179
مكاتيب الأئمّة ج1

مكاتيب الأئمّة ج1
178

33

كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة

۰.كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة بعد فتح البصرة :« وجَزَاكُم اللّه ُ مِن أهْل مِصْرٍ ـ عن أهْل بَيْت نبِيِّكم ـ أحْسنَ ما يَجْزِي الْعَامِلِينَ بطاعَتِه، والشَّاكِرينَ لِنعْمَته ، فقد سَمِعْتُمْ وأطعْتُم ، ودُعِيتُم فأجَبْتُم » ۱ .

[ وقد نقلنا هذا الكتاب بتمامه في موضع آخر من هذا الكتاب، نقلاً عن كتاب الجمل للمفيد رحمه الله، واكتفينا هنا بموضع الحاجة منه ].

34

كتابه عليه السلام إلى قَرَظَةَ بن كَعْب

۰.كتابه عليه السلام إلى قَرَظَةَ بن كَعْب وأهل الكوفة :
رَوى عمرُ بن سعد ، عن يزيد بن أبي الصَلْت ، عن عامر الأسدِي : أنَّ عليَّا كَتب بفتح البصرة ـ مع عَمْرو بن سَلَمَة الأرْحَبي ّ ـ إلى أهل الكوفة :
« مِن عَبدِ اللّه ِ عليّ بنِ أبي طالبٍ، أميرِ المُوِنينَ عليه السلام إلى قَرَظَةَ بنِ كَعْب ٍ ومَن قِبَلَهُ مِنَ المُسلمِين َ ، سَلامٌ عَليكُم ؛ فإنِّي أحمَدُ اللّه َ إليكُم الَّذي لا إله إلاَّ هو ، أمَّا بعدُ ، فإنَّا لَقِينا القومَ النَّاكِثين َ لِبَيْعَتِنا ، المُفَرِّقينَ لِجماعَتِنا ، الباغِين علَينا مِن أُمَّتِنا ، فَحاجَجْناهُم إلى اللّه ِ ، فنَصَرنا اللّه ُ عَلَيهِم ، وقُتِلَ طَلْحَة ُ والزُّبَيْرُ ، وقد تَقَدَّمْتُ إليهما بالمَعْذِرَةِ ، واستشْهَدتُ عَليهِما صُلَحاءَ الأُمَّةِ ، ونَكْثِهما ۲ بالبيعة ؛ فما أطاعا المُرشِدينَ ، ولا
أجابا النَّاصِحينَ ، ولاذَ أهلُ البَصرَة ِ بِعائِشَةَ ، فقُتِل حَولَها عالَم جَمٌّ لا يُحصِي عدَدَهُم إلاّ اللّه ُ ، ثُمَّ ضرَبَ اللّه ُ وجْهَ بقيَّتِهِم فأدبروا ، فما كانت ناقةُ الحِجْر بأشأمَ منها على أهلِ ذلِكَ المِصرِ ، مع ما جاءَت بهِ مِنَ الحُوبِ ۳ الكبير في معصيتها لربِّها ونبيِّها ، واغْتِرار من اغترَّ بِها ، وما صَنعتْه من التَّفرِقَةِ بَينَ المُوِنينَ ، وسَفكِ دِماءِ المُسلمين بلا بيِّنَةٍ ولا مَعْذِرَةٍ ولا حُجَّة لها .
فلمَّا هزمَهُم اللّه ُ أمرتُ أنْ لا يُقتَل مُدبِرٌ ، ولا يُجهَزَ على جرِيحٍ ، ولا يكشَفَ عورَةٌ ولا يُهتَكَ سَترٌ ، ولا يُدخَلَ دارٌ إلاَّ بإذنِ أهلِها ، وقد آمنتُ النَّاسَ . وقد استُشهِد مِنَّا رِجالٌ صالِحونَ ، ضاعَفَ اللّه ُ لَهُم الحسناتُ ، ورفَعَ درجاتِهِم ، وأثابَهُم ثوابَ الصَّابِرينَ ، وجزاهُم مِن أَهلِ مِصرٍ عَن أهلِ بَيتِ نَبِيِّهِم أحْسنَ ما يَجْزي العامِلينَ بِطاعَتِهِ ، والشَّاكِرينَ لِنعمَتِهِ ، فقد سَمِعْتُم وأطعْتم ودُعيِتم فأجبْتم ، فنعم الإخوانُ والأعوانُ على الحَقِّ أنتُم ، والسَّلامُ عَليكُم ورَحمُة اللّه ِ وبَركاتُهُ » .
كتب عبيد اللّه بنُ أبي رافع ، في رجب سَنَة ستٍّ وثلاثين . ۴
صورة أُخرى من الكتاب المتقدّم إلى قرظَة بن كعب وأهل الكوفة :
الطبري عن السّري ، عن شعيب ، عن سيف ، عن مُحَمَّد وطَلْحَة ، قالا :
كتب عليّ بالفتح ـ فتح البصرة ـ إلى عامله بالكوفة حينَ كتَب في أمرها ، وهو يومئذ بمكّة :
« مِن عَبدِ اللّه ِ عَلي ٍّ أميرِ المُؤمِنين َ ، أمَّا بَعدُ ، فإنَّا التَقَينا في النِّصفِ مِن جُمادى الآخِرَةِ بالخُرَيبَةِ ، فناءٍ مِن أفنِيَةِ البَصرَة ِ ، فأعطاهُم اللّه ُ عز و جلسُنَّةَ المُسلِمين َ ، وقُتِلَ مِنَّا
ومنهم قتلى كثيرةٌ ، وأصيب ممَّن أصيب منَّا : ثُمامَةُ بنُ المُثَنَّى ، وهِندُ بنُ عَمرو ، وعِلْباءُ بن الهَيْثم ، وسَيحان ، وزَيْد ُ ابنا صُوحان ، ومَحْدُوج » .

1.نهج البلاغة : الكتاب۲ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۲۵۳ ح۱۹۸ وراجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۴ ص۲۶ .

2.كذا في المصدر، والصواب هو على الأرجح: «ونكثا».

3.الحُوب ـ بالضمّ ـ : الإثم . ويُقال: حُبتُ بكذا، أي: أثِمتُ. ( الصحاح: ج ۱ ص ۱۱۶ ) .

4.الجمل : ص۴۰۳ وراجع : الشافي في الإمامة : ج۴ ص۳۳۰ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۲۵۲ ح۱۹۸ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۵۸ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112977
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي