121
مكاتيب الأئمّة ج1

مكاتيب الأئمّة ج1
120

« بنو مَخْدُوع »

« بنو مَخْدُوع » بالميم والخاء المعجمة ، والدَّال المهملة ، والواو والعين المهملة ، كما في نسخة الجُمَل ، وتكملة المنهاج . وفي الطَّبري جاء: « بني مَحْدُوج » بالحاء المهملة ، والجيم بدل الخاء والعين ۱ ، وفي مَوضِعٍ آخر: جعل ابنَ مَحْدُوج البَكري ّ من رؤساء النَّافرين إلى حرب الجمل من الكوفة ۲ .
فالصَّحيح هو مَحْدُوج لا مخدوع ، وكما قال ابن الأثير في الكامل « وقُتِلَ رجال من بني مَحْدُوج »، وقتل من بني ذهل خمسة وثلاثون رجلاً ۳ ، وعلى كل حال ، فهم كما قال الطَّبري : كانت لَهُمُ الرِّئاسَةُ من أهل الكوفة ۴ .
وقال البلاذري : وكانت وقعة الجمل بالخُرَيبَةِ ۵ ، وحَسَّان الَّذي ذكره ( هو ) ـ يعني الأعْوَر الشّنيّ في شعره :
ما۶قاتلَ اللّه ُ أقوَاما هُمُ قَتَلوايَومَ الخُرَيبَةِ عِلْباءا وحَسَّانا

وابنَ المُثَنَّى أصابَ السَّيفُ مَقتَلَهُوخيرَ قُرَّائِهم زَيْدَ بنَ صُوحانا
حَسَّان بن مَحْدُوج بن بِشْر بن خُوط ، كان معه لواء بَكرِ بن وائل ، فقُتِلَ فأخذه أخوه حُذَيْفَة بن مَحْدُوج فأصيب ، ثُمَّ أخذه بعده عدّة من الحوطيين ۷ ، فقتلوا حَتَّى تحاموه . ۸
وقال ابن حَجَر : حَسَّان بن خُوط بن مِسْعَر . . . نسبه ابن الكَلبِي ّ ، وقال : كان شريفا في قومه ، وكان وافِد بَكر بن وائل إلى النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، وعاش حَتَّى شهد الجمل مع عليّ ، ومعه ابناه : الحارث وبشر ؛ وأخوه بِشْر بن خُوط وأقاربه ، وكان لواء عليّ مع حسين بن مَحْدُوج بن بِشْر بن خُوط ، فقُتِل، فأخذه أخوه حُذَيْفَة فقُتِل ؛ فأخذه عمُّهما الأسْوَد بن بِشْر بن خُوط فقُتِل . . . وبِشْر بن حَسَّان هو القائل :
أنا ابنُ حَسَّانِ بنِ خُوطٍ وأَبِيرَسُولُ بَكْرٍ كُلِّها إلى النَّبيّ
وأخرج عَمْرو بن شَبَّه في وقعة الجمل من طريق قَتادَة ، قال : كانت راية بَكر بن وائل في بني ذُهْل مع الحارث بن حَسَّان فقتل ، وقتل معه ابنه وخمسةٌ من إخوته ، وكان الحارث يقول :
أنَا الرَّئيس الحارِثُ بنُ حَسَّانْلاِلِ ذُهْلٍ ولاِلِ شَيْبَانْ۹
وجعل صاحب الغدير حسّان بن مخدوج في عداد قرَّاء الكوفة ووجوه أهلها ، ممَّن كان يسامر سعيد بن العاص ، كالأشْتَر ، وزَيْد وصَعْصَعَة ابني صُوحان
العبديين، وقال : هو الَّذي ابتدأ الكلام في تفضيل السَّواد على الجبل، حَتَّى انتهى الأمر إلى تسيير من سيَّره من رجال الفضل . ۱۰
وحَسَّان بن مَخدُوج ، كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معه يوم صفِّين ، وجعل له رئاسة كِنْدَة لمَّا عزل عنها الأشْعَث بن قَيْس .
ومشى الأشْتَر ، وعَدِيّ الطَّائيّ ، وزَحْر بن قَيْس ، وهانئ بن عروة ، فقاموا إلى عليّ عليه السلام ، فقالوا : يا أمير المونين ، إنَّ رئاسة الأشْعَث لا تصلُح إلاَّ لمثله ، وما حَسَّان بن مخدوج مثل الأشْعَث . فغضب ربيعة . . . وإنَّ حَسَّان بن مخدوج مشى إلى الأشْعَث بن قَيْس برايته حَتَّى ركزَها في داره ، فقال الأشْعَث : إنَّ هذه الرَّاية عظمت على عليّ ، وهو واللّه أخفُّ عليَّ من زِفِّ النَّعام ۱۱ . . . والأشْعَث كان من أعداء أمير المؤمنين ، وكان رئيس كندة وربيعة . . . فلم يشأ أمير المؤمنين أن يعطي له هذه الرِّئاسة؛ لما يعلم من عداوته ، فجعلها لحسَّان . . . وهذا يدلّ على مكانة حسَّان ، وإخلاصه ، وتقديمه المصلحة العامَّة على المصلحة الخاصَّة ، ولم يقبل الأشْعَث ما عرضه عليه حسَّان ، وبقيت رئاسة القبيلتين لحسَّان ، ثُمَّ تلافى الأمرَ أميرُ المؤمنين عليه السلام ، فولّى الأشْعَث على ميمنة أهل العراق . ۱۲
ذكر الشَّيخ رحمه الله في رجاله ۱۳ ، في أصحاب عليّ عليه السلام حَسَّان بن مخزوم ، ولم يذكر هذا ، والمظنون أنَّه قد صحَّف مخدوج بمخزوم ، وإن المذكور في كلام الشَّيخ هو هذا ، وإنَّ ابن مخزوم لا وجود له ، ولا يمكن أن يكون قد صُحِّفَ مخزوم
بمخدوج ، للتصريح في الأبيات السَّابقة بأنَّه ابن مخدوج . ۱۴
وذكر ابن قُتَيْبَة ـ في وقعة الجمل ـ : أنَّ عليَّا عليه السلام عقد لبَكر ، وتَغْلِب ، وأفناء ربيعة ، راية، وولَّى عليهم مَحْدُوج الذُّهْلِيّ . ۱۵
وقال الطَّبري في وقعة الجمل : وكانت راية بَكر بن وائل من أهل الكوفة في بني ذُهْل ، كانت مع الحارث بن حَسَّان بن خُوط الذُّهْلِيّ ، فقال : أبو العَرفاء الرَّقاشيّ : أبق على نفسك وقومك ، فأقدم وقال : يا معشر بَكر بن وائل ، إنَّه لم يكن أحد من رسول اللّه صلى الله عليه و آله مثل منزلة صاحبكم فانصروه ، فأقدم فقتل وقتل ابنه، وقتل خمسة إخوة له . . . .
وقال ابنه :
أنْعى الرَّئيسَ الحارِثَ بن حَسَّانْلاِلِ ذُهْلٍ ولاِلِ شَيْبانْ
وقتل رجل من بني مَحْدُوج ، وكانت الرِّياسة لهم من أهل الكوفة ۱۶
قال ابن خلدون في بيان النَّافرين من الكوفة : ونفر النَّاس مع الحسن كما قلنا ، وكان الأمراء على أهل النَّفر: على كِنانَة وأسَد وتَميم والرَّباب ومُزَينة ، مَعْقِلُ بنُ يسار الرِّياحيّ . وعلى قبائل قَيْس ، سَعْد بن مسعود الثَّقَفيّ ، عمّ المختار . وعلى بَكر وتَغْلِب وَعْلَةُ بنُ مجدوح الذُّهْلِيّ . ۱۷
وقال أيضا : وكانت راية بَكر بن وائل في بني ذُهل ، مع الحرث بن حسَّان ،
فقتل في خمسة من بني أهلهِ، ورجال من بني مَحْدُوج ، وخمسة وثلاثين من بني ذُهل . ۱۸
وبِشْر بن حَسَّان الذُّهْلِيّ الكوفيّ ، ذكره الشَّيخ في رجاله في أصحاب الصَّادق عليه السلام ، وفي لسان الميزان : بِشْر بن حَسَّان الرَّملي ، ذكره أبو جَعْفَر الطُّوسيّ في رجال الشِّيعة ، من الرُّواة عن جَعْفَر الصَّادق عليه السلام انتهى . وابدال الذُّهْلِيّ بالرُّملي من تحريف النُّسَّاخ أو ابن حجر . ۱۹
والحسين بن محذوج بن بِشْر بن حُوط بن مِسْعَر الشَّيْبانيّ ، قال : من جملة حاملى اللِّواء مع أمير المؤمنين عليه السلام في الجمل ، وقتل معه. أقول: ولم يذكر مستنده . ۲۰
و « خُوط » على ما ذكره ابنا حَجَر والأثير وأبو عمر في معاجمهم : هو بالحاء المعجمة ، وفي أنساب الأشراف والطَّبقات : بالحاء المهملة . ۲۱

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۲۲ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۸۸ .

3.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۴۴ .

4.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۵۲۲ .

5.الخُرَيبَةُ: موضع بالبصرة، يسمّى بُصَيرَةَ الصُّغرى. (لسان العرب: ج ۱ ص۳۵۰)

6.هكذا في المصدر، والمعنى يأباه، وأظنُّ الصواب: ياقاتَلَ.

7.الحوطيين: بالحاء المهلة، والأصح: « الخوطيين » بالمعجمة.

8.أنساب الأشراف : ج۳ ص۴۱ .

9.الإصابة : ج۲ ص۵۷ ، الرقم۱۷۱۱ ، أعيان الشيعة : ج۴ ص۶۲۲ وراجع : أسد الغابة : ج۲ ص۱۰ الرقم ۱۱۵۶ ، الاستيعاب : ج۱ ص۴۰۷ الرقم۵۲۷ .

10.راجع : الغدير : ج۹ ص ۵۲ و۵۳ .

11.الزِّفُّ بالكسر : صغار ريش النَّعام والطائر. (الصحاح: ج ۴ ص ۱۳۶۹)

12.راجع : وقعة صفِّين : ص۱۳۷ ـ ۱۴۰ .

13.رجال الطوسي : ص۶۲ الرقم۵۴۵ .

14.أعيان الشيعة : ج۴ ص۶۲۳ .

15.الأخبار الطوال : ص۱۴۶ .

16.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۲۲ وراجع : الاستيعاب : ج۱ ص۴۰۷ الرقم۵۲۷ .

17.تاريخ ابن خلدون : ج۲ ص۶۱۴ وراجع : تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۰۰ .

18.تاريخ ابن خلدون : ج۲ ص۶۱۹ وراجع : الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۲۹ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۳۲ .

19.أعيان الشيعة : ج۳ ص۵۷۲ ، رجال الطوسي : ص۱۶۸ الرقم۱۹۵۲ ، لسان الميزان : ج۲ ص۲۱ الرقم۷۳ .

20.أنساب الأشراف : ج۳ ص۳۵ وراجع : نهج البلاغة : الحكمة۲۶۲ ، الأمالي للطوسي : ص۱۳۴ ح ۲۱۶ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۰ .

21.أنساب الأشراف : ج۳ ص۳۵ ، طبقات الكبرى : ج۱ ص۳۱۵ ، الإصابة : ج۲ ص۵۷ الرقم۱۷۱۱ ، أسد الغابة : ج۲ ص۱۰ الرقم۱۱۵۶ ، الاستيعاب : ج۱ ص۴۰۷ الرقم۵۲۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112994
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي