181
مكاتيب الأئمّة ج1

35

كتابه عليه السلام إلى عبد اللّه بن عبَّاس

۰.وهو عامله على البصرة :
« واعْلَم أنَّ البَصْرةَ مَهْبِطُ إِبْلِيسَ ، ومَغْرِسُ الْفِتَنِ ، فَحَادِث ْ أهْلَهَا بِالإحسَان إلَيهِم ، واحْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عن قُلُوبِهِمْ ، وقد بَلَغَنِي تَنَمُّرُك لِبَنِي تَمِيم ٍ ، وغِلْظَتُك عَلَيهِم ، وإِنَّ بَنِي تَمِيم ٍ لم يَغِبْ لهم نجْمٌ إلاَّ طَلَعَ لهم آخَرُ ، وإِنَّهُم لم يُسْبَقُوا بِوَغْمٍ ۱ في جَاهِلِيَّةٍ ولا إسلام ٍ ، وإنَّ لهم بِنَا رَحِما مَاسَّةً ، وقَرَابَةً خَاصَّةً ، نحن مَأْجُورُونَ على صِلَتِها ، ومَأْزورونَ على قَطِيعَتِها ، فَارْبَعْ أبا الْعَبَّاس ِ ـ رَحِمَكَ اللّه ُ ـ فيما جَرَى على
لِسَانِكَ ، ويَدِكَ من خَيْرٍ وشَرٍّ ، فإِنَّا شَرِيكَانِ في ذلك . وكُنْ عِندَ صَالِحِ ظَنِّي بِكَ ، ولا يَفِيلَنَّ ۲ رَأْيِي فيك ، والسَّلام » . ۳
[ وقد نقل ابنُ مَيثَم َ صَدرَهُ هكذا : ] « أمَّا بَعدُ ؛ خَيرُ النَّاسِ عِندَ اللّه ِ غدا ، أعمَلُهم بِطاعَته ِ فيما عَلَيهِ ولَهُ ، وأقواهم بالحقّ وإن كان مُرَّا ، أ لا وإنَّهُ ـ بالحَقّ ـ قامت السَّماوات والأرض فيما بين العباد ، فَلتَكُن سَريرَتُكَ فِعلاً ، وليَكن حُكمُكَ واحِدا ، وطريقَتُكَ مستقيمة . واعلم أنَّ البَصرة مَهْبَط إبليس » . ۴
[ هذا ، ولكن نقل نَصْر ، أنَّ عليَّا عليه السلام ، كتب إلى عبد اللّه بن عامر ما يقارب صدره ، قال : ] « بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من عَبدِ اللّه ِ عَلِي ٍّ أميرِ المُوِنين َ ، إلى عَبدِ اللّه ِ بنِ عامِر ، أمَّا بعدُ ؛ فإنَّ خَيرَ النَّاسِ عِندَ اللّه ِ عز و جل ، أقوَمُهُم للّه ِ بِالطاعَةِ فِيما لَهُ وعَلَيهِ ، وأقْولُهُم بالحَقِّ ولو كانَ مُرَّا ، فإنَّ الحقّ ، بهِ قامَت السَّماواتُ والأرضُ ، ولتَكُن سَريرَتُكَ كَعَلانِيَتِكَ ، وليَكُن حُكمُكَ واحِدا ، وطرِيقَتُكَ مُستَقِيمَةً ؛ فإنَّ البَصرَة مَهبِطُ الشَّيطان ، فلا تَفتَحَنَّ علَى يدِ أحَدٍ مِنهُم بابا، لا نطيق سدَّهُ نحنُ ولا أنت ، والسَّلام . » ۵
[ أقول : قال المفيد رحمه الله في كتاب الجمل : ] وروَى أبو مِخْنَف ـ لوطُ بن يَحْيَى ـ قال : لمَّا استعمل أميرُ المونين عليه السلام عبد اللّه بن العبَّاس على البصرة ، خَطَب النَّاسَ فَحَمِدَ اللّه َ ، وأثنى عَلَيهِ ، وصلَّى علَى رَسولِهِ ، ثُمَّ قال :
« يا مَعاشِرَ النَّاسِ ، قد استَخلَفتُ عَلَيكُم عبد اللّه بن العبَّاس ، فاسْمَعوا له ، وأطيعوا أمرَه ، ما أطاع اللّه َ ورسولَهُ ، فإن أحدَثَ فيكُم أو زاغَ ۶ عَن الحقّ، فأعلِموني أعزِلْهُ عَنكُم ؛ فإنِّي أرجو أن أجِده عفِيفا تقيَّا وَرِعا ، وإنِّي لم أُوَلِّهِ عَلَيكُم ، إلاَّ وأنا أظنُّ ذلِكَ بِهِ ؛ غَفَر اللّه ُ لنا ولكم » . ۷
[ ونقل الكليني رحمه الله خطبة له عليه السلام ـ بعد انقضاء حرب الجمل ـ ولعلّ ما نقلَهُ المفيد رحمه اللهشطر منه ، ولذلك نوردها هنا : ] مُحَمَّد بنُ يَحْيَى ، عن أحْمدَ بن مُحَمَّد بن عِيسَى ، عن الحَسَن بن مَحْبُوب ، عن مُحَمَّد بن النُّعْمَان أبِي جَعْفَر الأحْوَل ، عن سَلاّم بن المُسْتَنِير ، عن أبِي جَعْفَر عليه السلام ، قال : إِنَّ أمِيرَ المُومِنِين عليه السلام ، لَمَّا انْقَضَتِ القِصَّةُ فيما بَيْنَه وبيْن طَلْحَة والزُبَيْر وعَائِشَة بالبصرة ، صَعِدَ المِنْبَر ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثْنَى عليه وصَلَّى على رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ثُمَّ قال :
« يا أيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الدُّنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، تَفْتِنُ النَّاسَ بالشَّهَوَاتِ ، وتُزَيِّنُ لَهُم بِعَاجِلِها ، وأيْمُ اللّه ِ إنَّهَا لَتَغُرُّ مَنْ أمَّلَها ، وتُخْلِفُ مَنْ رَجَاها ، وسَتُورِثُ أقوَاما النَّدَامَةَ والحَسْرَة بإقبَالِهم عَلَيها ، وتَنَافُسِهِمْ فيها ، وحَسَدِهِمْ ، وبَغْيِهِمْ على أهل الدِّينِ والفَضْل فيها ، ظُلْما وعُدْوَانا ، وبَغْيا وأشَرا وبَطَرا ، وبِاللّه ، إنَّهُ ما عَاشَ قَوْمٌ ـ قَطُّ ـ في غَضَارَةٍ من كَرَامَة نِعَمِ اللّه ِ في مَعَاشِ دُنْيَا ، ولا دَائِمِ تَقْوَى في طَاعَة اللّه ، والشُكْر لِنِعَمِه ، فَأزَالَ ذَلك عنهم ، إِلاّ مِن بَعدِ تَغْيِيرٍ من أنْفُسِهِم ، وتَحْوِيلٍ عن طَاعَة اللّه ِ ، والحَادِثِ من ذُنُوبِهِمْ ، وقِلَّةِ مُحَافَظَةٍ ، وتَرْكِ مُرَاقَبَةِ اللّه ِ جَلَّ وعَزَّ وتَهَاوُنٍ بشكر نِعْمَة اللّه ، لِأنَّ
اللّه عز و جل يقول في مُحْكَم كِتَابِه : « إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ »۸ .
ولَو أنَّ أهْلَ المَعَاصِي ، وكَسَبَةَ الذُّنُوبِ ، إذا هُم حَذِرُوا زَوَالَ نِعَمِ اللّه ِ ، وحُلُولَ نَقِمَتِه ، وتَحْوِيلَ عَافِيَتِه ، أيْقَنُوا أنَّ ذَلك مِنَ اللّه ِ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ بمَا كَسَبَتْ أيْدِيهم ـ ، فَأقْلَعُوا وتَابُوا ، وفَزِعُوا إلى اللّه جَلَّ ذِكْرُه ، بِصِدْقٍ مِن نِيَّاتِهِم ، وإِقْرَارٍ مِنهُم بِذُنُوبِهِم ، وإِسَاءَتِهِم ، لَصَفَحَ لَهُمْ عن كُلِّ ذَنبٍ ، وإذا لَأقَالَهُمْ كُلَّ عَثْرَةٍ ، ولَرَدَّ عَلَيهِم كُلَّ كَرَامَةِ نِعْمَةٍ ، ثُمَّ أعَادَ لهم من صَلاَح أمْرِهم ، ومِمَّا كانَ أنْعَمَ بِهِ عليهم ، كُلَّ مَا زَالَ عَنهُم ، وأُفْسِدَ عليهم .
فَاتَّقُوا اللّه َ أيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ ، واسْتَشْعِرُوا خَوْفَ اللّه جَلَّ ذِكْرُهُ ، وأخْلِصُوا اليقِينَ ، وتُوبُوا إِلَيه من قَبِيحِ ما اسْتَفَزَّكُمُ الشَّيْطَانُ مِن قِتَالِ وَلِيِّ الأمْرِ ، وأهْلِ العِلم بعد رَسُولِ اللّه صلى الله عليه و آله ، وما تَعَاوَنْتُمْ عَلَيهِ مِن تَفْرِيقِ الجَمَاعَةِ ، وتَشَتُّتِ الأمْرِ وفَسَادِ صَلاحِ ذَاتِ البَيْنِ ، إِنَّ اللّه َ عز و جل يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، ويَعْفُو عن السَّيِّئَات ، ويَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ » . ۹
[ و نقل المفيد رحمه الله هذه الخطبة بنحو آخر، وهي هكذا : ] من كلامه عليه السلام بالبصرة ، حينَ ظهرَ على القوم ، بعدَ حمدِ اللّه ِ والثَّناءِ عليه :
« أمَّا بعدُ ؛ فإنَّ اللّه َ ذو رَحمَةٍ واسِعَةٍ ، ومَغفِرَةٍ دائِمَةٍ ، وعَفوٍ جَمٍّ ، وعِقابٍ أليمٍ ؛ قضَى أنَّ رَحمَتَهُ ومَغفِرَتَهُ وعفوَه لأهل طاعتِهِ من خلقهِ ، وبِرحمَتِهِ اهتدى المهتدونَ ، وقضَى أنَّ نِقْمَتَه وسَطَواته وعقابَهُ على أهلِ مَعصيتِهِ من خلقِهِ ، وبعدَ الهُدى والبيِّناتِ ما ضلَّ الضَّالُّونَ . فما ظَنُّكم ـ يا أهل البصرة ـ وقد نكثْتُم بيعتي ، وظاهَرْتُم علَيَّ عَدُوِّي ؟ »
فقامَ إليه رجلٌ ، فقال : نَظُنُّ خيرا ، ونَراك قد ظَفِرْتَ وقَدَرْتَ ، فإنْ عاقبْتَ فقد اجترمْنا ذلك ، وإن عفوْتَ فالعفوُ أحبُّ إلى اللّه ِ .
فقال : « قَد عَفوْتُ عَنكُم ، فإيَّاكُم والفِتنَةَ ، فإنَّكم أوَّلُ الرَّعيَّةِ نَكَثَ البيعةَ ، وشقَّ عصا هذه الأُمَّةِ » .
قال : ثُمَّ جلسَ للناس فبايَعوه . ۱۰
[ وروى السَّيِّد الرضيّ في النَّهج كلامه عليه السلام في ذمّ أهل البصرة بعد وقعة الجمل : ] « كُنْتُمْ جُنْدَ الْمَرْأَةِ، وأَتْبَاعَ الْبَهِيمَةِ ، رَغَا فَأَجَبْتُمْ ، وعُقِرَ فَهَرَبْتُمْ ، أَخْلاقُكُم دِقَاقٌ ، وعَهْدُكُم شِقَاقٌ ، ودِينُكُمْ نِفَاقٌ ، ومَاوكُمْ زُعَاقٌ ، والْمُقِيمُ بين أَظْهُرِكُم مُرْتَهَنٌ بِذَنْبِه ، والشَّاخِصُ عنكم مُتَدَارَكٌ بِرَحْمَةٍ من رَبِّه ، كأَنِّي بِمَسْجِدِكُمْ كَجُوجُو سَفِينَةٍ ، قد بَعَثَ اللّه ُ عليها العَذَابَ من فَوْقِهَا ومن تَحْتِهَا ، وغَرِقَ مَن في ضِمْنِهَا .
وفي رِوَايَة : وأيْمُ اللّه ِ ، لَتَغْرَقَنَّ بَلْدَتُكُمْ، حَتَّى كأَنِّي أَنْظُرُ إلى مَسْجِدِها كَجُوجُو سَفِينَةٍ أَوْ نَعَامَةٍ جَاثِمَةٍ » . ۱۱
قال المسعودي : وخطب النَّاس خطبةً طويلة ، يقول فيها : « يا أهلَ السَبْخَةِ ، يا أهلَ المؤْتَفِكَةِ ، ائتفكتِ بأهلِكِ مِنَ الدَّهرِ ثلاثا ، وعلى اللّه ِ تمامُ الرَّابعة ، يا جُنْدَ المرأةِ ، يا أتباع البهيمة . . . » . ۱۲
قال المفيد رحمه الله :
ورَوى أبو مِخْنَف لوط بن يَحْيَى ، عن رجاله ، قال : لمَّا أرادَ أميرُ المونين عليه السلام التَوجُّهَ إلى الكوفة ، قام في أهل البصرة ، فقال :
« ما تَنْقِمونَ عَليَّ يا أهلَ البَصرة ِ ؟ ـ وأشار إلى قميصه وردائِهِ ، فقال : ـ واللّه ، إنَّهما لَمِن غَزْل
أهلي ، ما تَنْقِمون منِّي يا أهلَ البصرة ِ ؟ ـ وأشار إلى صُرَّةٍ في يدِهِ فيها نَفَقَتُهُ ، فقال : ـ واللّه ِ ، ما هي إلاَّ مِن غَلَّتي بالمدينة ؛ فإنْ أنا خَرَجْتُ مِن عندِكُم بأكثَرَ ممَّا تَرَوْن ، فأنا عِندَ اللّه ِ مِنَ الخائِنينَ . » ۱۳
[ و ] نقل السَّيِّد الرضيّ رحمه الله : أنَّه عليه السلام أوصى إلى ابن عبَّاس عند استخلافه إيَّاه على البصرة :
« سَعِ النَّاس بِوَجْهِكَ ، ومَجْلِسِكَ وحُكْمِك ، وإِيَّاكَ والْغَضَبَ ، فإِنَّهُ طَيْرَةٌ من الشَّيْطَانِ ، واعْلَم أَنَّ مَا قَرَّبَكَ مِنَ اللّه ِ ، يُبَاعِدُكَ مِنَ النَّارِ ، ومَا بَاعَدَك من اللّه ، يُقَرِّبُك من النَّار » . ۱۴
وقال المفيد رحمه الله :
رَوى الواقدي عن رجاله ، قال : لمَّا أراد أمير المونين عليه السلام الخروج من البصرة استخلف عليها عبد اللّه بن العبَّاس ، وأوصاه، فكان في وصيَّته له أن قال :
« يا ابنَ عبَّاس ، عَليكَ بِتقوى اللّه ِ ، والعدلِ بمَن وُلِّيت علَيهِ ، وأنْ تَبسُطَ للناسِ وَجهَكَ ، وتُوَسِّعَ عَلَيهِم مَجلِسَكَ ، وتَسَعَهم بِحِلمِكَ ، وإيَّاكَ والغضبَ ، فإنَّه طِيَرةٌ مِنَ الشَّيطانِ ، وإيَّاكَ والهَوى ، فإنَّه يَصُدُّكَ عن سبيلِ اللّه ِ ، واعْلَم أنَّ ما قرَّبَك مِنَ اللّه ِ ، فهوَ مُباعِدُكَ مِنَ النَّارِ ، وما باعَدَكَ مِنَ اللّه ِ، فهو مُقَرِّبُكَ مِنَ النَّارِ ، واذكر اللّه َ كثيرا ، ولا تَكن مِنَ الغافِلينَ » . ۱۵

1.الوغم: القتالُ . ( لسان العرب: ج ۱۲ ص ۶۴۲ ).

2.فَالَ رأيُهُ يفيل فَيلُولةً: أخطأَ وضَعُفَ. ( لسان العرب: ج ۱۱ ص ۵۳۴ ).

3.نهج البلاغة : الكتاب۱۸ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۹۲ ح۶۹۹ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۵ ص۱۲۵ .

4.شرح نهج البلاغة للبحراني : ج۴ ص۳۹۵ .

5.وقعة صفِّين : ص۱۰۶ .

6.زاغَ عن الطريق : إذا عدل عنه . ( لسان العرب: ج ۸ ص ۴۳۲ ) .

7.الجمل : ص۴۲۰ .

8.الرعد : ۱۱ .

9.الكافي : ج ۸ ص۲۵۶ ح۳۶۸ .

10.الإرشاد : ج۱ ص۲۵۷ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۲۳۰ ح۱۸۲ وراجع : الجمل : ص۴۰۷ .

11.نهج البلاغة : الخطبة۱۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۲۴۵ ح۱۹۴ وراجع : مروج الذَّهب :ج۲ ص۳۷۷ ، الأخبار الطوال : ص۱۵۱ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱ ص۲۵۱ .

12.مروج الذَّهب : ج۲ ص۳۷۷ .

13.الجمل : ص۴۲۲ .

14.نهج البلاغة : الكتاب۷۶ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۹۸ ح۷۰۴ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۸ ص۷۰ .

15.الجمل : ص۴۲۰و راجع : الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۰۵ .


مكاتيب الأئمّة ج1
180

وكتب عبد اللّه بن رافع ، وكان الرَّسول زفر بن قَيْس إلى الكوفة ، بالبشارة في جُمادى الآخرة . ۱
[ أقول : تقدَّم الكلام في سند هذا الكتاب، وبعض ألفاظه ، ما لا يخفى ما فيه من الإجمال ، وعدم وضوح بعض الفقرات، كقوله عليه السلام : « فأعطاهُمُ اللّه ُ سُنَّةَ المُسلمين َ » ، إذ لو رجع الضَّمير إلى أهل البصرة وطَلْحَة والزُبَيْر ـ كما هو الظَّاهر ـ ، فأمير المؤمنين عليه السلام أقرَّ بأنَّ اللّه تعالى أعطى مخالفيه سُنَّةَ المسلِمين . ولو رجع الضَّمير إلى «أهل الكوفة » الَّذِين هم أنصاره عليه السلام ، فالأنسب أن يقول : أعطانا . ولو رجع الضَّمير إلى المتحاربين من عسكره وعسكر مخالفيه ، فهو إقرار بأنَّ أعداءه مسلمون ، وأنَّهم أُعطوا سُنَّةَ المسلمين . ثُمَّ ما المرادُ من سُنَّةِ المسلمين ؟ أهو الشَّهادة ؟ أو نصر اللّه الموعود به في القرآن الكريم ؟ والصَّحيح ـ في رأينا ـ ما يأتي في كتابه عليه السلام إلى أُمّ هاني : « فأعطانا اللّه ُ النَّصرَ بِحَولهِ وَقُوَّتهِ وأعطاهُم سُنَّة الظَّالمينَ » .

قَرَظَةُ بن كَعْب الأنْصاريّ الخَزْرَجيّ

ويقال : قَرَظَةَ بن عَمْرو بن كَعْب ؛ وهو أحد العشرة الَّذِين وجّههم عمر إلى الكوفة من الأنصار ـ وكان فاضلاً ـ ليفقّه النَّاس . شهد قَرَظَةُ مشاهِدَ النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، أُحُد وما بعدها ، وهو آخر من فتح الرَّي ّ في ولاية أبي موسى الكوفة لعثمان ، هذا نقله البلاذري ، وقال الآخرون : وهو الَّذي فتح الرَّي ّ سنة ثلاث وعشرين ، وسكن الكوفة . شهد قَرَظَة مشاهد عليٍّ كُلّها ، وولاّه عليّ عليه السلام الكوفة حين سار إلى حرب
الجمل ، وعزل أبا موسى عنها ، ولمَّا خرج إلى صفِّين حمله معه ، وولاّها أبا مسعودٍ الأنْصاري ّ . ۲ وبعد رجوعه عليه السلام عن البصرة بعثه إلى البِهْقُبَاذات ۳ . ۴
وقال ابن أبي الحديد : وهو كاتب عين التَّمر ، يجبي خراجها لعليّ عليه السلام . وفي الغارات : وهو بجانب عين التَّمر ، يجبي خراجها لعليّ عليه السلام . ۵ ] ونقل في الغارات ـ أيضا ـ قصَّةً ، لَعلَّها تَدُلُّ على خِيانتهِ لعليّ عليه السلام ] .

1.راجع: تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۴۲ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۳۳۴ .

2.راجع : أنساب الأشراف : ج۳ ص۳۳ ، مروج الذَّهب : ج۲ ص۳۶۸ ، تهذيب التهذيب :ج۴ ص۵۲۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۴۹ ، أسد الغابة : ج۴ ص۳۸۰ ، الإصابة : ج۵ ص۳۲۸ ، الإستيعاب : ج۳ ص۳۶۵ ، فتوح البلدان : ص۴۴۶ ؛ الغارات : ج۲ ص۷۷۷ ـ التعليقة : ص۴۱ .

3.البِهْقُبَاذات :هنَّ ثلاث بِهْقُبَاذات ، ذكرها ياقوت في معجمه . ثلاث كور ببغداد ، منسوبة إلى قباذ بن فيروز والد أنو شيروان . وفي الأصل : البِهْقُيَاذات ، مُحرّفة . ( راجع :معجم البلدان : ج۱ ص۵۱۶ ) .

4.وقعة صفِّين : ص۱۱ .

5.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲ ص۳۰۲ ، الغارات : ج۲ ص۴۴۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112930
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي