57
فائق المقال في الحديث و الرجال

كثيراً جدّاً أوردتُ طرفاً مقنعاً ، وأحلتُ الباقي على الكتاب الكبير . وكنت سلكت في أوّل الكتاب إيراد الأحاديث بأسانيدها ، وعلى ذلك اعتمدت في الجزء الأوّل والثاني ، ثم اختصرت في الجزء الثالث وعدلتُ عن الابتداء بذكر الراوي الذي أخذت من كتابه وأصله على أن اُورد عند الفراغ جملةً من الأسانيد يتوصّل بها إلى هذه الكتب والاُصول حسب ما عملته في كتاب تهذيب الأحكام ۱ .
ثمّ بعد أن فرغ رحمه الله من ذكر الطرق التي أراد ذكرها قال :
فقد أوردتُ جملاً من الطرق إلى هذه المصنّفات والاُصول . ولتفصيل ذلك شرح يطول ، هو مذكور في الفهارست للشيوخ ، فمن أراده وقف عليه من هناك إن شاء اللّه تعالى ۲ .
انتهى كلامه ، زيد إكرامه .
وما يستفاد من كلامه نوّر مرقده : أنّ له طرقا جليلة كثيرة ، ومناهج جزيلة خطيرة ـ غيرما في الكتابين ـ معلومة مذكورة ، معروفة محبورة في فهارست الرجال ذوي الأحوال ، وربّما كانت أصحّ وأوضح ، وأصرح وأرجح من الطرق التي أوردها فيهما .
وإنّما كان يوثّر إيراد بعض الطرق وإن كانت مجهولةً أو ضعيفةً على غيرها تحصيلاً لعلوّ السند في الرواية ، لأنّه أمرٌ مرغوب فيه ، ومطلب مبحوث عنه كما لا يخفى ، خاصّةً في الاصطلاح المقدّم ؛ حيث إنّ الصحّة في الأخبار عندهم ـ شكر اللّه سعيهم ـ مبنيّة على القرائن والأمارات والعلامات والإشارات كما عرفت ، دون النظر في رجال السند على ما هو الظاهر .
وأمّا نحن فلمّا تعذّر علينا معرفة ما أدركوه لبعد العهد الذي بنوا عليه اصطلاحهم وأناروا به مصباحهم ، وافتقرنا في الصحّة إلي النظر في إسناد الخبر احتجنا إلى التطلّع في الطرق الصحيحة ، والمناهج الصريحة حيث كانت ، وظهرت وبانت . ولا يضرّنا

1.الاستبصار ۴ : ۳۰۴ ـ ۳۰۵ .

2.الاستبصار ۴ : ۳۴۲ .


فائق المقال في الحديث و الرجال
56

الابتداء بذكر المصنّف الذي أخذنا الخبر من كتابه ، أو صاحب الأصل الذي أخذنا الحديث من أصله ، واستوفينا غاية جهدنا ما يتعلّق بأحاديث أصحابنا رحمهم اللّه تعالى ، المختلف فيه والمتّفق عليه ، وصلنا على وجه ۱ التأويل فيما اختلف فيه على ما شرطناه في أوّل الكتاب ، وأسندنا التأويل إلى خبر يفضي إلى الخبرين ۲ وأوردنا المتّفق منها ؛ ليكون ذخراً وملجاءً لمن يريد طلب القياس على الحديث ۳ .
والآن فحيث وفّق اللّه من الفراغ من هذا الكتاب نحن نذكر الطرق التي نتوصّل بها إلى رواية هذه الاُصول والمصنّفات ، ونذكرها على غاية ما يمكن من الاختصار ؛ لنخرج الأخبار بذلك عن حدّ المراسيل وتلحق بباب المسندات . ولعلّ اللّه أن يسهّل لنا الفراغ أن نقصد لشرح ما كنّا بدأنا به على المنهاج الذي سلكناه ، ونذكره على الاستيفاء والاقتصاء ۴ .
ثمّ ذكر رحمه الله الطرق التي أراد ذكرها ، فحيث فرغ من ذكرها قال :
قد أوردتُ جُمُلاً من الطرق إلى هذه المصنّفات والاُصول ، وتفصيل ذلك يطول وهو مذكورٌ في الفهارست المصنّفة في هذا الباب للشيوخ ، فمن أراده أخذه من هناك ، وقد ذكرناه نحن مستوفى في كتاب فهرست الشيعة ۵ .
انتهى كلامه ، أعلى اللّه مقامه .
وذكر أيضاً في أواخر الاستبصار ما هذا لفظه :
قد أجبتكم ـ أيّدكم اللّه ـ إلى ما سألتم من تحرير الأخبار المختلفة ، وترتيبها على ترتيب كتب الفقه التي أوّلها كتاب الطهارة وآخرها كتاب الديات ، وأفردت كلّ باب منه بما يخصّه ـ إلى أن قال ـ : وقد أوردتُ في كلّ باب عَقَدْتُه إمّا جميع ما روي فيه إن كانت الأخبار قليلةً ، و إن كان ما يتعلّق بذلك الباب

1.في المصدر : «وبيّنّا عن وجه التأويل» .

2.في المصدر : «يقضي على الخبرين» .

3.في المصدر : «طلب الفتيا من الحديث» .

4.شرح مشيخة تهذيب الأحكام : ۴ ـ ۵ المطبوع ضمن التهذيب ۱۰ . وفيه : «والاستقصاء» بدل «والاقتصاء» .

5.شرح مشيخة تهذيب الأحكام : ۸۸ المطبوع ضمن التهذيب ۱۰ .

  • نام منبع :
    فائق المقال في الحديث و الرجال
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 76710
الصفحه من 376
طباعه  ارسل الي