103
مكاتيب الأئمّة ج1

عُبَيدُ اللّه ِ بنُ أبي رافِع

أحد الوجوه المتألّقة في تاريخ التَّشيُّع ، ومن السَّبَّاقين إلى التَّأليف وتدوين العلوم . وكان كاتب أمير المؤمنين عليه السلام ۱ ، ومن خاصّته . وشهد معه الجمل ۲ ، وصفِّين ۳ ، والنَّهروان ۴ .
عدّه مؤلّفو التَّراجم والرِّجاليّون من روّاد التَّأليف في الثَّقافة الإسلاميّة ، وذكروا بعض كتبه . ومنها : كتاب قضايا أمير المؤمنين ، وتسمية من شهد مع أمير المؤمنين عليه السلام الجمل وصفِّين والنَّهروان من الصَّحابة رضي الله عنهم » ۵
.
وهذا الكتاب مَعْلَم على نباهة عبيد اللّه ووعيه للوقائع ، ويدلّ على اهتمامه
بضبط الحوادث . وكان أخوه ـ عليّ بن أبي رافع ـ كاتبا للإمام عليه السلام أيضا ۶ .

1.رجال الطوسي : ص۷۱ ح۶۵۴ ، الاختصاص :ص۴ ؛ الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۴ ، تهذيب الكمال : ج۱۹ ص۳۴ الرقم۳۶۳۲ ، تاريخ خليفة بن خيّاط :ص۱۵۱ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۷۰ ، تاريخ بغداد : ج۱۰ ص۳۰۴ الرقم۵۴۵۳ .

2.الجمل : ص۳۹۵ و ص ۳۹۹ .

3.وقعة صفّين : ص۴۷۱ .

4.تاريخ بغداد : ج ۱۰ ص۳۰۴ الرقم۵۴۵۳ .

5.الفهرست للطوسي : ص۱۷۴ الرقم۴۶۷ .

6.رجال النجاشي : ج۱ ص۶۲ و ص ۶۵ ، رجال ابن داوود : ص۲۳۶ الرقم۹۹۱ .


مكاتيب الأئمّة ج1
102

17

كتابه عليه السلام إلى أهل مصر

۰.من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر ، كتبه مع قَيْس بن سَعْد بن عُبادَة ، لمَّا بعثَه أميرا علَيْهم وحَاكِما :« بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِن عَبْدِ اللّه ِ عليٍّ أمير المؤمنين ، إلى مَن بَلَغَهُ كتابِي هَذا مِنَ المُسْلِمينَ ، سَلامٌ علَيْكم .
فإنِّي أحْمَدُ اللّه َ إلَيْكُم الَّذِي لا إله إلاَّ هو ؛ أمَّا بَعدُ ، فإنَّ اللّه َ بِحُسْنِ صُنْعِهِ وتقديرهِ وتَدْبِيرهِ، اخْتارَ الإسلام دينا لِنَفسِه ومَلائِكَتِهِ ورُسُلِهِ ، وبَعَثَ به الرُسُلَ إلى عبَادِهِ ، وخَصَّ مَن انْتَجَبَ مِن خَلْقِهِ ، فكانَ ممَّا أكْرَم اللّه ُ جل جلاله بِهِ هذهِ الأُمَّةَ ، وخَصَّهُم بِهِ مِنَ الفَضيلَةِ ، أنْ بَعَثَ مُحمَّد ا صلى الله عليه و آله إليهم، فَعَلَّمَهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ ، والسُّنَّةَ الفَرائِضَ ، وأدَّبَهم لِكَيْما يَهتدوا ، وجَمَعهم لِكَيْما لا يَتَفَرَّقوا ، وزَكَّاهُم لِكَيْما يَتَطَهَّروا .
فلمَّا قَضَى مِن ذلِكَ ما عَلَيْهِ ، قَبَضَهُ اللّه ُ إليْهِ ، فَعَلَيْهِ صَلواتُ اللّه ِ وسَلامُهُ ، ورَحْمَتُه ورِضوانُه، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ .
ثُمَّ إنَّ المُسلمينَ مِن بَعدِهِ اسْتَخْلَفوا امرأينِ ، مِنْهم صالِحَيْنِ ، عَمَلا بالكتابِ وأحسَنا السِّيرَةَ ، ولمْ يَتَعدَّيا السُّنَّةَ ، ثُمَّ تَوفَّاهُما اللّه ُ فَرَحِمَهُما اللّه ُ، ثم ولي مِن بَعْدِهِما والٍ أحْدَثَ أحْدَاثا ، فوَجَدَتِ الأُمَّةُ علَيْهِ مَقالاً فقالوا ، ثُمَّ نَقَمُوا عَلَيْهِ فَغَيَّروا ، ثُمَّ جاؤونِي فبَايَعُونِي ، فأسْتَهْدِي اللّه َ الهُدى ، وأسْتَعِيْنُهُ علَى التَّقوى .
ألا وإنَّ لَكُم علَيْنا العَمَلَ بكتابِ اللّه ِ، وسُنَّةَ رَسُولِهِ والقِيامَ بِحَقِّهِ ، والنُّصْحَ لَكُم بالغَيْبِ ، واللّه ُ المُستعانُ ، وحَسْبُنا اللّه ُ ونِعْمَ الوَكيلُ .
وقَد بَعَثْتُ لَكُم قَيْسَ بن سَعْدٍ الأنْصاريّ أميرا ، فَوَازِرُوه وأعِينُوه على الحقِّ ، وقَد أمَرْتُه بالإحْسان إلى مُحْسِنِكم، والشِّدَّةِ علَى مُرِيبِكُم ، والرِّفْقِ بعَوامِّكُم وخَواصِّكم ، وهو ممَّن أرْضَى هَدْيَهُ وأرْجُو صَلاَحَهُ ونَصِيحَتَهُ ، نَسْألُ اللّه َ لَنا ولَكُم عَمَلاً زاكيا ، وثَوابا جَزيلاً ، ورَحْمَةً واسعةً، والسَّلامُ عَليْكُم ورَحْمَةُ اللّه ِ وبَركاتُهُ » . وكَتَب عُبَيد اللّه بن أبي رَافع ، في صَفَر سَنة سِتّ وثلاثين . ۱

1.الغارات : ج۱ ص۲۱۰ وراجع : بحار الأنوار : ج۳۳ ص۵۳۴ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۶ ص۵۸ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۵۵۰ ، أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۸۹ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۵۱ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112785
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي