41
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

مَا اتَّسَقَ ، فَأَصبَحَت كَما قالَ اللّهُ : «هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَـحُ وَ كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ مُّقْتَدِرًا»۱ ، اُنظُروا فِي الدُّنيا في كَثرَةِ ما يُعجِبُكم ، وقِلَّةِ ما يَنفَعُكُم . ۲

۸۴.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ هذِهِ الدُّنيا وإن أمتَعَت بِبَهجَتِها وغَرَّت بِزِبرِجِها ، فَإِنَّ آخِرَها لا يَعدو أن يَكونَ كَآخِرِ الرَّبيعِ الَّذي يَروقُ بِخُضرَتِهِ ثُمَّ يَهيجُ عِندَ انتِهاءِ مُدَّتِهِ . وعَلى مَن نَصَحَ لِنَفسِهِ وعَرَفَ حَقَّ ما عَلَيهِ ولَهُ ، أن يَنظُرَ إلَيها نَظَرَ مَن عَقَلَ عَن رَبِّهِ جَلَّ وعَلا ، وحَذَرَ سوءَ مُنقَلَبِهِ ؛ فَإِنَّ هذِهِ الدُّنيا قَد خَدَعَت قَوما فارَقوها أسَرَّ ما كانوا إلَيها ، وأكثَرَ ما كانُوا اغتِباطا بِها ، طَرَقَتهُم آجالُهُم بَياتا وهُم نائِمونَ ، أو ضُحىً وهُم يَلعَبونَ ... . ۳

ب ـ مَثَلُ القَنطَرَةِ

۸۵.الإمام عليّ عليه السلام ـ فِي الحَثِّ عَلَى الزُّهدِ فِي الدُّنيا ـ :ما يَصنَعُ بِالمالِ وَالوَلَدِ مَن يَخرُجُ مِنها ويُحاسَبُ عَلَيها؟! عُراةً دَخَلتُمُ الدُّنيا وعُراةً تَخرُجونَ مِنها ، وإنَّما هِيَ قَنطَرَةٌ فَاعبُروا عَلَيها وَانتَظِروها .

۸۶.عنه عليه السلام :الدُّنيا مَعبَرَةُ الآخِرَةِ . ۴

۸۷.الإمام زين العابدين عليه السلام ـ لاِءَصحابِهِ ـ :أما بَلَغَكُم ما قالَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام لِلحَوارِيّينَ ؟ قالَ لَهُم : الدُّنيا قَنطَرَةٌ ، فَاعبُروها ولا تَعمُروها ۵ . ۶

1.الكهف : ۴۵ .

2.الكافي : ج ۸ ص ۱۷ ح ۳ عن محمّد بن إسماعيل الهمداني عن الإمام الكاظم عليه السلام .

3.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۲۷۲ ح ۱ نقلاً عن مهج الدعوات : ص ۲۲۲ عن الربيع وفي بعض عباراته شيء من التصحيف .۴ . إرشاد القلوب : ص ۱۹ .

4.غرر الحكم : ح ۴۳۹ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۹ ح ۶۴ .

5.قال في تنبيه الخواطر بعد نقله قول النبيّ عيسى عليه السلام : هو مثال واضح ، فإنّ حياة الدنيا معبر الآخرة ، والمَهد هو المثل الأوّل على رأس القنطرة ، واللحد هو المثل الثاني ، وبينهما مسافة محدودة ؛ فمن الناس من قطع نصف القنطرة ، ومنهم من قطع ثلثها ، ومنهم من قطع ثلثيها ، ومنهم من لم يبق إلاّ خطوة واحدة وهو غافل عنها ، وكيف ما كان لابدّ من العبور .

6.الأمالي للمفيد : ص ۴۳ ح ۱ عن أبي حمزة الثمالي ، الخصال : ص ۶۵ ح ۹۵ عن الزهري ، التحصين لابن ïفهد : ص ۳۰ ح ۵۴ ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۴۷ ، روضة الواعظين : ص ۴۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۰۷ ح ۱۰۷ ؛ إحياء علوم الدين : ج ۳ ص ۳۱۷ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
40

1 / 4

مَثَلُ الدُّنيا

أ ـ مَثَلُ خَميلةِ الرَّبيعِ

الكتاب

«إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَـهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الاْءَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَ الاْءَنْعَـمُ حَتَّي إِذَا أَخَذَتِ الاْءَرْضُ زُخْرُفَهَا وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَـدِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَـهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالاْءَمْسِ كَذَ لِكَ نُفَصِّلُ الآيَـتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» . ۱

«وَ اضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَـهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الاْءَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَـحُ وَ كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ مُّقْتَدِرًا» . ۲

الحديث

۸۳.الإمام عليّ عليه السلام ـ في وَصفِ الدُّنيا ـ :فَهِيَ كَرَوضَةٍ اِعتَمَّ ۳ مَرعاها وأعجَبَت مَن يَراها ، عَذبٌ شِربُها ، طَيِّبٌ تُربُها ، تَمُجُّ عُروقُها الثَّرى ۴ ، وتَنطُفُ ۵ فُروعُهَا النَّدى ، حَتّى إذا بَلَغَ العُشبُ إبّانَهُ ۶ ، وَاستَوى بَنانُهُ ۷ ، هاجَت ريحٌ تَحُتُّ ۸ الوَرَقَ ، وتُفَرِّقُ

1.يونس : ۲۴ .

2.الكهف : ۴۵ .

3.اعْتَمّ : يقال للنبت إذا طال : قد اعتمّ (النهاية : ج ۳ ص ۳۰۲ «عمم») .

4.قال العلاّمة المجلسي قدس سره : في مصباح اللغة : «مجّ الرجل الماء من فيه مَجّا : رمى به» . وقال : «الثَّرى : ندى الأرض ، والثّرى ـ أيضا ـ : التراب النديّ» . أقول : إذا حملت الثرى على الندى ، فالمعنى ظاهر ؛ أي يترشّح من عروقها الماء لكثرة طراوتها وارتوائها . وإذا حملت على التراب النديّ ، فالمعنى : تقذف عروقها الماء في الثرى ، أو المراد أنّ عروقها لقوّتها وكثرتها تقذف التراب وتدفعها إلى فوق وترفعها (مرآة العقول : ج ۲۵ ص ۳۵) .

5.تَنْطُف : تقطر (النهاية : ج ۵ ص ۷۵ «نطف») .

6.إبّانُ كلّ شيء : وقتُه وحينُه الذي يكون فيه (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۴ «أبن») .

7.البَنَانُ : الرياض الحالية بالزهر (المعجم الوسيط : ج ۱ ص ۷۲ «بنّ») .

8.الحَتّ : سقوط الورق عن الغصن وغيره (تاج العروس : ج ۳ ص ۳۴ «حتت») .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    المساعدون :
    الموسوي، السيد رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 379804
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي