61
فائق المقال في الحديث و الرجال

وتوفّي عمّه أبو طالب بعد موت خديجة بسنة تامّة ۱ . وقيل : بعد ثلاثة أيّام ۲ . والأوّل يحكى به . وكان للنبيّ صلى الله عليه و آله إذ ذاك ستّ وأربعون سنةً وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوماً . فلمّا فقدهما أشرف الكائنات ـ عليه وآله أفضل الصلوات ـ شنأ المقام بمكّة الشريفة ودخله حزن عظيم وملال جسيم حتّى أوحى اللّه تعالى إليه : «أن اخْرُج من القرية الظالم أهلها فليس لك ناصرٌ بعد أبي طالب» . ۳ وأمره سبحانه وتعالى بالهجرة فهاجر .
وولد الإمام أبو الحسنين عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ـ عليه صلوات رب العالمين ـ بمكّة ـ زادها اللّه تعالى شرفا ـ في البيت الحرام يوم الجمعة بعد عامِ الفيل ومولدِ الرسُول الجليل صلى الله عليه و آله بثلاثين سنةً ، ثلاث عشرة ليلةً خلت من رجب المرجّب . وقيل : شهر شعبان المعظّم . وقيل : الثالث والعشرين منه ۴ .
ثمّ إنّه لم يُولد قبله عليه السلام ولابعده مولودٌ في بيت اللّه الحرام إكراما له من اللّه عزّ وجلّ ، وكفاه بهذه شرفا ، فيالها من فضيلةٍ جزيلة ، ومزيّة جليلة ، ومنزلة جميلة .
و أبو طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، فهو ووالد رسُول اللّه ـ عليه وآله صلواتُ اللّه ـ أخوان للأبوين .
واُمُّه فاطمة بنت أسد رضي اللّه تعالى عنها .
فهو ـ عليه السلام والتحيّة البالغة والإكرام ـ و إخوته أوّل هاشميّ وُلد بين هاشميّين .
وقبض ـ عليه السلام من ربّ الأنام ـ بالكوفة قتيلاً ليلة الجمعة أو ليلة الأحد

1.هذا موافق لما قاله الكليني في الكافي ۱ : ۴۴۰ ، وفي كثير من التواريخ : أنّ خديجة توفّيت بعد أبي طالب . راجع مرآة العقول ۵ : ۱۸۵ .

2.لم أجد قائلاً بذلك ولكن في المناقب ۱ : ۱۷۴ نقلاً عن كتاب المعرفة : «إنّ وفاة خديجة بعد موت أبي طالب بثلاثة أيّام» .

3.الكافي ۱ : ۴۴۰ و ۸ : ۳۴۱ ، تفسير العيّاشي ۱ : ۲۵۷ ، بحارالأنوار : ۱۹ : ۷۸ و ۱۱۷ .

4.حكاهما وغيرهما من الأقوال العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ۵ : ۲۷۶ .


فائق المقال في الحديث و الرجال
60

وقبض صلى الله عليه و آله بالمدينة مَسْمُوماً يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة النبويّة ـ وقيل : لاثنتي عشرة ليلةً مضت من شهر ربيع الأوّل في السنة المذكورة ۱ . وقيل : الثامن عشر منه : وقيل الثاني ۲ . والأوّل أظهر ـ عن ثلاث وستّين سنةً بالإتّفاق .
وتوفّي أبوه عبد اللّه بن عبد المطّلب عند أخواله وهو صلى الله عليه و آله ابن شهرين ۳ . وقيل : توفّي قبل تولّده صلى الله عليه و آله ۴ وقيل بعد مضيّ سبعة أشهر من ولادته ۵ . وقيل بعد مضيّ سنتين وأربعة أشهر ۶ ، وهذا هو المشهور عند الجمهور .
وتوفّيت اُمُّه آمنة وهو ابن أربع سنين . وقيل : ابن ستّ سنين ۷ .
وتوفّي عبد المطّلب وهو نحو من ثمان سنين .
وتزوّج صلى الله عليه و آله خديجة الكُبرى بنت خويلد وهو ابن بضع وعشرين سنةً ، فولد له صلى الله عليه و آله منها قبل مبعثه القاسم ، ورقيّة ، وزينب ، وأمّ كلثوم ، وبعده الطيّب ، والطاهر . وفاطمة الزهراء عليهاالسلام . وقد جاء في الخبر الصحيح المعتبر : «أنّه لم يولد له صلى الله عليه و آله بعد المبعث إلاّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام ۸ » .
وتوفّيت خديجة رضي اللّه عنها حين خرج رسول اللّه ـ عليه وآله صلوات اللّه ـ من الشعب ، وكان ذلك قبل الهجرة بسنةٍ كاملةٍ .

1.هذا هو المشهور بين العامّة ، واختاره الكليني في الكافي ۱ : ۴۳۹ .

2.حكاهما في جامع المقال : ۱۸۶ .

3.الكافي ۱ : ۴۳۹ .

4.حكاه عن ابن اسحاق في المناقب ۱ : ۱۷۳ .

5.حكاه عن الواقدي في المناقب ۱ : ۱۷۳ .

6.حكاه عن الكازروني في المنتقى العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ۵ : ۱۷۹ .

7.حكاه عن محمّد بن إسحاق في المناقب ۱ : ۱۷۳ .

8.قال الكليني في الكافي ۱ : ۴۳۹ : «وروي أيضاً أنّه لم يولد بعد المبعث إلاّ فاطمة» . وروى في الكافي ۸ : ۲۸۱ / ۵۳۶ في حديث طويل عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام : «ولم يولد لرسول اللّه صلى الله عليه و آله من خديجة على فطرة الإسلام إلاّ فاطمة عليهاالسلام» .

  • نام منبع :
    فائق المقال في الحديث و الرجال
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 75744
الصفحه من 376
طباعه  ارسل الي