37
فائق المقال في الحديث و الرجال

وتجلّ منفعته ، ويعظم المطلوب منه .
وينبغي لمن يقرؤُه التدبّر والتصحيح والممارسة مطالعةً ومذاكرةً تحقيقا .

[ 11 ] فَصلٌ

[ كيفيّة رواية الحديث ]

للمحدّثين ـ رضوان اللّه عليهم ـ في الإسناد اُمور خمسة :
أحدها : أن يذكر الراوي شيخه بما يميّزه من الوصف أو النسب أو غيرهما في أوّل ما يرويه ، ثمّ إن شاء ذكره كذلك أو اقتصر على المذكور كأن يقول : «محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي» مثلاً ، ثمّ يقول : «محمّد عن فلان» إلى الآخر .
ثانيها : الحديث المرويّ عن اثنين فصاعدا متّفقين في الرواية معنىً جمعُه بإسناد واحدٍ مع الإعلام جائز ، كأن يقول الراوي : «أخبرني فلان وفلان ، واللفظ لفلان ، قال كذا» الحديث .
ثالثها : إذا تعدّدت أحاديث الباب بإسناد متّحد كان للراوي الخيار بين الاقتصار على السند السابق مُحيلاً عليه ، فيقول : «وبهذا الإسناد» ونحوه ؛ وتكرار السند مع كلّ حديث .
رابعها : عدم زيادة الراوي على كلام صدر عمّن نقل عنه وان اقتضاه الواقع ، نعم له ذلك مع التمييز كرواية الشيخ الطوسي عن أحمد بن محمّد . وليس له أن يقول : «عن أحمد بن محمّد بن عيسى» و إن كان في الحقيقة هو ، بل يميّزه بقوله : «أعني ابن عيسى» .
خامسها : إذا ذكر الشيخ كُلاًّ من الحديث والإسناد ثمّ ذكر بعد الآخر لفظة «مثله» لم يكن للراوي إبدال المثليّة بمتن ذلك الإسناد المتقدّم لاحتمال المغايرة . والأقوى الجواز مع العلم بالقصد .


فائق المقال في الحديث و الرجال
36

[ 10 ] فَصلٌ

[ كيفيّة كتابة الحديث ]

ينبغي لمن يكتب الحديث تبيينه ، وعدم إندماج بعض في بعض ، و إعراب ما يخفى وجهه ؛ حذرا من اللّحن والغلط ، وعدم الإخلال بالصلاة والسلام بعد ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله أو أحد الأئمّة عليهم السلام ، صريحا لا رمزا ، ومدّ اللام فيما لو كان المستتر في «قال» أو «يقول» ضمير عائد إلى المعصوم عليه السلام ، وجعل فاصلٍ ۱ بين الحديثين كالدائرة الصغيرة مغايرا للون الأصل ، وكتابة حاء مهملةٍ عند تحويل السند كما في الخبر المرويّ بطرق متعدّدة ؛ لتكون فاصلةً بين المحوّل والمحوّل إليه .
ومع اتّفاق سِقْطٍ ، فإن كان دون السطر كتب على نسق السطور ، أو سطرا واحدا فإلى أعلى الصفحة يمينا أو شمالاً ، أو أكثر فإلى أسفلها يمينا ، وأعلاها شمالاً .
ومع اتّفاق زيادةٍ ، فإن كانت يسيرةً فالحكّ إن أمن الخرق وإلاّ فالضرب عليها ضربا جَليّا واضِحا . ولايكفي كتابة حرف «لا» أو «الزاي» على أوّلها و«إلى» على آخرها ؛ فإنّه لا يكاد يخفى على الناسخ .
ومع اتّفاق التكرار فالحكّ ، أو الضرب للثاني ما لم يكن أجلى خطّا ، أو في أوّل السطر فالأوّل .
وينبغي لمن يُدرّس الحديث أن يذكر فيه أحكاما خمسة :
أوّلها : السند . ثانيها : بيان اللّغة . ثالثها : التصرّف . رابعها : الإعراب . خامسها : الدلالة .
فإن وجد الكلّ مِن الكلّ واضحا نبّه عليه ، أو خفيّا أو البعض بيّنَهُ . ويلزمه الاستمرار على هذه الكيفيّة ؛ فإنّ بها تظهر ثمرة الحديث ، ويكثر حصول فائدته ،

1.ما أثبتناه هو الأنسب ولكن في النسختين : «أو جعل فاصلاً» .

  • نام منبع :
    فائق المقال في الحديث و الرجال
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 75455
الصفحه من 376
طباعه  ارسل الي