137
مكاتيب الأئمّة ج1

اُوَيْسٌ القَرَنِيّ

هو اُويسُ بنُ عامرٍ بنِ جَزْء المُرادي القَرَنِي . كان طاهر الفطرة ، سَليم الفكرة ، ووجها متألّقا في التَّاريخ الإسلامي . أسلم على عهد النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، لكنّه ما رآه ۱ . لذا عُدَّ في التَّابعين .
وصفه رسول اللّه صلى الله عليه و آله بأنّه أفضل التَّابعين وأعلاهم شأنا ۲ ، وصرّح بأنّه يشفع لخلق كثيرين يوم القيامة ۳ . وكان في عداد الزُّهَّادِ المشهورينَ ۴ ، وأحد ثمانيتهم المعروفين ۵ . لم يكن له حضور مشهور فيالقضايا الاجتماعيّة، وكان نَصِبا ۶ في العبادة، ونُقل أنّه ربَّما أمضى اللَّيل كلّه ساجدا. شهد مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الجمل ، وصفِّين ، وعاهده على الشَّهادة في صفِّين . وفيها نال ذلك الوسام مخضبا بدمه ، ودُفن هناك ۷ .
وقد وصف الإمام موسى بن جعفر عليه السلام اُويسا ، وصفا يبيّن منزلته الرَّفيعة ، حين قال : « إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نادى مُنادٍ . . . أينَ حوارِيّو عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ . . . فَيَقومُ عَمْرو بنُ الحَمِق . . . واُويسُ القَرَنِيِّ »۸.
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « خَليلي مِن هذهِ الاُمّةِ اُويسُ القَرَنِي »۹.
وفي صحيح مسلم عن اُسير بن جابر : كان عمر بن الخَطَّاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن ، سألهم : أفيكم اُويس بن عامر ؟ حتَّى أتى على اُويس ، فقال : أنت اُويس بن عامر ؟ قال : نعم ، قال : من مُراد ، ثمّ من قَرَن ؟ قال : نعم ، قال : فكان بِكَ برص فبرأت منه إلاّ موضع درهم ؟ قال : نعم .قال : لك والدة ؟ قال : نعم . قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : « يَأتي عَلَيكُم اُويسُ بنُ عامِر مع أمدادِ أهلِ اليَمن ِ من مُراد ، ثمّ مِن قَرَن ، كانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرأ مِنهُ إلاّ مَوضِعَ دِرهَمٍ ، لَهُ والِدَةٌ هو بها بَرّ ، لَو أقسمَ علَى اللّه ِ لأبرَّهُ ؛ فإن استَطَعتَ أن يَستغفِرَ لَكَ فافعَل » فاستغفرْ لي ، فاستغفرَ له .
فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة ، قال : أ لا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال : أكون في غبراء ۱۰ النَّاس أحبّ إليَّ .
قال : فلمّا كان من العام المقبل حجّ رجل من أشرافهم ، فوافق عمر ، فسأله عن اُويس ، قال : تركته رثّ البيت ، قليلَ المتاعِ ۱۱ .
وفي المستدرك على الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : لمّا كان يومُ صفِّين نادى منادٍ من أصحاب معاوية أصحابَ عليّ : أفيكم اُويسُ القَرَني ؟ قالوا : نعم ، فضرب دابّته حتَّى دخل معهم ، ثمّ قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : « خَيرُ التَّابِعينَ اُويسُ القَرَنِيّ »۱۲.
وفي حلية الأولياء عن أصبغ بن زَيْد : إنّما منعَ اُويسا أن يقدم على رسول اللّه صلى الله عليه و آله برُّه باُمّه ۱۳ .
وفي خصائص الأئمّة ـ عن الأصبغ بن نباتة ـ : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام بصفِّين فبايعه تسعة وتسعون رجلاً ، ثمّ قال : أينَ تَمامُ المئةِ ؟ فَقَد عَهِدَ إليَّ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أنّه يُبايُعِني في هذا اليومِ مئةُ رَجُلٍ ، فقال : فجاء رجل عليه قباء صوف، متقلّد سيفين ، فقال : هلمّ يدك اُبايعك ، فقال على ما تبايعني ؟ قال : على بذل مهجة نفسي دونك . قال : وَمَن أنتَ ، قال : اُويس القرني ، فبايعه فلم يزل يُقاتل بين يديه حتَّى قُتل ، فوُجد في الرَّجَّالة مقتولاً ۱۴ .
وقال الإمام الكاظم عليه السلام : « إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ . . . يُنادي مُنادٍ : أين حواريّو عليّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام وَصيّ محمّدِ بنِ عبدِ اللّه ِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؟ فيقوم عَمْرو بن الحَمِق الخُزاعِيّ ، ومُحمّد بنُ أبي بَكرٍ ، ومَيثَمُ بنُ يَحْيَى التَّمَّار ُ مَولَى بَني أسَد ٍ ، وَاُويسُ القَرَني »۱۵.
وفي الأمالي للطوسي : قيل لاُويس بن عامر القرني : كيف أصبحت يا أبا عامر ؟ قال : ما ظنُّكُم بمن يرحل إلى الآخرة كلّ يوم مرحلة، لا يدري إذا انقضى سفره أعَلَى جنّة يرد أم على نار ؟ ۱۶
وفي حلية الأولياء عن أصبغ بن زَيْد : كان اُويس القرني إذا أمسى يقول : هذه ليلة الرُّكوع ، فيركع حتَّى يُصبِـح .
وكان يقول إذا أمسى : هذه ليلة السُّجود ، فيسجد حتَّى يُصبح .
وكان إذا أمسى تصدّق بما في بيته من الفضل من الطَّعام والثِّياب ، ثمّ يقول : اللهمّ من مات جوعا فلا تؤاخذني به ، ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به ۱۷ .

1.راجع: تاريخ مدينة دمشق : ج۹ ص۴۱۵ ، حلية الأولياء : ج۲ ص۸۶ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص۳۳۲ الرقم۳۳۱ ؛ رجال الكشّي : ج ۱ ص۳۱۶ الرقم ۱۵۶ .

2.راجع: صحيح مسلم : ج۴ ص۱۹۶۸ ح۲۲۴ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۶۳ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۴۵۵ ح۵۷۱۷ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۹ ص۴۱۳ وفيه « من خير التابعين » ؛ رجال الكشّي : ج ۱ ص۳۱۵ الرقم ۱۵۵ .

3.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۸ ح۵۷۲۱ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص۵۳۹ ح۵۰ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج۶ ص۳۷۸ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۳۱۶ ، رجال الكشّي : ج ۱ ص۳۱۶ الرقم ۱۵۶ .

4.اُسد الغابة : ج ۱ ص۳۳۲ الرقم۳۳۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۵۵ .

5.تهذيب الكمال : ج ۲۴ ص۲۱۹ الرقم۴۹۹۶ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۵۰ ص۲۵۰ .

6.نَصِبَ الرجل : أعيا وتعِب ( لسان العرب : ج۱ ص۷۵۸ ) .

7.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۴۵۵ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص۳۳۳ الرقم۳۳۱ ؛ رجال الكشّي : ج۱ ص۳۱۶ الرقم ۱۵۶ ، وقعة صفّين : ص۳۲۴ .

8.رجال الكشّي : ج۱ ص۴۱ الرقم ۲۰ ، الاختصاص : ص۶۱ كلاهما عن أسباط بن سالم ، روضة الواعظين : ص۳۰۹ .

9.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۶۳ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۹ ص۴۴۲ كلاهما عن سلاّم بن مسكين عن رجل .

10.غَبْراء الناس : أي فقراؤهم ، ومنه قيل للمحاويج : بنو غبراء ، كأنّهم نُسبوا إلى الأرض والتراب ( النهاية : ج۳ ص۳۳۸ ) .

11.صحيح مسلم : ج۴ ص۱۹۶۹ ح۲۲۵ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۵۶ ح۵۷۱۹ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص۳۳۲ الرقم۳۳۱ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۶۳ و ص ۱۶۲ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۹ ص۴۱۷ كلاهما نحوه وراجع المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص۵۳۹ ح۲ ورجال الكشّي : ج ۱ ص۳۱۶ الرقم ۱۵۶ .

12.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۵۵ ح۵۷۱۷ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۶۳ وفيه « إنّ من خير » بدل « خير » ، تاريخ مدينة دمشق : ج۹ ص۴۴۲ ، حلية الأولياء : ج۲ ص۸۶ وفيه « اُويس القرني خير التابعين بإحسان » بدل « خير التابعين . . . » ؛ رجال الكشّي : ج ۱ ص۳۱۵ الرقم ۱۵۵ و ص۳۱۶ الرقم ۱۵۶ والثلاثة الأخيرة نحوه .

13.حلية الأولياء : ج۲ ص۸۷ .

14.خصائص الأئمّة عليهم السلام : ۵۳ ، رجال الكشّي :ج ۱ ص۳۱۵ الرقم ۱۵۶ وراجع الإرشاد : ج۱ ص۳۱۵ وإعلام الورى : ج۱ ص۳۳۷ والمستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۵۵ ح۵۷۱۸ .

15.رجال الكشّي : ج۱ ص۴۱ الرقم ۲۰ ، الاختصاص : ص۶۱ كلاهما عن أسباط بن سالم ، روضة الواعظين : ص۳۰۹ .

16.الأمالي للطوسي : ص۶۴۱ ح۱۳۲۸ .

17.حلية الأولياء : ج۲ ص۸۷ .


مكاتيب الأئمّة ج1
136
  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112842
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي