وفاته
وأخيرا حلَّقت روحه النبيلة نحو عالم الخلود ، يوم الإثنين 21 / 6 / 1379 ه ش ، بعد «75» سنة قضاها في التَّقوى والسّعي لتحقيق الأهداف السامية للرسول وأهل بيته. ودفن جثمانه الطاهر في حرم السيّدة المعصومة ، في مدينة قم المقدّسة.
وصيّته
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمدللّه على نعمائه وآلائه ، وصلى اللّه على محمّد سيِّد الأنبياء وآله المعصومين ، واللَّعن على أعدائهم أجمعين.
اللهم كن لوليِّك الحُجَّةِ بن الحسن ، صلواتُكَ عليه وعلى آبائهِ ، في هذه السّاعة وفي كلِّ ساعةٍ ، وليّا وحافظا ، وقائدا وناصرا ، ودليلاً وعينا ، حتى تسكنه أرضك طوعا ، وتُمتّعَهُ فيها طويلاً ، و... أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده و رسوله ، أرسله بالهدى ليظهره على الدين كُلِّه ولو كره المشركون. وأشهد أن ما جاء به حقٌّ ، وأن أميرالمؤمنين
عليَّ بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، وعليّ بن الحسين ، ومحمّد بن عليّ ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ، ومحمّد بن عليّ ، وعليّ بن محمّد ، والحسن بن عليّ ، والحجة بن الحسن أوصياؤه ، وهم الأئمّة المعصومون ، وخلفاء اللّه تعالى في أرضه ، تجب طاعتهم ، وأنّ مَنْ والاهم فقد والى اللّه ، ومن عاداهم فقد عادى اللّه . وأشهد أنّ الموت حقّ ، و سؤال المَلَكين ، وعذابَ القبر ونِقَمَهُ حقّ ، وأنّ القيامة حقّ ، والجنّة حقّ والنار حقّ ، وأنّ اللّه يبعث من في القبور.
كتبت هذه الكلمات المعدودة كوصيّة في يوم الأحد ، السادس من شهر رجب 1420 ه ، المصادف 24 من شهر مهر 1378 ه ش . عندما كنتُ متوجِّها إلى زيارة بيت اللّه الحرام ، ورسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وفاطمة الزهراء (عليهاالسلام) ، والأئمَّةِ الكرام سلام اللّه عليهم أجمعين ، وهذا نصّها:
1 . يجري العمل وفق الوصية التي كتبتها سابقا ، وهي موجودة في الدّرج الحديدي الذي اشتراه جعفر ، إلا إذا كان هناك مخالف.
2 . ليس لديَ من مال الدنيا شيء أوصي به. هناك فقط الدار السَّكنية ، وهى تبقى وما فيها من مستلزمات وأدوات منزلية ، تحت تصرف زوجتي مادامت على قيد الحياة.
3 . بعض وسائل الدار من سجّاد وغيره ، ملك لزوجتي ، ويجري العمل فيه وفقا لقولها.
4 . إن لم تستطع سَكن الدار بمفردها ، لها أن تحوّل الطابق الثَّاني إلى غرف وهول ، وتؤجِّره لمن ترتضيه ، وترتاح له ، ليكون لها عونا على نفقتها.
5 . من بعدها يمكن للورثة تقسيم الدار كيفما يشاؤون.
6 . تكون كتبي موضع استفادة من بعدي . فإن كان هناك من أولادي وورثتي أحد من أهل العلم ، فله الاستفادة منها ، وإن لم يكن بينهم أحد من أهل العلم ـ لا سمح اللّه ـ تُهدى إلى إحدى مكتبات الحوزة العلمية في قم ، أو المدرسة الفيضية ، أو مكتبة آية اللّه المرعشي رحمة اللّه عليه ، لتكون لي من الباقيات الصالحات.
7 . على الورثة أن يتصرَّفوا بشكلٍ لا يزعج والدتهم ، ويكونون ـ بإذن اللّه ـ متديّنين وملتزمين ، ولا تقع بينهم مصاعب وإزعاجات.
8 . أودّ أن يكون هناك دائما واحد أو أكثر من أبنائي مكبّا على اكتساب العلم. وقد دعوت اللّه أن لا يقطع من ذريّتي العلم والعلمائيَّة ، إنَّهُ قريب مجيب.
9 . توضع كتبي التي لم تطبع بعد ، تحت تصرّف المؤسسات ، لكي تُنظّم وتُحقَّق وتُطبع.
10 . كلّ ما يعود من حقوق الطبع والنَّشر ، يوضع تحت تصرف زوجتي لتنفقه على نفسها ، أو تخصصه لمورد إنفاق معيّن.
11 . تُجمع كتاباتي التي تُعتبر حصيلة عمري لتكون موضع استفادة.
12 . إذا رجعت من هذا السَّفر سالما ، ومتُّ في إيران ، أُدفن في أرض قم. وحيثما أُدفن من قم ، فإنني في حِمى السيِّدة المعصومة ، وأودّ أن اُدفن في مقبرة «الشيخان» على الأقل.
13 . اطلبوا لي العفو من الناس في أقرب فرصة بعد دفني ، وخاصة في ميانه وقم ، ومن الأصدقاء الذين هم أعلام الأمّة وهُداتها ، ومن أهالي بورسخلو حيث قضيتُ عهد الطُّفولة هناك ، ومن المؤكَّد أنَّ احتمالات الزلل كثيرة في ذلك العهد.
14 . اجتنبوا مظاهر البهرجة والتفاخر عند موتي ، هذه الاُمور تمثّل في حقيقة الحال كماليات الأحياء. ولا تكلِّفوا أنفسكم مشقّة الأعراف الجارية بين الناس.
15 . لا تنسوني في مواضع استجابة الدُّعاء ، واذكروني بالاستغفار والدعاء ، وأقيموا مراسيم العزاء في الأيام الفاطمية ما استطعتم.
16 . لتكن علاقتكم مع بعضكم علاقة ودٍّ وتراحم وتواصل ، فالدنيا لا تستحقُّ التشكّي والتنازع والتباغض. الدنيا لا تساوي شيئا حتى توقعوا أنفسكم من أجلها في ما لا يُرضي اللّه . فإن أطال اللّه في عمري ورجعت إليكم حيّا ، فسأكتب لكم إن شاء اللّه شيئا ، رغم قناعتي بكفاية ما كتبه غيري من العلماء الأعلام. وأوصيكم باحترام الكبار وخاصَّة الحاج مهدي الذي هو في مكاني ، ولا تنسوا الشَّفقة على الصِّغار والرأفة بهم.
17 . أوصيكم بالتقوى واجتناب المعاصي. وأدعوكم إلى أن توطّدوا ارتباطكم بأهل البيت عليهم السلاميوما بعد يوم. وتوسّلوا بهم على الدَّوام ، ولو بقراءة الزيارة الجامعة ، أو زيارة أمين اللّه ، أو
زيارة عاشوراء. اشكوا إليهم همومكم ، وتوسّلوا بهم ، ولا تطرقوا بابا غير بابهم ، وكونوا على صِلَةٍ دائمة بالإمام المهدي عليه السلام .
18 . وفي الختام أستودعكم اللّه َ جميعا. لقد كنت على الدَّوام حريصا على سعادتكم وقضاء حوائجكم ، ولم تغيبوا عن بالي في الدُّعاء. وسأدعو لكم بالخير في عالم الآخرة أيضا ، إن شاء اللّه تعالى.
والدكم المقرّ بالذنب
عليّ الأحمدي الميانجي
24 / 7 / 1378 ـ 6 / 7 / 1420 ه
ـ الأموال التي في حسابي في صندوق علوي للقرض الحسن، وفي بنك صادرات، شُعبة خاك فرج في الحساب رقم 1468 ، ورقم 74268 ، هي سهم الإمام(ع) .