125
مكاتيب الأئمّة ج1

مكاتيب الأئمّة ج1
124

زيد بن صوحان

زيد بن صُوحان ، يقال : إنَّ له صحبة ، قال الكلبي : كان قد أدرك النَّبيّ صلى الله عليه و آله وصحبه ، قال أبو عَمْرو : كذا قال ، ولا أعلم له صحبة ، ولكنَّه ممِّن أدرك النَّبيّ مسلما. وعن الرّشاطيّ أنَّ له وفادة . وكان فاضلاً ديِّنا خيِّرا سيَّدا في قومه، هو
وإخوته ، وكان معه راية عبدالقَيس يوم الجمل . ۱ وكان أكبر من صَعْصَعَة . ۲
وروي من وُجُوه، أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه و آله كان في مسيرةٍ له ، إذ هَوَّم فجعل يقول : « زَيدٌ وما زيدٌ ! جُنْدُب وما جُنْدُب » ! فسئل عن ذلك ، فقال : « رَجُلانِ مِن أمَّتي ، أمَّا أحدُهُما فتَسْبِقُهُ يَدُهُ إلى الجَنَّةِ ، ثُمَّ يتْبَعُها سائِرُ جَسَدِهِ . . . » . وكانت بيده راية عبد القَيس يوم الجمل .۳
وروي من وُجُوه أنَّه قال : شدّوا عليَّ ثيابي ، ولا تنزعوا عنّي ثوبا ، ولا تغسلوا عنّي دما ، فإنِّيرجلٌ مخاصم . ـ أو قال: فإنَّا قوم مخاصمون . ۴
وعن قُدامَة قال: كنت في جيشٍ عليهم سَلْمان ، فكان زَيْدُ بن صوحان يؤمُّهم بأمره بدون سليمان ۵ . ۶
وعن عبد الرَّحمن بن مسعود العبديّ ، قال : سمعت عليّا عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :« مَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلى رَجُلٍ يَسبِقُهُ بَعضُ أعضائِهِ إلى الجَنَّةِ، فَليَنظر إلى زَيْدِ بنِ صُوحان » .
وتحقّق هذا الكلام النَّبويّ الَّذي كان فضيلة عظيمة لزيد في حرب
جلولاء ۷
. ۸
وقد قطعت يد زَيْد يوم القادسية ۹ ، أو جلولاء ۱۰ ، وعاش بعد ذلك عشرين سنة ۱۱ .
كان زيد فيمن سيّرَهُ عثمان ُ من أهل الكوفة إلى الشَّام ۱۲ ، وجرى بينهم وبين معاوية كلام حَتَّى أغلظ على الأشْتَر فحبسه، فقام عَمْرو بن زُرَارَة ، فقال : لئن حبسته لتجدنّ من يمنعه ، فأمر بحبس عمرو ، فتكلَّم القوم ، وقالوا: أحسن جوابنا يامعاوية ، وتكلَّم في هذا المضمار، صَعْصَعَة بن صُوحان ، فجبهه معاوية بكلام غليظ وقال معاوية يوما فيما قال : إنّ قريشا قد عرفت أنّ أبا سُفْيَان أكرمها ، وابن أكرمها، إلاَّ ما جعل اللّه لنبيِّه صلى الله عليه و آله ، فإنَّه انتجبه وأكرمه ، ولو أنّ أبا سُفْيَان ولد النَّاس كلّهم، لكانوا حلماء .
فقال له صَعْصَعَة بن صُوحان : كَذِبتَ، قد ولدهم خيرٌ من أبي سُفْيَان ، مَن خَلَقَهُ اللّه ُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فيهِ من رُوحِهِ ، وأمَرَ المَلائِكَة َ فسَجدوا لَهُ ، فَكانَ فيهم البَرُّ والفاجِرُ والكيِّسُ والأحمَقُ .
قال : ومن المجالس الَّتي دارت بينهم : إنَّ معاوية قال لهم : أيُّها القوم ، ردُّوا خيرا ، واسكنوا وتفكّروا ، وانظروا فيما ينفعكم والمسلمين ، فاطلبوه وأطيعوني .
فقال له صَعْصَعَة : لَستَ بأهلٍ لذلك، ولا كرامة لك أن تطاع في معصية اللّه .
فقال : إنّ أوَّل كلام ابتدأتُ به أن أمرتكم بتقوى اللّه ، وطاعة رسوله ، وأن تعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرَّقوا .
فقال صَعْصَعَة : بل أمرتَ بالفرقة ، وخلاف ما جاء به النَّبيّ صلى الله عليه و آله .
فقال : إن كنت فعلتُ فإنِّى الآن أتوب ، وآمركم بتقوى اللّه وطاعته ، ولزوم الجماعة ، وأن توقّروا أئمّتكم وتطيعوهم .
فقال صَعْصَعَة : إذا كنت تبت، فإنّا نأمرك أن تعتزل أمرك ، فإنَّ في المسلمين من هو أحقّ به منك، ممَّن كان أبوه أحسن أثرا في الإسلام من أبيك ، وهو أحسن قَدما في الإسلام منك .
فقال معاوية : إنَّ لي في الإسلام لقدما، وإن كان غيري أحسن قدما منِّي، لكنَّه ليس في زماني أحد أقوى على ما أنا فيه منِّي ، ولقد رأى ذلك عمر بن الخَطَّاب ، فلو كان غيري أقوى منِّي، لم يكن عند عمر هوادة لي ولغيري ، ولا حدث ما ينبغي له أن اعتزل عملي ۱۳
.
فتكلّم زَيْد في بعض هذه المجالس فقال : إن كنَّا ظالمين فنحن نتوب ، وإن كنَّا مظلومين فنحن نسأل اللّه العافية ، فقال له معاوية : يازيد ، إنَّكَ امرؤ صدق ، وأذن له بالرجوع إلى الكوفة . . .
كان زَيْد بن صُوحان يحبُّ سَلْمان ، فمن شدّة حبّه له اكتنى أبا سَلْمان ، وكان يُكنَّى أبا عبداللّه ، ويقال: أبا عائشة ۱۴ .
كان زَيْد بن صُوحان يقوم باللّيل ويصوم النَّهار ، وإذا كانت ليلة الجمعة أحياها ، فإن كان ليكرهها إذا جاءت ممَّا كان يلقى فيها ، فبلغ سَلْمان ما كان يصنع ، فأتاه فقال : أين زيدٌ ؟ قالت امرأته: ليس هاهنا ، قال : فإنِّي أقسم عليك لما صنعت طعاما ، ولبست محاسن ثيابك ، ثُمَّ بعثت إلى زَيْد ، قال فجاء زَيْد ، فقرب الطَّعام ، فقال سَلْمان : كُلْ يا زُيَيْد ، قال : إنِّي صائم ، قال : كلْ يا زُيَيْد لا ينقص ـ أو تنقص ـ دينك ، إنَّ شرّ السَّير الحقحقة ۱۵ ، إنَّ لعينك عليك حقَّا ، وإنّ لبدنك عليك حقَّا ، وإنَّ لزوجتك عليك حقَّا ، كلْ يا زييد فأكل ، وترك ما كان يصنع . وقد خاطبه: يا زُيَيْد بالتَّصغير ، لِيُشعِره بخطأ ما كان عليه ۱۶ .
عن أبي سُلَيْمان قال : لمَّا ورد علينا سَلْمان الفارسِيّ ، أتيناه نستقرئه القرآن ، فقال : إنَّ القرآن عربي فاستقرئوه رجلاً عربيا ، فكان يُقرِئُنا زَيْد بن صُوحان ، ويأخذ عليه سَلْمان ، فإذا أخطأ ردّ عليه سَلْمان ۱۷ .
قال سَلْمان لزيد : كيف أنت يا زَيْد إذا اقتتل القرآن والسلطان ؟ قال : أكون مع القرآن ، قال : نِعمَ الزيدُ أنتَ إذا ۱۸ .
قال زَيْد ذلك ، وعمل به طيلة حياته بعد الرَّسول صلى الله عليه و آله ، إلى أن غربت شمس
وجوده في البصرة ، في حرب الجمل ، حينما اقتتل السُّلطان والقرآن ، فنصر زَيْد القرآن وقتل دونه . ] كان زَيْد من أمراء السَّائرين إلى عثمان من الكوفة مع الأشْتَر ۱۹ .
لمّا خرج النَّاكثون إلى البصرة ، وخرج أمير المؤمنين عليه السلام على أثرهم ، كتبت عائِشَة إلى زَيْد من البصرة ، وكان زَيْد وقتئذٍ بالكوفة :
مِن عائِشَة أُمِّ المُؤمنِينَ إلى ابنِها الخالِصِ زَيْدِ بنِ صُوحان ، سلامٌ عَليكَ . أمَّا بَعدُ :
فإنَّ أباك كانَ رأسا في الجاهليَّةِ ، وَسيِّدا في الإسلام ِ ، وَإنَّكَ من أبيك بمنزلة المصلِّي مِنَ السّابقِ ، يُقالُ : كادَ أو لَحِقَ ، وَقَد بلَغكَ الَّذي كان في الإسلام من مصاب عثمان بن عُفَّان ، ونحن قادِمُونَ عَليكَ ، والعِيانُ أشفى لَكَ من الخَبرِ ، فإذا أتاكَ كتابِي هذا، فثبّط النَّاسَ عَن عليِّ بنِ أبي طالب ٍ ، وكُن مَكانَكَ حَتَّى يأتِيَكَ أمري ، والسَّلامُ .
فكتب إليها : مِن زَيْدِ بنِ صُوحان إلى عائِشَة أمِّ المؤمنين ، سلامٌ عَلَيكِ ، أمَّا بعد ، فإنَّكِ أُمرتِ بأمِرٍ وَأُمرِنا بِغَيرِهِ ، أُمِرتِ أن تَقرّي في بَيتِكِ ، وأُمرِنا أن نُقاتِلَ حَتَّى لا تكونَ فِتنَةٌ . فَتَرَكتِ ما أُمِرتِ بِهِ ، وَكَتَبتِ تَنْهينا عَمَّا أُمِرنا بِهِ ، والسَّلامُ ۲۰ .
[ ولمَّا ثبّط أبو موسى النَّاس عن نصرة أمير المؤمنين عليه السلام ، وأخذ يجادل مع عَمَّار والحسن السِّبط عليه السلام ]وجعل أبو موسى يُكَفْكِفُ النَّاس ، ثُمَّ انطلق حَتَّى أتى المنبر ، وسكَّن النَّاس ، وأقبل زَيْدٌ على حمار حَتَّى وقف بباب المسجد ، ومعه الكتابان: من عائِشَة إليه، وإلى أهل الكوفة ، وقد كان طلب كتاب العامّة ، فضمَّه إلى كتابه ، فأقبل بهما ، ومعه كتاب الخاصَّة وكتاب العامَّة :
أمَّا بَعدُ ، فثبّطوا أيُّها النَّاس ، واجلِسُوا في بُيوتِكُم إلاَّ عن قتلة عثمان بن عُفَّان ، فلمَّا فرغ من الكتاب قال : أُمِرَتْ بأمرٍ ، وَأمِرْنا بأمرٍ ، أُمِرَتْ أن تَقَرَّ في بَيتِها ، وأُمِرْنا أنْ نقاتِلَ حَتَّى لا تكونَ فتنةٌ ؛ فأَمَرَتْنا بما أُمِرَتْ بِهِ ، ورَكِبتْ ما أُمِرْنا بِهِ .
[ فأجابه ] شَبَثُ بنُ رِبْعيّ ، ثُمَّ تكلَّم أبو موسى ، يأمر النَّاس بالكفِّ عن النَّفر إلى الجهاد، فقام زَيْد فشال يده المقطوعة ، فقال : يا عبداللّه بن قَيْس ؛ ردّ الفرات عن دِراجه ، اردده من حيث يجيء حَتَّى يعود كما بدأ ، فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد ؛ فدع عنك ما لست مدركه . ثُمَّ قرأ : « الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ »۲۱ .
سيروا إلى أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحقّ ۲۲ .
فنفر النَّاس وكان من رؤسائهم زَيْدُ بن صُوحان ، وكان معه راية عبد القَيس ، وكان زيد مع علي عليه السلام قدّام الجمل، فقال له رجل من قومه : تنحّ إلى قومك ، مالك ولهذا الموقف ! ألست تعلّم أنَّ مضرَ بحيالك ، وأنَّ الجمل بين يديك ، وأنَّ الموت دونه !
فقال : الموتُ خَيرٌ مِنَ الحياةِ ، المَوتُ ما أريدُ ، فأصيبَ ۲۳ .
قال زَيْد : يا أمير المؤمنين ، ما أراني إلاَّ مقتولاً .
قال له ـ عليّ عليه السلام ـ : « وَ ما عِلمُكَ بِذلِكَ يا أبا سُلَيْمان » ؟
قال : رأيت يدي نزلت من السَّماء، وهي تستشيلني ۲۴
.
لمَّا صرع زَيْد بن صُوحان رحمه الله يوم الجمل ، جاء أمير المؤمنين عليه السلام حَتَّى جلس عند رأسه ، فقال :
« رَحَمِكَ اللّه ُ يا زَيْدُ ، قَد كُنتَ خَفيفَ المَؤونَةِ ، عَظيمَ المَعُونَةِ » .
قال : فرفع زَيْد رأسه إليه ، وقال : وأنت، فجزاك اللّه ُ خيرا يا أمير المؤمنين ، فواللّه ِ ، ما عَلِمتُكَ إلاّ باللّه ِ عليما ، وفي أمّ الكتابِ عَليما حكيما ، وإنَّ اللّه َ في صَدرِكَ لَعظِيمٌ ، واللّه ِ ، ما قاتَلتُ مَعَكَ علَى جَهالَةٍ ، ولكنّي سَمعِتُ أمّ سَلَمة ، زوجَ النَّبيّ صلى الله عليه و آله تقول : سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يقول : مَن كُنتُ مولاهُ فعليٌّ مَولاهُ ، اللَّهمَّ والِ مَن والاهُ ، وَعادِ مَن عاداهُ ، وانصُر مَن نَصَرَهُ ، واخذُل مَن خَذَلَهُ ، فَكَرِهتُ واللّه ِ ، أن أخذلَكَ فيَخذلُنِيَ اللّه ُ .
قال الفضل بن شاذان : . . . ثُمَّ عرف النَّاس بعده، فمن التَّابعين ورؤسائهم وزُهَّادهم زَيْد بن صُوحان ۲۵ .
[ وزيد فيمن عدَّه ابن أبي الحديد من القائلين بتفضيل عليٍّ عليه السلام فقال ] : من قال
بتفضيله على النَّاس كافّة من التَّابعين فَخَلْقٌ كثير، كأويس القرني ، وزَيْد بن صُوحان ۲۶ .
وقد عدّه الشَّيخ رحمه الله ، في رجاله، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً : إنَّه كان من الأبدال، قتل يوم الجمل۲۷. وفي الاختصاص عن أبي جعفر عليه السلام قال :« شَهِدَ مَعَ عَلِيّ بنِ أبي طالبِ عليه السلام من التَّابعين، ثلاثةُ نَفَرٍ بصِفِّينَ ، شَهِدَ لَهُم رسُول اللّه ِ صلى الله عليه و آله بالجنَّةِ، ولم يَرَهُم : أويسُ القرنيّ ، وزَيْدُ بنُ صُوحان العبدي ، وجُنْدُبُ الخيرِ الأزْدِيّ ، رحمة اللّه عليهم۲۸.
وعن الأصبغ بن نباتة قال : لمَّا أن أصيب زَيْد بن صُوحان يوم الجمل ، أتاه عليّ عليه السلام وبه رمق ، فوقف عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فهو لِما به فقال :
« رَحَمِكَ اللّه ُ يا زَيْدُ فَواللّه ِ ما عَرَفناكَ إلاّ خَفِيفَ المؤونةِ كَثِيرَ المَعونَةِ » .

قال : فرفع إليه رأسه ، فقال : وَأنتَ يَرحَمُكَ اللّه ُ ، فو اللّه ما عَرَفتُكَ إلاّ باللّه ِ عالِما ، وبآياتِهِ عارفا ، واللّه ِ ، ما قاتلتُ مَعَكَ مِن جَهلٍ ، ولكنّي سَمِعتُ حُذَيْفَةَ بنَ اليَمانِ يقول : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : « عليّ أميرُ البررة ، وقاتِلُ الفَجَرة ، مَنصورٌ مَن نَصَرهُ ، مَخذولٌ مَن خَذَلَهُ ، ألا وإنَّ الحقَّ مَعَهُ ، ألا وإنَّ الحقَّ مَعهُ يَتبَعُهُ ، ألا فَمِيلوا مَعَهُ »۲۹.
[ نقل في المعيار والموازنة كلاما له في الكوفة ، يقرِّظ عليَّا عليه السلام ويستنفر قال :
ثُمَّ قام زَيْد بن صُوحان : فحمد اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قال :
أيُّها النَّاس ، ما في اللّه ولا في نبيّه من شكّ، ولا بالحقّ والباطل من خفاء ، وإنَّكم على أمر جدد ، وصراط قيّم ، إنَّ بيعةَ عليٍّ بَيعةٌ مَرضِيَّةٌ ، لا تُقبض عنها يدُ مُوقِنٍ ولا يبسُطُ إليها مُخطي كفّهُ .
أيُّها النَّاس، هل تعلمون لأميرِ المؤمنينَ عليٍّ من خَلَفٍ ؟ هَل تَنقَمونَ لَهُ سابِقَةً ؟ أو تَذمّونَ لَهُ لاحِقَةً ؟ أو تَرَونَ بِهِ أوَدَا ؟ أو تَخافونَ مِنهُ جَهلاً ؟ أوَ ليسَ هو صاحِبَ المواطنِ الَّتي من فضلها لا تعدلون به ؟ فَمَن عَمودُ هذا الأمرِ ونظامُهُ إلاّ هُوَ ؟ وقَد جاءنا أمرُ اللّه ِ ، وسَمعِناهُ قبل مَجيئِهِ ، ولابدَّ لَهُ من أن يتمَّ كأنِّي أنظرُ إليهِ .
ثُمَّ رفع صوته ينادي : عِبادَ اللّه ِ ، إنِّي لَكُم ناصِحٌ ، وعَلَيكُم مُشفِقٌ ، أُحِبُّ أن تَرشُدوا ولا تغوُوا ، وَإنَّهُ لابدَّ لهذا الدِّين مِن والٍ يُنصِفُ الضَّعيفَ مِنَ الشَّديدِ ، ويأخَذُ للمَظلومِ بِحَقِّهِ مِنَ الظَّالمِ ، ويُقيِمُ كِتابَ اللّه ِ ، ويُحيي سُنَّةَ مُحمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
ألا وإنَّه لَيسَ أحدٌ أفقَهَ في دينِ اللّه ِ ، ولا أعلَم بكتابِ اللّه ِ ، ولا أقربَ مِن رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مِن أميرِ المُؤمنِينَ عليِّ بنِ أبي طالب ٍ ، فانفِروا إلى أميرِ المُؤمِنين َ، وسيّد المسلمين ، وسيروا على اسمِ اللّه ِ ، فإنَّا سائِرونَ ، « أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ »۳۰ . ۳۱
وفي الطَّبقات في ترجمة صَعْصَعَة : وكان خطيبا ، وكان من أصحاب عليّ بن أبي طالب ، وشهد معه الجمل ، هو وأخواه زَيْد ٌ وسيحان ُ ابنا صُوحان ، وكان سَيحانُ الخطيبَ قَبلَ صَعْصَعَةَ ، وكانَت الرَّايةُ يَومَ الجمل ِ في يَدِهِ ، فَقُتِلَ فأخذها زَيْدٌ فَقُتِلَ ، فأخذها صَعْصَعَة ۳۲ .
قال المسعودي في مروج الذَّهب : فقال ابن عبَّاس له ] أي لصَعْصَعَة ]: فأين أخواك منك يا بن صُوحان ؟ صِفْهُما لِأَعرِفَ وزَنكُم ، قال : أمَّا زَيْد فكما قال أخو غَنِيّ :
فَتىً لا يُبالي أنْ يَكونَ بِوَجْهِهِإذا سَدَّ خلاَّتِ الكِرامِ شُحُوبُ
إذا ما تَرَاآهُ الرِّجَالُ تحفَّظُوافلم ينطِقُوا العوراَءَ وهوَ قَرِيبُ
حَلِيفُ النَّدى يَدْعوالنَّدى فَيُجِيبُهُإِلَيهِ وَيَدعُوُه النَّدى فَيُجِيبُ
يَبيتُ النّدى يا أُمَّ عَمْروضَجِيعَهُإذا لم يَكُن في المُنْقِياتِ حَلُوبُ
كأنَّ بُيوتَ الحيِّ ما لَمْ يَكُنْ بِهابَسَابِسُ ما يُلْفَى بِهِنَّ عَرِيبُ
في أبيات ، كان واللّه ِ ، يا بن عبَّاس عظيمَ المُروءةِ ، شريفَ الاُخُوَّةِ ، جليلَ الخطرِ ، بعيدَ الأثرِ ، كَميشَ العُروَةِ ، أليفَ البَدوَةِ ، سَلِيمَ جَوانِحِ الصَّدرِ ، قَليلَ وَساوِسِ الدّهرِ ، ذاكرا للّه ِ طرفَيِ النَّهار وَزُلَفا من اللّيل ، الجوع والشّبع عنده سيّان ، لا يُنافِسُ في الدُّنيا ، وأقلّ أصحابه مَن يُنَافِسُ فيها ، يُطيلُ السّكوتَ ، ويحفَظُ الكلامَ ، وإن نَطَقَ نَطَقَ بعُقَامٍ ، يَهرَبُ مِنُه الدُعَّار الأشرار ، وَيألَفُهُ الأحرار الأخيار ، فقال ابن عبَّاس : ما ظَنُّكَ بِرَجُلٍ مِن أهلِ الجنَّة، رَحِمَ اللّه ُ زَيْد ا ۳۳ .
زيد بن صُوحان بن حُجْر العبدي أخو صَعْصَعَة وسيحان . كان خطيبا ۳۴
مصقعا وشجاعا ثابت الخُطى ۳۵ ، وكان من العظماء ، والزُّهَّاد ، والأبدال ۳۶ ، ومن
أصحاب أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام الأوفياءِ ۳۷ .
أسلم في عَهدِ النَّبيّ صلى الله عليه و آله فعُدَّ مِنَ الصَّحابة ِ ۳۸ . وله وفادة على النَّبيّ صلى الله عليه و آله ۳۹ .
وكان لزيد لسان ناطق بالحقّ مبيّن للحقائق ، فلم يُطق عثمان وجوده بالكوفة ، فنفاه إلى الشَّام ۴۰ . وعندما بلور الثّوار تحرّكهم المناهض لعثمان ، التحق بهم أهل الكوفة في أربع مجاميع ؛ كان زَيْدٌ على رأس أحدها ۴۱ . واشترك في حرب الجمل ۴۲ ، وأخبر بشهادته ۴۳ . كتبت إليه عائِشَةُ تدعوه إلى نُصرتها ، فلمّا قرأ كتابها نطق بكلام رائع نابه . . . ۴۴ .
كان لسانا ناطقا معبّرا في الدِّفاع عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان له باعٌ في دعمه وحمايته . ۴۵ .
وفي تاريخ مدينة دمشق عن أبي سُلَيْمان : لمّا ورد علينا سَلْمان الفارسِيّ أتيناه
نستقرئه القرآن ، فقال : إنّ القرآن عربي فاستقرئوه رجلاً عربيّا . وكان يقرئنا زَيْد بن صوحان ، ويأخذ عليه سَلْمان ، فإذا أخطأ ردَّ عليه سَلْمان ۴۶ .
وعن أبي قُدامَة : كان سَلْمان علينا بالمَدائِن ، وهو أميرنا ، فقال : إنّا اُمرنا أن لا نؤمّكم ، تقدّم يا زَيْد ، فكان زَيْد بن صوحان يؤمّنا ويخطبنا ۴۷ .
وفي الطبقات الكبرى عن مِلْحان بن ثروان : إنَّ سَلْمان كان يقول لزيد بن صوحان يوم الجمعة : قُم فَذَكِّر قَومَك ۴۸ .
وعن ابن أبي الهُذيل : دعا عمر بن الخَطَّاب زَيْد بن صوحان فضَفَنه ۴۹ على الرَّحل كما تَضفنون ۵۰ اُمراءكم ، ثمّ التفت إلى النَّاس فقال : اصنعوا هذا بزيد وأصحاب زَيْد ۵۱ .
عن عبد اللّه بن أبي الهذيل : إنّ وفد أهل الكوفة قدموا على عمر ، وفيهم زَيْد بن صوحان . . . وجعل عمر يرحل لزيد ، وقال : يا أهل الكوفة ، هكذا فاصنعوا بزيد وإلاّ عذّبتكم ۵۲ .
وعن إبراهيم : كان زَيْد بن صوحان يُحدّث ، فقال أعرابي : إنّ حديثك
ليُعجِبني، وإن يدك لتُريبني . فقال : أ وَ ما تراها الشّمال ؟
فقال : واللّه ِ ما أدري، اليمين يقطعون أم الشّمال ؟
فقال زَيْد : صدق اللّه « الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَ نِفَاقًا وَ أَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ »۵۳۵۴ .
وفي البرصان والعرجان : زَيْدُ بن صوحان العبدي ، الخطيب الفارس القائد ، وفي الحديث المرفوع : « يَسبِقُهُ عُضوٌ مِنهُ إلى الجَنّةِ » . وزَيْد هو الَّذي قال لعليّ بن أبي طالب رحمة اللّه عليهما : إنّي مقتولٌ غدا .
قال :« وَلِمَ » ؟
قال : رأيت يدي في المنام، حتَّى نزلت من السَّماء فاستشلت يدي .
فلمّا قتله عمير بن يثربي مبارزة ، ومرّ به عليّ بن أبي طالب وهو مقتول، فوقف وقال : « أَما واللّه ِ ما عَلِمتُكَ إلاّ حاضِرَ المَعونَةِ ، خَفِيفَ المَؤونَةِ » .۵۵

1.أسد الغابة : ج۲ ص۳۶۴ الرقم۱۸۴۸ ، الاستيعاب : ج۲ ص۱۲۴ الرقم۸۵۷ ، الإصابة : ج۲ ص۵۰۴ الرقم ۲۹۱۷ وص۵۳۲ الرقم۳۰۰۴ .

2.تنقيح المقال : ج۱ ص۴۶۶ .

3.أسد الغابة : ج۲ ص۳۶۴ الرقم ۱۸۴۸ ، الاستيعاب : ج۲ ص۱۲۵ الرقم۸۵۷ ، وراجع :الإصابة : ج۲ ص۵۳۳ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۳ .

4.الاستيعاب : ج۲ ص۱۲۵ الرقم۸۵۷ ، المصنّف لعبد الرزاق : ج۵ ص۲۷۴ الرقم۹۵۸۷ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۴۱ ، طبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۵ ، تاريخ بغداد : ج۸ ص۴۴۰ ، الإصابة : ج۲ ص۵۳۳ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۵ كلّها نحوه .

5.هكذا في المصدر، ولعلّ الصواب: بدون سلمان.

6.الاستيعاب : ج ۲ ص۱۲۵ الرقم ۸۵۷ ، طبقات الكبرى : ج ۶ ص۱۲۴ .

7.جلولاء: طسوج من طساسيج السَّواد في طريق خراسان ، والطسوج: النَّاحية ( معجم البلدان: ج۲ ص۱۵۶ ) .

8.مسند أبي يعلى : ج۱ ص۲۶۷ ح۵۰۷ ، الاصابة : ج۲ ص۵۳۲ الرقم ۳۰۰۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۳۴ الرقم۴۵۴۱ و۴۵۴۲ و۴۵۴۳ ، كنزالعمّال : ج۱۱ ص۶۸۵ ح۳۳۳۰۹ ؛ قاموس الرجال : ج۴ ص۵۵۹ ، الغدير : ج۹ ص۶۷ .

9.راجع: الاصابة : ج۲ ص۵۳۳ الرقم ۳۰۰۴ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۳ .

10.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۳ ، الاستيعاب : ج۲ ص۱۲۵ ، الاصابة : ج۲ ص۳۶۴ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۳ .

11.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۳۶ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۳ .

12.الإصابة : ج۲ ص۵۳۳ الرقم ۳۰۰۴ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۳ .

13.الغدير : ج۹ ص۳۴ ـ ۳۵ وراجع : تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۲۳ و۳۲۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۷۰ .

14.الاصابة : ج۲ ص۵۳۳ الرقم ۳۰۰۴ .

15.سير الحقحقة : وهي المتعب من السّير ، قيل: أن تحمل الدّابة على ما لا تطيقه ( النهاية ) .

16.راجع: تاريخ بغداد : ج۸ ص۴۳۹ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۴۰ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۳ .

17.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۳۹ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۳ .

18.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۴۱ ؛ أعيان الشيعة : ج۷ ص۱۰۳ .

19.راجع : تاريخ الطبرى : ج۴ ص۳۲۶ والغدير : ج۹ ص۲۳۷ و۲۵۹ و۳۰۹ .

20.العِقد الفريد : ج۳ ص۳۱۷ وراجع : تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۷۶ و۴۷۷ و۴۸۳ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۶ ص۲۲۶ ؛ رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۴ ، قاموس الرجال : ج۴ ص۵۵۸ ، تنقيح المقال : ج۱ ص۴۶۶ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۱۲۵ ح ۱۰۲ وص۱۴۰ .

21.العنكبوت : ۱ و۲ .

22.تاريخ الطبرى : ج۴ ص۴۸۳ ـ ۴۸۴ ؛ الجمل : ص۲۴۸ وفيه من قوله « فقام زيد فشال يده » نحوه ، الغارات : ج۲ ص۹۱۹ ـ ۹۲۰ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج۳ ص۱۵۱وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۴ ص۱۹ وص۲۰ والفتوح : ج۲ ص۴۵۹ وص۴۶۰ ، البدايه والنهايه : ج۷ ص۲۳۷ .

23.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۱۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۲۵ ص۱۱۱ .

24.المعارف لابن قتيبة : ص۴۰۲ ؛ الغدير : ج۹ ص۶۸ ، قاموس الرجال : ج۴ ص۵۵۸ .

25.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۴ الرقم ۱۱۹ و۱۲۰ ، الغارات : ج۲ ص۸۹۴ إلى قوله « و اللّه في صدرك عظيم » ، الاختصاص : ص۷۹ إلى قوله « فيخذلني اللّه » ، قاموس الرجال : ج۴ ص۵۵۷ الرقم۳۰۴۸ ، تنقيح المقال : ج۱ ص۴۶۶ ، معجم رجال الحديث : ج۷ ص۳۴۲ الرقم ۴۸۶۰ .

26.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲۰ ص۲۲۶ .

27.رجال الطوسي : ص۶۴ الرقم ۵۶۶ .

28.الاختصاص : ص۸۱ و۸۲ ، قاموس الرجال : ج۴ ص۵۵۹ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۶۱۸ ح ۴۸۴ .

29.المناقب للخوارزمي : ص۱۷۷ ح ۲۱۵ ؛ كشف الغمَّة : ج۱ ص۱۴۷ ، الطرائف : ج۱ ص۱۰۳الرقم ۱۵۱ ، بحار الأنوار : ج۳۸ ص۳۵ ح۱۰ .

30.العنكبوت :۲ .

31.المعيار والموازنة : ص۱۲۰ .

32.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۲۱ .

33.مروج الذَّهب : ج۳ ص۵۴ .

34.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۴۰ ، البرصان والعرجان : ص۳۹۹ .

35.رجال الطوسي : ص۶۴ الرقم۵۶۶ ؛ البرصان والعرجان : ص۳۹۹ .

36.تاريخ بغداد : ج ۸ ص۴۳۹ الرقم۴۵۴۹ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۵۲۵ الرقم۱۳۳ ، الاستيعاب : ج۲ ص۱۲۴ الرقم۸۵۷ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص۳۶۴ الرقم۱۸۴۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي :ج۳ ص۵۰۹ .

37.رجال الطوسي : ص۶۴ الرقم۵۶۶ .

38.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۵۲۵ الرقم۱۳۳ ، الاستيعاب : ج ۲ ص۱۲۴ الرقم۸۵۷ ، اُسد الغابة : ج۲ ص۳۶۴ الرقم۱۸۴۸ .

39.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۲۹ .

40.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۵۵ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۴ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۲۶ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۲۹ .

41.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۵۵ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۴ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۲۶ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۲۹ .

42.الاستيعاب : ج ۲ ص۱۲۵ الرقم۸۵۷ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص۳۶۴ الرقم۱۸۴۸ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۳ ص۵۲۶ الرقم۱۳۳ .

43.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۵۲۶ الرقم۱۳۳ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۳ .

44.رجال الكشّي : ج ۱ ص۲۸۴ الرقم ۱۲۰ ؛ تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۷۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۱۹ كلاهما نحوه .

45.رجال الكشّي : ج ۱ ص۲۸۴ الرقم ۱۱۹ ، الاختصاص : ص۷۹ .

46.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۳۹ .

47.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۳۹ وراجع الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۴ .

48.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۴۰ .

49.الضفن : ضفن الشيء على ناقته : حمل إيّاه عليها ( تاج العروس : ج۱۸ ص۳۴۷ ) .

50.تضفنون: ضفنَ على ناقتهِ: حملَ عليها.

51.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۴ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۵۲۷ الرقم۱۳۳ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۳۸ .

52.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۴ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۵۲۶ الرقم۱۳۳ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۳۸ وليس فيه « وإلاّ عذّبتكم » .

53.التوبة : ۹۷ .

54.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۲۳ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۵۲۶ الرقم۱۳۳ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۹ ص۴۳۷ ، البرصان والعرجان : ص۴۰۰ نحوه .

55.البرصان والعرجان : ص۳۹۹ ، المعارف لابن قتيبة : ص۴۰۲ نحوه وليس فيه من « ومرّ به عليّ . . . » .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112968
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي