287
مكاتيب الأئمّة ج1

62

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.روى العلاّمة المجلسي رحمه الله في البحار ، عن تاريخ ابن أعثَم الكوفي كتابا ، أظنُّ كونه جملاً مختصرة من كتابه عليه السلام إلى معاوية مع أخي خولان المتقدّم ذكره ، ولكن حيث كان معاوية الَّذي هذا الكتاب جوابه مخالف للكتاب الَّذي جاء به أخو خولان ، أحببنا ايراده هنا أوَّلاً ، ثُمَّ ايراد كتاب معاوية .
نصّ كتاب أمير المؤمنين عليه السلام :
« أمَّا بعدُ ؛ فإنَّه أتاني كِتابُكَ تذكر فيهِ حسدي للخُلفاء ِ وإبطائي عَليهِم ، والنَّكيرِ
لأمرِهم ، فلستُ أعتَذِرُ مِن ذلِكَ إليكَ ولا إلى غَيرِكَ ، وذلِكَ أنَّه لمَّا قُبِضَ النبيُّ صلى الله عليه و آله ، واختلف الأُمَّة ، قالَت قريش ُ : مِنَّا الأميرُ ، وقالت الأنصار : بل منَّا الأميرُ ؛ فقالَت قُريشٌ : مُحمَّدٌ صلى الله عليه و آله مِنَّا ونَحنُ أحَقُّ بالأمرِ مِنكُم فسلّمت الأنصارُ لِقُريشٍ الولايةَ والسُّلطانَ ، فإنَّما تَستحِقُّها قريشٌ بِمحمَّدٍ صلى الله عليه و آله دُونَ الأنصارِ ، فَنحنُ ـ أهلَ البَيت ِ ـ أحقُّ بِهذا الأمرِ مِن غَيرِنا ـ إلى قوله عليه السلام ـ وقَدْ كانَ أبوكَ أبو سُفْيَان َ جاءَني في الوَقتِ الَّذي بايَعَ النَّاسُ فيه أبا بَكر ٍ ، فقال لِي : أنتَ أحقُّ بِهذا الأمرِ من غَيرِكَ ، وأنا يدُكَ علَى مَن خالَفَكَ ، وإن شِئتَ لأملأنَّ المَدينَة َ خَيلاً ورَجلاً على ابنِ أبي قُحافة َ ، فلَمْ أقبَلْ ذلِكَ ، واللّه ُ يعلَمُ أنَّ أباكَ قد فَعَلَ ذلِكَ ، فَكُنتُ أنا الَّذي أبَيتُ عَليهِ مَخافَةَ الفُرقَةِ بينَ أهلِ الإسلامِ ، فإنْ تَعرِفْ مِن حَقِّي ما كانَ أبوكَ يَعرِفُهُ لِي فَقَد أصبْتَ رُشدَكَ ، وإنْ أبيتَ فَها أنا قاصِدٌ إليك ، والسَّلام . » ۱

1.بحار الأنوار: ج۲۹ ص۶۳۲ ح۴۷ وراجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج۱۵ ص۷۶ ـ ۷۸ ، العِقد الفريد: ج۳ ص۳۳۱ ، المناقب للخوارزمي : ص۲۵۲ ؛ وقعة صفِّين : ص۸۸ ـ ۹۱ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۱۱۰ ـ ۱۱۳ .


مكاتيب الأئمّة ج1
286

۰.وفي المناقب : ذكر قسما لم يوجد في معادن الحكمة ، قال :
جاء أبو مسلم الخولاني بكتاب من عنده ـ يعني معاوية ـ إلى أمير المؤمنين عليه السلام
يذكر فيه : وكان أنصحهم للّه خليفته ، ثُمَّ خليفة خليفته ، ثُمَّ الخليفة الثَّالث المقتول ظلما ، فَكُلَّهم حَسَدتَ ، وعلى كُلِّهم بَغيتَ . . . إلى آخر ما سيأتي ، فلمَّا وصل الخولاني وقرأ الكتاب على النَّاس قالوا : كلّنا قاتلون ، ولأفعاله منكرون ، فكان جواب أمير المؤمنين عليه السلام :
« وبَعدُ ؛ أنِّي رأيتُ قد أكثرتَ في قَتَلَةِ عُثمانَ ، فادخُلْ فِيما دخَلَ فِيهِ المُسلِمون َ مِن بَيعَتِي ، ثُمَّ حاكِمِ القومَ إليَّ أحمِلْك ، وإيَّاهُم على كِتابِ اللّه ِ وَسُنَّةِ نبِيِّهِ صلى الله عليه و آله .
وأمَّا تلك التي تُريدُها فإنَّها خُدعَةُ الصَّبيِّ عن اللَّبنِ ، ولعَمرِي لَئِن نَظَرتَ بِعَقلِكَ دُونَ هَواكَ لَعَلِمتَ أنِّي مِن أبرأ النَّاسِ مِن دمِ عُثمانَ ، وقَد عَلِمتَ أنَّكَ مِن أبناءِ الطُّلقاء ِ الَّذِين لا تَحِلُّ لَهُم الخِلافَةُ . » ۱

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج۳ ص۱۶۵ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۷۰ وراجع : نهج البلاغة : الكتاب۶ ، وقعة صفِّين : ص۲۹ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۹۹۲ ، عِقد الفريد : ج۳ ص۳۳۰ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۱۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۵۹ ص۱۲۸ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 113086
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي