72
كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة
۰.لمَّا ظَهَر علَى القَوْم بالبَصرة ، كَتَب بالفَتح إلى أهْل الكوفة :« بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
مِن عَبْدِ اللّه ِ علَي ٍّ أميْرِ الموِنين َ إلى أهْلِ الكُوفَة ِ :
سَلامٌ علَيْكُم ، فإنِّي أحْمَدُ إلَيْكُمُ اللّه َ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ .
أمَّا بَعْدُ ، فإنَّ اللّه َ حَكَمٌ عَدْلٌ لا يُغَيِّرُ ما بقَوْمٍ حتَّى يُغَيِّرِوا ما بأنْفُسِهم ، وإذا أرادَ اللّه ُ بقَوْمٍ سُوءا فَلا مَرَدَّ لَهُ ، وما لَهُم مِن دُوْنِهِ مِن وَالٍ .
أخْبِرُكُم عَنَّا وعَمَّن سِرنا إليْهِ مِن جُمُوعِ أهلِ البَصرَة ِ ، ومَن تَأَشَّبَ إليْهِم مِن قُرَيْشٍ وغَيْرِهِم مع طَلْحَة والزُّبَيْر ، ونَكثِهم صَفْقةَ أيْمانِهم ، فنَهضْتُ من المدِينة ِ حِيْنَ انْتَهَى إليَّ خَبرُ مَن سَارَ إليْها وجَماعَتِها ، وما صنعوا بعامِلي عُثمانَ بنِ حُنَيِف ٍ ، حتَّى قدمت ذا قَار ٍ ، فبَعثْتُ الحسنَ بْنَ علي ٍّ ، وعَمَّارَ بنَ ياسِر ، وقَيْسَ بنَ سَعْد ،
فاسْتنْفرتُكُم بِحَقِّ اللّه ِ وحَقِّ رَسُولِهِ وَحَقِّي ، فأقْبلَ إليَّ إخوانُكُم سِراعا حتَّى قَدِموا علَيَّ ، فَسِرتُ بهم حَتَّى نَزَلتُ ظَهْرَ البَصرةِ ، فأعْذرتُ بالدُّعاء ، وقُمتُ بالحُجَّةِ ، وأقَلْتُ العَثرةَ والزِّلَّةَ مِن أهْلِ الرَّدَّةِ من قُريشٍ وغَيْرِهم ، واسْتتْبتُهُم من نَكثِهم بَيْعتِي وعَهْد اللّه عليْهم ، فأبَوْا إلاَّ قِتالي وقِتالَ مَن مَعِي ، والتَّمادي في البَغْي ، فَنَاهَضتُهم بالجهاد ، فَقَتلَ اللّه مَن قَتَلَ منْهم نَاكِثا ، ووَلَّى مَن ولَّى إلى مِصرِهِم ، وقُتِل طَلْحَة ُ والزُّبَيْرُ على نَكْثِهما وشِقاقِهِما ، وكانَتِ المرأةُ علَيْهم أشأَمَ من نَاقَةِ الحِجر ، فخُذِلُوا وأُدْبِروا وتقطّعتْ بهم الأسْباب ، فلمَّا رأوْا ما حلَّ بِهِم سَألونِي العَفوَ ، فقَبلْتُ مِنْهم ، وغَمَدتُ السَّيفَ عَنْهُم ، وأجريتُ الحقَّ والسُنَّةَ بيْنَهم ، واسْتعملْتُ عبْدَ اللّه بن العبَّاس علَى البَصرة ، وأنَا سَائِرٌ إلَى الكُوفَةِ ، إنْ شَاءَ اللّه ُ ، وقَد بعثتُ إليْكم زَحْرَ بنَ قَيْسٍ الجُعْفِي ّ ، لِتَسألوهُ فيُخْبِرَكُم عَنَّا وعنهُم ، وردَّهُم الحقَّ علَيْنا ، وردَّ اللّه ِ لَهُم وهُم كارِهونَ ، والسَّلامُ عليْكُم ورَحْمةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ » . ۱