۱۱۴.عنه عليه السلام ـ في صِفَةِ الدُّنيا ـ :إنَّما مَثَلُكُم ومَثَلُها كَرَكبٍ سَلَكوا سَبيلاً فَكَأَن قَد قَطَعوهُ ، وأفضَوا إلى عَلَمٍ ۱ فَكَأن قَد بَلَغوهُ ، وكَم عَسَى المُجرى إلَى الغايَةِ أن يُجرى إلَيها حَتّى يَبلُغَها ، وكَم عَسى أن يَكونَ بَقاءُ مَن لَهُ يَومٌ لا يَعدوهُ ، وطالِبٌ حَثيثٌ فِي الدُّنيا يَحدوهُ حَتّى يُفارِقَها؟! ۲
۱۱۵.عنه عليه السلام :عبادَ اللّه ! اُوصيكُم بِالرَّفضِ لِهذِهِ الدُّنيا . . . فَإِنَّما مَثَلُكُم ومَثَلُها كَسَفرٍ ۳ سَلَكوا سَبيلاً فَكَأَنَّهُم قَد قَطَعوهُ ، وأمّوا عَلَما فَكَأَنَّهُم قَد بَلَغوهُ . ۴
۱۱۶.عنه عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ! إنَّ الدُّنيا لَيسَت لَكُم بِدارٍ ولا قَرارٍ ، إنَّما أنتُم فيها كَرَكبٍ عَرَّسوا ۵ فَأَناخوا ، ثُمَّ استَقَلّوا فَغَدَوا وراحوا ، دَخَلوا خِفافا وراحوا خِفافا ، لَم يَجِدوا عَن مُضِيٍّ نُزوعا ، ولا إلى ما تَرَكوا رُجوعا ، جُدَّ بِهِم فَجَدّوا ، ورَكَنوا إلَى الدُّنيا فَمَا استَعَدّوا ، حَتّى إذا اُخِذَ بِكَظَمِهِم ۶ وخَلَصوا ۷ إلى دارِ قَومٍ جَفَّت أقلامُهُم لَم يَبقَ مِن أكثَرِهِم خَبَرٌ ولا أثَرٌ ، قَلَّ فِي الدُّنيا لَبثُهُم وعُجِّلَ إلَى الآخِرَةِ بَعثُهُم ، فَأَصبَحتُم حُلولاً في دِيارِهِم ، ظاعِنينَ ۸ عَلى آثارِهِم ، وَالمَطايا بِكُم تَسيرُ سَيرا ما فيهِ أينٌ ۹ ولا تَفتيرٌ ، نَهارُكُم بِأَنفُسِكُم دَؤوبٌ ، ولَيلُكُم بِأَرواحِكُم
1.العَلَم : شيء يُنصب في الفلوات تهتدي به الضالّة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۱۹ «علم») .
2.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۴۲۹ ح ۱۲۶۳ ، مصباح المتهجّد : ص ۳۸۱ ح ۵۰۸ وفيه «من الموت» بدل «في الدنيا» وليس فيه «حتّى يفارقها» ، بحار الأنوار : ج ۸۹ ص ۲۳۷ ح ۶۸ .
3.السَّفْرُ : جَمْعُ سافِر ، والمُسافِرون جمع مُسافِرُ ، والسَّفْرُ والمسافرون بمعنى (النهاية : ج ۲ ص ۳۷۱ «سفر») .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۹۹ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۲۵۴ وفيه «كرَكب» بدل «كسفر» ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۱۳ ح ۱۰۹ نقلاً عن عيون الحكم والمواعظ .
5.التعريس : نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة ، يقال : عرّس (النهاية : ج ۳ ص ۲۰۶ «عرس») .
6.. الكَظَم : هو مخرج النَفَس من الحلق (النهاية : ج ۴ ص ۱۷۸ «كظم») .
7.خَلَصَ إليه : وَصَلَ (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۰۱ «خلص») .
8.ظَعَنَ : ارتحل ، والفاعل : ظاعن (المصباح المنير : ص ۳۸۵ «ظعن») .
9.الأين : الإعياء والتعب (النهاية : ج ۱ ص ۸۷ «أين») .