهِ الدُّنيا وإن أمتَعَت بِبَهجَتِها وغَرَّت بِزِبرِجِها ، فَإِنَّ آخِرَها لا يَعدو أن يَكونَ كَآخِرِ الرَّبيعِ الَّذي يَروقُ بِخُضرَتِهِ ثُمَّ يَهيجُ عِندَ انتِهاءِ مُدَّتِهِ . وعَلى مَن نَصَحَ لِنَفسِهِ وعَرَفَ حَقَّ ما عَلَيهِ ولَهُ ، أن يَنظُرَ إلَيها نَظَرَ مَن عَقَلَ عَن رَبِّهِ جَلَّ وعَلا ، وحَذَرَ سوءَ مُنقَلَبِهِ ؛ فَإِنَّ هذِهِ الدُّنيا قَد خَدَعَت قَوما فارَقوها أسَرَّ ما كانوا إلَيها ، وأكثَرَ ما كانُوا اغتِباطا بِها ، طَرَقَتهُم آجالُهُم بَياتا وهُم نائِمونَ ، أو ضُحىً وهُم يَلعَبونَ ... . ۳
ب ـ مَثَلُ القَنطَرَةِ
۸۵.الإمام عليّ عليه السلام ـ فِي الحَثِّ عَلَى الزُّهدِ فِي الدُّنيا ـ :ما يَصنَعُ بِالمالِ وَالوَلَدِ مَن يَخرُجُ مِنها ويُحاسَبُ عَلَيها؟! عُراةً دَخَلتُمُ الدُّنيا وعُراةً تَخرُجونَ مِنها ، وإنَّما هِيَ قَنطَرَةٌ فَاعبُروا عَلَيها وَانتَظِروها .
۸۶.عنه عليه السلام :الدُّنيا مَعبَرَةُ الآخِرَةِ . ۴
۸۷.الإمام زين العابدين عليه السلام ـ لاِءَصحابِهِ ـ :أما بَلَغَكُم ما قالَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام لِلحَوارِيّينَ ؟ قالَ لَهُم : الدُّنيا قَنطَرَةٌ ، فَاعبُروها ولا تَعمُروها ۵ . ۶
1.الكهف : ۴۵ .
2.الكافي : ج ۸ ص ۱۷ ح ۳ عن محمّد بن إسماعيل الهمداني عن الإمام الكاظم عليه السلام .
3.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۲۷۲ ح ۱ نقلاً عن مهج الدعوات : ص ۲۲۲ عن الربيع وفي بعض عباراته شيء من التصحيف .۴ . إرشاد القلوب : ص ۱۹ .
4.غرر الحكم : ح ۴۳۹ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۹ ح ۶۴ .
5.قال في تنبيه الخواطر بعد نقله قول النبيّ عيسى عليه السلام : هو مثال واضح ، فإنّ حياة الدنيا معبر الآخرة ، والمَهد هو المثل الأوّل على رأس القنطرة ، واللحد هو المثل الثاني ، وبينهما مسافة محدودة ؛ فمن الناس من قطع نصف القنطرة ، ومنهم من قطع ثلثها ، ومنهم من قطع ثلثيها ، ومنهم من لم يبق إلاّ خطوة واحدة وهو غافل عنها ، وكيف ما كان لابدّ من العبور .
6.الأمالي للمفيد : ص ۴۳ ح ۱ عن أبي حمزة الثمالي ، الخصال : ص ۶۵ ح ۹۵ عن الزهري ، التحصين لابن ïفهد : ص ۳۰ ح ۵۴ ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۴۷ ، روضة الواعظين : ص ۴۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۰۷ ح ۱۰۷ ؛ إحياء علوم الدين : ج ۳ ص ۳۱۷ .